كلمة الاتحاد
شينوي تخنع وتقبض الثمن

يفتخر ويتباهى رئيس حركة "شينوي" تومي لبيد والوفد المرافق له، انهم حصلوا على وجبة عشاء دسمة في مزرعة شارون "حفات هشكميم" والواقع انهم لم يحصلوا الا على فتات المائدة فيما يتعلق بموقفهم من التصويت على الميزانية التي ستطرح على طاولة الكنيست لاقرارها هذا الاسبوع. فحتى مساء امس الاول كانت حركة شينوي تعلن انها ستصوت ضد الميزانية التي تطرحها حكومة شارون – نتنياهو – بيرس. ومعارضتها للميزانية لا تنبع من موقف مبدئي ضد طابع وجوهر هذه الميزانية بمدلولاتها المأساوية اجتماعيا وسياسيا وكميزانية تجسد معطياتها مواصلة سياسة التمييز القومي العنصرية ضد المواطنين العرب، ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. فحركة شينوي عندما كانت احد مركبات الائتلاف في حكومة شارون أيد وزراؤها  وصوتوا مع الميزانية النيوليبرالية المعادية لمصالح العاملين والفقراء والعرب والسلام العادل. اما سبب معارضتهم الحقيقية للميزانية بعد ان خرجوا من الائتلاف الحكومي فيعود الى الظاهرة السلوكية النتنة التي اصبحت متأصلة كنهج على الساحة السياسية، ظاهرة انتهازية الموقف لتحقيق مصالح فئوية حزبية ضيقة على حساب الصالح العام اجتماعيا وسياسيا. فحركة شينوي ذهبت للقاء شارون تحمل ثلاثة شروط ادعت انه اذا لم يوافق عليها رئيس الحكومة فستصوت ضد الميزانية: واشترطت اقامة حكومة مكونة من الليكود والعمل وشينوي، وان يوافق على تمرير قانون الزواج المدني وان يلغي الميزانية الخاصة بمقدار مائتين وتسعين مليون شاقل للحريديم!
وماذا كانت نتيجة اللقاء والاتفاق الذي تم التوصل اليه مع شارون؟ لقد رفض شارون شروطهم الثلاثة جملة وتفصيلا، وقبل قادة شينوي الخنوع بالتصويت الى جانب الميزانية مقابل ثمن بخس "يقبضونه" مقداره سبعمائة مليون شاقل للانفاق على الجامعات "يريدون بشكل انتهازي الركوب على موجة الكفاح الطلابي الجامعي ضد التقليصات والخصخصة" والجنود المسرحين وجنود الاحتياط ولجودة البيئة.
ان هذا "المكسب" الذي يدعي قادة شينوي "بانجازه" لن يغير من طابع الميزانية المأساوي فعوضا عن ان هذه الفتات لن تحل ازمة التعليم العالي فانه مقابل هذه السبعمائة مليون شاقل سيجري تغطيتها والتعويض عنها بتقليص ميزانيات التعليم (المعارف) والصحة والرفاه المقلصة اصلا، مما يعني زيادة تفاقم ازمة الخدمات العامة التعليمية والصحية وغيرها مما يقود الى زيادة الفقر والتمايز في تقديم واستهلاك هذه الخدمات، خدمات افضل للاغنياء وخدمات اسوأ وحتى عدم القدرة للحصول عليها من قبل الفقراء. هذا اضافة الى تقليص مختلف مخصصات التأمين الوطني لمحتاجيها مما سيؤدي الى مرمرة حياتهم ومعيشتهم في دوامة الفقر والفاقة وحتى المجاعة لبعضهم.
وعمليا ما توصل اليه قادة شينوي من اتفاق مع شارون يندرج في اطار السمسرة الانتهازية.
الأثنين 28/3/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع