كلمة الاتحاد
حذارِ من إشعال النار الحارقة!

حتى كتابة هذه السطور، مساء امس السبت، لا يزال اوباش الفاشيين العنصريين ومختلف قوى اليمين المتطرف من عصابات "امناء الهيكل" وغيرهم يصرون على تنفيذ استفزازهم الدموي المغامر باختراق وتدنيس المسجد الاقصى المبارك بعشرة آلاف وحش همجي عنصري.
نأمل ان تفي سلطة الاحتلال بوعدها وان تقوم بواجبها بمنع قطعان الفاشية العنصرية السائبة من دخول باحة الحرم القدسي الشريف، فدخولهم يعني اشعال لهيب نار حارقة تكون اشد وطأة من المجزرة الدموية التي رافقت زيارة جنرال المجازر والاستيطان، اريئيل شارون في ايلول الفين الى باحة المسجد الاقصى المبارك، دخولهم قد يشعل فتيل انتفاضة فلسطينية ثالثة دفاعا عن الحق المستباح.
اننا لا نبرئ ذمة حكومة الاحتلال الشارونية من مسؤولية العربدة العدوانية لقوى اليمين المتطرف والاستيطان والفاشية العنصرية في المناطق الفلسطينية المحتلة وبضمنها في القدس الشرقية المحتلة وشواهدها الاسلامية والمسيحية المقدسة، فالمغامرون اليمينيون والفاشيون بتهديداتهم المتكررة سابقا، واليوم بهدم الاقصى لبناء الهيكل يتنفسون الهواء الملوث من رئات السياسة المنهجية العدوانية الرسمية لتهويد القدس الشرقية التي يمارسها المحتل. وليس من وليد الصدفة ان يأتي اعلان زعران اليمين المغامر والفاشية العنصرية باحتلال الاقصى بعشرة آلاف من ثيران الاحتلال الهائجة في وقت يعلن فيه شارون عن توسيع مستوطنة "معاليه ادوميم" ببناء ثلاثة آلاف وخمسمائة شقة سكنية تحكم عملية التواصل الاقليمي مع القدس الشرقية المحتلة وتعزل القدس العربية المحتلة، عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة عن جسدها الفلسطيني، عن باقي مناطق الضفة الغربية المحتلة، كما انه ليس من وليد الصدفة ان يجري توقيت المغامرة الدموية الجديدة لاقتحام وتدنيس المسجد الاقصى المبارك، وقبة الصخرة المباركة عشية سفر اريئيل شارون الى واشنطن لاكمال الخطة التنسيقية المعادية لثوابت الحقوق الشرعية الوطنية الفلسطينية مع الرئيس الامريكي بوش وغيره من المسؤولين في ادارة عولمة الارهاب والجرائم والعدوان الامريكية. وقد جاءت تهديدات المغامرين باجتياح الاقصى للتغطية وصرف انظار الرأي العام العالمي والعربي والاسرائيلي على العراقيل التي تضعها حكومة شارون- بيرس في طريق التسوية السياسية، وذلك من خلال تصعيد عمليات الاستيطان الكولونيالي في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.
وتلجأ حكومة الاحتلال اليوم كما لجأت في الماضي القريب والبعيد، الى استغلال مغامرات وجرائم ونشاط ومظاهرات قطعان "ارض اسرائيل الكبرى" المعادية للتسوية السياسية ولاي انسحاب من أي شبر ارض فلسطينية محتل لابتزاز تنازلات من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف.
اننا نحذر من مغبة هذه السياسة المغامرة وظواهرها المأساوية التي لا تقود الا الى اشعال نيران الصراع الدموي ودفن الآمال بالتسوية السياسية العادلة نسبيا.
الأحد 10/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع