لم تكن صدفة

يوم الاربعاء الثاني من آذار كانت الساعة قد جاوزت الخامسة والنصف مساء بقليل حين جلست علىالكنبة المقابلة للتلفزيون بعد انتهاء يوم عمل واكماله في البيت بنقر الكوسا والباذنجان ولف طنجرة من الدوالي مساعدة لأمي التي تعاني من آلام شديدة في يديها، لتجد طبخة غدًا جاهزة وتريحنا من مشقة المحاولة على اجابتها لسؤالها اليومي شو أطبخ بكرة؟
في تلك الساعة بحثت عن جريدتي اليومية لأتصفحها لانني تأخرت صباحا ولم استطع تقليبها على الاقل كعادتي كل صباح، تصلني بالمقابل صحيفة "هآرتس" وعندما لم اجد "الاتحاد" في مكانها المعهود في اسفل عربة التلفزيون سحبت جريدة "هآرتس" فانزلق منها ملحق "القانون عدد 19".
عدة عناوين مهمة كانت على الغلاف وكلها مواضيع جديرة بالقراءة ولكن ما لفت نظري هو عنوان "الاقلية العربية في اسرائيل وواجب خدمة الأمن" مقال يقع في 20 صفحة ويتطرق الى تجنيد ابناء الاقلية العربية الفلسطينية لجيش "الدفاع الاسرائيلي" من ناحية قانونية.
ويتطرق كاتب المقال ليئاب اورغاد لملابسات سن القانون ولاسباب عدم تجنيد الاقلية العربية لخدمة الامن على الرغم من ان القانون لا يعفيه من ذلك وهو يقسم الاسباب التي تمنع ذلك الى ثلاثة اقسام وهي:
1- الجانب الامني.
2- الجانب الانساني – آخذا بعين الاعتبار الاحاسيس الانسانية.
3- الجانب الايديولوجي.

حين انتهيت قراءة المقال كانت الساعة قد جاوزت السابعة مساء أخذت بتقليب الجريدة نفسها مرة اخرى واذا باتحادي داخلها وكصباح كل يوم على الرغم من ساعات المساء المتقدمة قلبت الجريدة حتى الصفحة الاخيرة لاتصبح بزاوية صباح الخير.
مرة اخرى يصبح علينا الرفيق د. أحمد سعد ويا للصدفة التي لا أجد لها أي تفسيرًا منطقيا آخر غير اننا من هذا الشعب ومع ابنائه البررة الحريصين على المحافظة على كينونتنا في هذه البلاد ومعالجتنا لمواضيع تشغل بالنا جميعا وتؤرق مضاجعنا، ومن المواضيع الكثيرة هذه هو محاولة تجنيد ابنائنا تحت أطر مختلفة وتسميتها كل مرة باسم من نوع آخر.
تسلمي يا أم جميل فانت ببساطتك وصلابة موقفك اثبت ان الحس الوطني المقرون بالجانب الايديولوجي لمعارضتنا كشعب للخدمة في جميع اشكالها واشكالاتها هو الموقف الصحيح.
صدفة كانت قراءتي لمقال مطول حول الموضوع ولكن ابدا لم تكن صدفة تصبيحة رفيقنا وتطرقه للموضوع.
عمتم صباحا ايها الشيوعيون

(الطيبة)

ايناس جبالي *
الجمعة 4/3/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع