ألارض وطن لا تنازل عنهما

صادف امس الاربعاء، الثلاثين من شهر آذار، الذكرى السنوية الـ 29 لاحد ايامنا الوطنية الكفاحية، ذكرى "يوم الارض" الخالد. ففي هذه المناسبة الوطنية، وكما في كل عام نحني هاماتنا اجلالا وتقديرا لشهداء يوم الارض الخالدين ولمئات الجرحى من مدينة سخنين البطلة وعرابة البطلة ودير حنا البطلة وكفركنا البطلة والطيبة البطلة وناصرة الجليل البطلة، الذين قدموا اغلى ما يملكون من دمائهم الزكية دفاعا عن الحق الشرعي في الارض والوطن، وفي مواجهة مخطط الطغيان السلطوي لمصادرة الحق في الارض والوطن والمواطنة والبقاء. وكما في كل عام، في هذه المناسبة وفي كل الايام والاعوام نجدد قسمنا الوطني والانساني بان نواصل معركتنا العادلة، وباوسع وحدة صف وطنية كفاحية وسوية مع قوى الدمقراطية والمساواة وحقوق المواطن والانسان اليهودية، ضد مخططات وممارسات مصادرة الاراضي العربية وهدم البيوت العربية التي تمارسهما سلطة القهر القومي والتمييز العنصري بمنهاجية سافرة. فصيانة ارضنا العربية في وجه مخططات المصادرة السلطوية جزء عضوي من حقنا الشرعي والوطني ومن معركتنا الاساسية لصيانة حقنا بالوطن وبالمواطنة الكاملة. فالارض وطن ومكون اساسي من مركبات بقائنا على ارض وطننا ومن معالم هويتنا القومية الوطنية.
وتأتي هذه المناسبة في ظروف تشهر فيها حكومة القهر القومي، حكومة شارون- بيرس، السلاح على ثلاث جبهات متداخلة في وجه جماهيرنا العربية وبهدف اغتصاب ومصادرة حقها في البقاء وفي المساواة القومية والمدنية. فأنياب الذئب السلطوي المشحوذة تمتد في الآونة الاخيرة، في السنتين الاخيرتين، وتركز اكثر من أي وقت مضى لافتراس وتهديد الاراضي العربية في النقب وتهجير غالبية اهالي القرى العربية غير المعترف بها في النقب بهدف مصادرة وتهويد اراضيها. ولم تبق جريمة بحق الانسانية لم تقدم عليها سلطات التمييز والقهر والعدوان ضد اهلنا عرب النقب، من تسميم حقولهم المزروعة بالمبيدات السامة الى هدم البيوت بالجملة، الى ملاحقة مواشيهم وتضييق الخناق على ظروف معيشتهم. هذا الى جانب تصعيد عملية هدم البيوت العربية في الجليل والمثلث بحجة "البناء غير المرخص" الممجوجة ومحاولة فرض "الخدمة المدنية" على شبيبتنا العربية كوسيلة من وسائل الاذلال القومي وتدجين جماهيرنا في حظيرة خدمة السياسة الرسمية المعادية لجماهيرنا ولشعبنا العربي الفلسطيني. فمركز الهجمة السلطوية ضد جماهيرنا لمصادرة ما تبقى من ارض عربية تحول الى عرب النقب ولهذا اتخذت لجنة المتابعة العليا لجماهيرنا القرار الصواب، بان تنطلق الصرخة الجماعية الكفاحية هذه المرة من مهرجان الارض والمسكن في النقب. وجماهيرنا التي احتشدت في مهرجان الارض القطري في النقب أمس الاربعاء رددت شعار حياتنا "لا تهويد ولا تشريد عن اراضينا ما منحيد".
الخميس 31/3/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع