هل يقود الصراع الى انتخابات مبكّرة؟

يشتد الصراع داخل اروقة حزب الليكود الحاكم، داخل منظماته وبين وزرائه واعضاء كتلته في الكنيست بين رئيس الحكومة، اريئيل شارون ومؤيديه وبين المتمردين المعارضين لخطته السياسية، خطة الفصل مع قطاع غزة احادية الجانب. كما بدأ يبرز الصراع غير المخفي بعد في الآونة الاخيرة بين شارون ووزير ماليته، بنيامين نتنياهو، الذي يعد نفسه لخلافة شارون على رئاسة الحزب والحكومة، وقد شهدت اروقة الهيئة العامة للكنيست امس الاحد معالم هذا الصراع، ففي اجتماع مركز الليكود قبل اكثر من اسبوع جرى الاتفاق على صفقة سياسية، ان تجري الموافقة على طرح موضوع الاستفتاء العام في الكنيست والذي يطالب به اوباش ارض اسرائيل الكبرى من سوائب المستوطنين وقوى الفاشية العنصرية واعضاء الليكود المتمردين بقيادة عوزي لانداو "والمفدال" و"هئيحود هليئومي" ونتنياهو وشالوم، مقابل التزام اعضاء الكنيست من الليكود بالتصويت مع الميزانية العامة في القراءتين الثانية والثالثة. وشارون كان من المعارضين للاستفتاء من منطلق ان هذا الامر يعتبر تطاولا على سلطته الشرعية ويستهدف افشال خطته للفصل الكارثية.

وفي التصويت امس في الكنيست على قانون الاستفتاء العام في القراءة الاولى، كقانون اساسي يحتاج الى واحد وستين صوتا من اعضاء البرلمان لتمريره، مني دعاة ارض اسرائيل الكبرى من اعداء اية تسوية سياسية، حتى لو لم تكن عادلة كخطة شارون للفصل، بهزيمة كبيرة، اذ صوّت لقبر هذا القانون الجائر اكثر من ثلاثة ارباع اعضاء الكنيست. وانزوى المتمردون من حزب الليكود في زاوية للتشاور والتداول يحيط بهم بعض سوائب المستوطنين من غلاة التطرف اليميني العنصري الفاشي. ولا ندرك اذا كانوا سيعاقبون شارون بالتصويت ضد الميزانية او بالتصويت بأرجلهم والهرب من القاعة في اثناء التصويت، ولكن الاحتمال اصبح كبيرا بحدوث انقسام داخل الليكود، ولا نستبعد احتمال بلورة تجمع يميني متطرف وفاشي من المتمردين في الليكود والمفدال وهئيحود هليئومي يحظى بتأييد قوى الاستيطان وسوائب منظماتها الفاشية العنصرية تدفع باتجاه تقصير امد حكومة شارون- بيرس وتقريب موعد الانتخابات البرلمانية، ولا نستبعد ان يتوج هذا التجمع المغامر بنيامين نتنياهو مرشحه لرئاسة الحكومة.

لن نذرف دمعة على سقوط حكومة الكوارث السياسية والاجتماعية الشارونية، فمنذ قيامها وحتى يومنا هذا نناضل وندعو الى اسقاطها والى غروب سياستها الاجرامية المأساوية، ولكن ما اردنا التحذير من مغبته هو الخطر الداهم من جراء تصاعد قوة وعدوانية القوى الفاشية والاستيطانية التي لا مفر من مواجهتها بتوحيد كفاح مختلف قوى السلام والدمقراطية اليهودية والعربية.
الثلاثاء 29/3/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع