كلمة الاتحاد
ألسمسرة والعفن وشراء الذمم

لم يمض يوم واحد على اقرار ميزانية الكوارث السياسية والاجتماعية الحكومية في الكنيست حتى سارع رئيس الحكومة، اريئيل شارون، الى الغوص في المستنقع الآسن لسياسة العفونة والزنا السياسي وشراء الذمم. ففي وقت قطعت فيه سكين ميزانية شارون- نتنياهو- بيرس من لحم الفقراء، من لحم ذوي الدخل المحدود والهزيل، من لحم مختلف مخصصات التأمين الوطني، من ميزانيات الخدمات الاجتماعية الاساسية، من مخصصات الصحة والتعليم والرفاه الاجتماعي، في وقت كهذا اقدم شارون وحكومته الى تقديم رشوة، بتعيين سبعة نواب وزراء، "مكافأة" لمن دعموا موقفه من خطة الفصل مع قطاع غزة ومن قانون الاستفتاء العام، فكما اشترى حركة "شينوي" بسبعمائة مليون شاقل وقبلها "العمل" باربعمائة مليون شاقل ومناصب لسبعة وزراء فان صفقة السمسرة الجديدة ثمنها محاولة تعيين وزير جديد لحزب العمل افرايم سنيه، ( سحب الاقتراح بعد ادراك الحكومة انه سيسقط في التصويت)، ووزيرين من خدام شارون في الليكود ( لم يقرا ولم يجر التصويت عليهما). وخمسة نواب من الليكود ونائبين من "يهدوت هتوراه".
ونرى من الاهمية بمكان التأكيد بانه في عهد حكومة الكوارث اليمينية الشارونية جرت مأسسة الفساد على مختلف الصعد والمستويات واصبح شراء الذمم والمواقف يكتسب "الشرعية" و"المصداقية" كمنهج ونهج تتبناه اوساط متنفذة في الليكود وفي العديد من الاحزاب الصهيونية.
لقد علق النائب يوسي سريد من كتلة "ياحد- ميرتس" على خطوة شارون الاجرامية المعادية للدمقراطية بتعيين نواب الوزراء السبعة " انه منذ ان عين القيصر كليجولا حصانه قنصلا، لم تكن بعد تعيينات كهذه، لن نعطي لهذا الانسان الفاسد، اريئيل شارون، قيادتنا الى الهاوية"! اما عضو الكنيست الليكودي من حزب شارون فقد علق بصورة اكثر حدة، اذ قال " ان شارون قد مأسس الزنا في دولة اسرائيل، تحولنا الى جمهورية موز، دولة عالم ثالث، حولي ينتشر الفساد والرشوة... كليجولا وميكافيلي مسروران اليوم لان شارون تبنى نظريتهما"!
ان تكلفة النواب الجدد، الذين لا حاجة لهم، تبلغ اكثر من اربعة عشر مليون شاقل سنويا، وعمليا فان مثل هذا المبلغ كان يكفي لتخليص الكثيرين من ذوي الامراض الفتاكة من معاناتهم وتوفير الادوية اللازمة لهم في "سلة الادوية". ولكن سياسة هذه الحكومة الممارسة، كما اكدنا ونؤكد دائما، ليس فقط انها سياسة فاسدة معادية للدمقراطية وللسلام العادل وللمساواة، بل هي معادية كذلك لمصالح ولحياة المحتاجين من الفئات الاجتماعية المسحوقة. سياسة اصحابها في غربة عن الاخلاق الانسانية. ومصلحة المجتمع والدمقراطية والسلام والمساواة والعدالة الاجتماعية التخلص من حكم الفاسدين باسرع ما يمكن.
الجمعة 1/4/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع