كلمة الاتحاد
رسالة شارون الى واشنطن

توجه أمس الاحد رئيس الحكومة ارئيل شارون، برفقة طاقم كبار مستشاريه الى واشنطن في زيارة رسمية، هي العاشرة منذ تولى السلطة في العام الفين وواحد، للالتقاء بالرئيس الامريكي، جورج دبليوبوش وغيره من كبار المسؤولين في ادارة عولمة الارهاب والعدوان والجرائم الامريكية. وتندرج هذه الزيارة في اطار التنسيق الاستراتيجي القائم بين طرفي محور الشر الامبريالي. وعشية كل لقاء من هذا القبيل، ولصرف الانظار عن ما سيجري نسجه من خيوط تآمرية، تنشط وسائل غسل الدماغ الاسرائيلية والامريكية الرسمية بشكل ديماغوغي الى تسويق اباطيل توحي الى وجود تناقضات وخلافات في الموقف بين ادارة بوش وحكومة شارون، وعشية هذا اللقاء تركز وسائل التضليل على وجود تناقض وخلاف امريكي – اسرائيلي حول الاستفزاز العدواني الشاروني الجديد بتوسيع رقعة الاستيطان والتهويد في "معاليه ادوميم" والقدس الشرقية المحتلة!
والحقيقة، كما يوردها المقربون من كل من بوش وشارون، ان في مركز الزيارة ليس ابدا التصعيد الاستيطاني الجديد، بل تسليط كل الاضواء الامريكية ووسائل اعلامها على زفة تتويج بوش لشارون "رجل السلام" الذي "تغلب" على مصاعبه الداخلية ويصر على تنفيذ "خطة الفصل" مع قطاع غزة ابتداء من شهر حزيران القادم!! فتسويق شارون كرجل سلام ينسحب من اراض فلسطينية محتلة هام جدا بالنسبة لدفع عجلة مخطط استراتيجية الهيمنة الامريكية- الاسرائيلية في المنطقة. مهم لتدجين الكثير من الانظمة العربية في حظيرة التطبيع مع اسرائيل وخدمة المصالح الامريكية قبل الحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية. وتشير العديد من المؤشرات التي تتسرب من "البيت الابيض" الى انه قد يجري الاتفاق في واشنطن ان يلتزم شارون بازالة المستوطنات الهشة "غير الشرعية" التي كان من المفروض ازالتها قبل سنة. ومقابل هذا "الثمن" فان رسالة شارون الى بوش ان يعود بوش لتأكيد ما جاء في رسالة الضمانات لشارون في نيسان الفين واربعة، بضم كتل الاستيطان الى اسرائيل والتنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وان شارون يضمّن رسالة محادثاته مع بوش ان يضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن) الذي سيلتقيه في هذا الشهرحتى ينفذ التزاماته بتفكيك بنية منظمات المقاومة الفلسطينية. فحسب رأي شارون، وما سيقوله لبوش ان الرئيس الفلسطيني "لا يسوّق البضاعة" كما هو مطلوب منه، لم ينزع سلاح المقاومة ويفجر حربا اهلية فلسطينية – فلسطينية! شارون وبوش يريدان التهرب من التسوية العادلة بمختلف الذرائع حتى لا تكون خطوات اخرى بعد اعادة الانتشار الاحتلالي في قطاع غزة. والانكى من ذلك ان على جدول التنسيق بين شارون وبوش نسج خيوط التآمر الاستراتيجي ضد لبنان وسوريا وايران وجميع شعوب المنطقة، زيارة لا تبشر بالخير ابدا.

الاتحاد

الأثنين 11/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع