شرطة جماهيرية

يوما بعد يوم يسقط القناع عن وجه ما يسمى بـ (الشرطة الجماهيرية) ومعه تتكشف حقيقة ما يؤديه افرادها في مدننا وقرانا العربية من "مهمات خاصة" مشبوهة.
فهي تستخدم اساليب مخابراتية دنيئة وسلوكيات وتصرفات تتعارض مع القانون، ناهيك بانها تتنافى مع اخلاق واعراف مجتمعنا. مع ما تنشره من لؤم وتواطؤ ودس رخيص وتصفية حساب وانتقام. وبدل ان يعمل هؤلاء، على تلافي المشكلات وحلها ومنع "الحرائق" او اخمادها تفاديا للخسائر وحقنا للدماء، كما يدعون فانهم على العكس تماما يقومون باذكائها وتوسيع رقعتها اكثر فاكثر!!
وتبلغ المأساة ذروتها، حين تنطلي هذه التصرفات المشينة على بعضهم من ابناء جلدتنا ولا يعون مدى خطورتها على ابناء المجتمع الواحد، وابناء الشعب الواحد، بل وعلى ابناء البيت الواحد! ان مثل تلك التصرفات تصدر عن افراد شرطة فاشلين تلفظهم الشرطة من دوائرها، وتستخدمهم كأدوات رخيصة لتؤكد مدى المستوى الذهني والنفسي والسلوكي لاصحابها!
ما حدث هو كالآتي: يوم الخميس المنصرم فوجئ كاتب هذه السطور بتراكتور تحت حماية الشرطة الجماهيرية، يقوم باعمال الحفر تماما امام منزله في مدخل داره تحديدا، وكل ذلك دون أخذ موافقتي ولا حتى سؤالي عن رأيي! وحين استفسرت عن الموضوع رد الشرطيان فهيم عثاملة – الرينة وأمنون الكردي – طبريا بان الامر لا يعنيك وليس من شأنك! وسألت ما اذا كان بحوزتهما امر محكمة فأجابا بالنفي.
طبعا رفضت هذا الاسلوب الفظ وتقدمت من صاحب التراكتور طالبا منه ايقاف العمل لان الامر يحتاج الى موافقتي كوني احد الاطراف من ذوي العلاقة. فما كان منهم الا ان اجابوني: اذا واصلت تدخلك سوف نتخذ ضدك اجراءات قاسية، ونفتح لك ملفا بعدة تهم: مضايقة الشرطة، وعرقلة عملها، وافشالها، بل وحتى مهاجمتها!!
لفت نظرهم الى سلوكهم المستهجن، وخطورة ما يقومون به من عمل مخالف للقانون وانهم بدل ان يعملوا على تقريب الفرقاء لا تباعدهم كما يفترض فان تصرفهم هذا حتما سوف يؤدي الى تعميق الكراهية واتساع شقة الخلاف بين الاطراف وربما الى عواقب وخيمة قد لا تحمد عقباها. فما كان من الشرطي فهيم عثاملة الا ان تنطح وبمنتهى الوقاحة والعباطة والعربدة ليقول ما معناه بالعبرية " حتى ولو قتل أحدكم الآخر انا سأحضر فقط لانقل الجثث واليوم يثبت واقع الحال بانه منذ ان "منت" السلطات علينا بتقليعة هذه "الشرطة الجماهيرية" ازدادت وتيرة المشكلات وارتفعت حدتها، حتى اصبحت مراكز هذه الشرطة بؤرا للفساد ومصادر للفتن!
ارجو ان تكون هذه العجالة نذيرا للسلطات المحلية والفعاليات الاجتماعية في مجتمعنا العربي لاجل اعادة النظر في الموقف منها وفي كيفية التعامل معها.

(طرعان)

د. محمد خليل *
الثلاثاء 22/3/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع