كلمة الاتحاد
سابقة خطيرة

في دفاعها عن سياسة النيوليبرالية ارتكبت اذرع القمع السلطوية، من شرطة وغيرها، امس الاول الاربعاء، جريمة اعتداء وحشي ضد طلاب جامعة تل ابيب اليهود والعرب. ويعتبر هذا العدوان بمثابة سابقة خطيرة حيث قامت قوات القمع بالدوس على كرامة الحرم الجامعي واقتحامه. سابقة تعكس لما هو آت ومرتقب في ظل المآسي المرتقبة اجتماعيا التي تتضمنها ميزانية الليبرالية الجديدة الحكومية للعام الفين وخمسة بانياب الخصخصة التي تبرز من خلالها.
"فالجريمة" التي ارتكبها طلاب جامعة تل ابيب انهم خرجوا للتظاهر والتعبير عن موقفهم احتجاجا على السياسة التي تهدد مصيرهم التعليمي ومستقبلهم الحياتي، خرج الطلاب الى شارع التظاهر احتجاجا على وضع خلقته سياسة الحكومة قاد الى عزم ادارة الجامعة على اغلاق عشر كليات مدلولها المأساوي حرمان مئات الطلاب والطالبات من التعليم في هذه الجامعة والتفتيش عن اماكن اخرى في جامعات وكليات غير هذه الجامعة. تظاهر الطلاب احتجاجا على سياسة التقليصات التي تفترس بانيابها احتمالات مواصلة تعليمهم الجامعي.
ان حكومة تبني سياستها على تقليص الميزانيات المخصصة لدعم التعليم العالي مقابل زيادة وتضخيم الميزانيات الحكومية المخصصة لتوسيع رقعة الاستيطان الكولونيالي في المناطق الفلسطينية والسورية المحتلة وبناء جدران الضم والفصل العنصري الاحتلالي و"تغذية" جيش الاحتلال والعدوان وزيادة ارباح الاغنياء من ارباب الرأسمال الاسرائيلي والاجنبي، حكومة كهذه هي اكثر من فاسدة ومجرمة بحق الجماهير الشعبية الواسعة، بحق رجال المستقبل من طلاب العلم والتطور الحضاري العصري.
لقد اكدنا في معالجات سابقة المخاطر الجدية والكارثية التي تنطوي عليها الموازنة العامة الجديدة التي تطرحها حكومة شارون- نتنياهو- بيرس بالنسبة لحياة ومعيشة العاملين وذوي مخصصات التأمين الوطني من الاطفال والمتقاعدين والعائلات احادية الوالدين وغيرهم من ذوي المداخيل الهزيلة المحدودة، من اليهود والعرب! ما تنطوي عليه الموازنة الجديدة لعام الفين وخمسة، من ضربات شديدة موجعة لمختلف فروع الخدمات الشعبية العامة، للخدمات الصحية والتعليمية وللسلطات المحلية والرفاه الاجتماعي.
ان "الاتحاد" اذ تستنكر العدوان على طلاب جامعة تل ابيب فانها تناشد جميع القوى، البرلمانية والحزبية والجماهيرية، التضامن مع الطلاب لرفع الضيم الواقع عليهم، والعمل لاسقاط ميزانية الكوارث النيوليبرالية واسقاط حكومة العدوان والافقار التي تنتهجها.
الجمعة 18/3/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع