قامت قوات القمع السلطوية من رجال الشرطة والقوة الخاصة للقمع "اليسام" امس الاربعاء، بعدوان سافر على الطلاب العرب واليهود من جامعة حيفا. وبرأي من شاهد العدوان ان فرقة القمع الهمجي هذه لا تختلف بتوجهها العدواني الوحشي عن فرق شبيهة استخدمها المحتل لقمع احتجاجات فلسطينية في المناطق المحتلة، ولقمع مظاهرات احتجاجية اسرائيلية – فلسطينية ضد بناء جدار الضم والعزل العنصري. وقد برز خلال هذا العدوان التوجه العدائي العنصري ضد الطلاب العرب الذين "نالوا" القسط الاكبر والاساسي من الضربات والركلات والدفاشة الحيوانية.
ان "ذنب" الطلاب العرب واليهود في جامعة حيفا انهم عبروا عن رأيهم، في دولة تدعي الدمقراطية، بالتظاهر احتجاجا على سياسة الخصخصة والتقليصات السلطوية التي تهدد مستقبل ومصير التعليم العالي، مستقبل ومصير مواصلة الطلاب الحاليين ومن سيأتي بعدهم في السنوات المقبلة من امكانيات تلقي العلم في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الاخرى.
لا نبالغ عندما نؤكد على الهرولة السريعة في مستنقع الفاشية المشحوذة انيابها المفترسة في اسرائيل: فالاعتداء على الحرم الجامعي وعلى طلاب جامعة تل ابيب في الاسبوع الماضي، واعتداء الامس على طلاب جامعة حيفا، هو اعتداء على حرية التعبير عن الرأي، وتقليم اظافر الدمقراطية المعمول بها، وهذا من مظاهر الفاشية.
لقد حاول البعض، ولاجهاض وحدة الكفاح الطلابي العادل وخلق البلبلة وزرع الفرقة بين الطلاب، الادعاء بان نفرا من الطلاب وانطلاقا من مصلحته الفئوية قد حرف المظاهرة عن نظامها المرسوم مما استدعى تدخل قوات القمع! انه ادعاء باطل بتوجيه هذه التهمة المشبوهة الى جبهة الطلاب العرب والى لجنة الطلاب العرب، فجبهة الطلاب العرب في الجامعة كانت دينامو المظاهرة بمشاركة اعضائها وقادتها وبشعاراتها وهتافاتها التي تركزت حول مطالب الطلاب العادلة مثل شعارات وهتافات "عرب ويهود ضد التقليصات والخصخصة"، وضد السياسة النيوليبرالية ومن اجل ضمان التعليم العالي للجميع. وليس من وليد الصدفة ان 11 من بين 19 ممن اعتقلتهم الشرطة كانوا من القيادة الجبهوية الطلابية، فمن يجب ادانته وتوجيه اصبع الاتهام نحوه هي سياسة التقليصات والخصخصة الحكومية التي تهدد مصير التعليم العالي. من يجب ادانة ممارساته العدوانية هي قوات القمع البوليسية والقوات القمعية الخاصة التي تدوس على القيم الدمقراطية وعلى حرية التعبير عن الرأي، وذلك في اطار خدمة سياسة سلطوية تكشر عن انياب فاشية.
شلت يد العدوان على طلاب جامعة حيفا، وكل التضامن مع نضال الطلبة العادل.

("الإتحاد")