كلمة الاتحاد
رسالتنا وموقفنا واضحان كالشمس

عاتبَنا وانتقدَنا بعض الاصدقاء، على كلمة "الاتحاد" الصادرة امس الخميس بعنوان " النمط الاوكراني في خدمة من؟"! ومبعث انتقاد هؤلاء الاصدقاء، انهم لم يبصروا ولم يدركوا كما يجب المدلول الاساسي والرسالة الاساسية التي اردنا وعملنا على بثها للقراء الكرام من خلال افتتاحية الامس. وتتضمن هذه الرسالة امرين اساسيين، الاول، التركيز على وسيلة من وسائل الاستراتيجية العدوانية الامبريالية الامريكية التي تعمل على تسويقها تحت ستار "نشر الدمقراطية" وبهدف الهيمنة وتدجين انظمة في بيت الطاعة الامريكي وخدمة المصالح الامريكية. وعادة ما تلجأ الامبريالية الامريكية الى تفعيل وتحريك خدام سياستها في هذا البلد او ذاك من قوى المعارضة لتجسيد مخططها الاستراتيجي. وهذا لا يعني ان جميع قوى المعارضة عميلة لامريكا، ففي لبنان على سبيل المثال، لا يمكن اعتبار العميل ميشيل عون، الهارب من العدالة اللبنانية ويختبئ في احد اوكار باريس، ولا الجميّل من قوى المعارضة، انهم من القوى الوطنية الحريصة على وحدة ومستقبل لبنان. فهذه القوى الناشطة لاستبدال اتفاق الطائف بقرار 1559 الذي يتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، واستبدال الوجود السوري في لبنان وفق اتفاق الطائف بوجود اجنبي ترعاه عمليا الامبريالية الامريكية تحت يافطة هيئة الشرعية الدولية، هذه القوى تخدم عمليا وفي نهاية المطاف مخطط الهيمنة الامريكية- الاسرائيلية في المنطقة.
هذا من جهة، ومن جهة اخرى، لا يعني هذا اننا نهلل للنظام السوري ولبقاء جيشه في لبنان، او نكيل المديح للرئيس اللبناني وللسلطة اللبنانية، ولم تقصّر "الاتحاد" في انتقاد النظام السوري والتأكيد بان مصيبة الشعوب العربية تكمن في غياب الدمقراطية في ظل انظمة كبت ودكتاتورية متعفنة. ومصلحة الشعب اللبناني تستدعي تنفيذ ميثاق الطائف بما في ذلك انسحاب القوات السورية من لبنان ومن خلال التفاهم الاخوي السوري- اللبناني. والحكمة السياسية لاتخاذ الموقف الصحيح تستدعي دائما فرز التناقض الاساسي لبلورة الموقف في مواجهة العدو الاساسي. فابان الحرب العدوانية الامريكية الاولى والاخيرة على العراق انتقدنا وكنا ضد غزو عراق صدام حسين للكويت، ولم نغير موقفنا من النظام الدكتاتوري الدموي الصدامي الذي دِناه وندينه واكدنا مصلحة الشعب العراقي الاطاحة بنظامه، ولكننا اكدنا في نفس الوقت ان الخطر الاكبر يكمن وراء الهدف الاستراتيجي للحرب العدوانية الامريكية، الذي لا ينشد الحرية والدمقراطية لشعب العراق، بل مصادرة حريته وسيادته الوطنية واحتلاله لنهب خيراته وثرواته النفطية وغيرها، وهذا ما حصل للاسف. والتهليل الامريكي- الاسرائيلي للمعارضة اللبنانية وفي وقت تصعّد فيه حملات التحريض والتهديد ضد سوريا، لا تنشد من وراء ذلك مصلحة شعب لبنان وحريته وسيادة لبنان.
والامر الثاني الذي اكدناه ان نظاما يخدم المصالح الحقيقية لشعبه مثل النظام الفينزويلي يكون محصنا في وجه المؤامرات الامبريالية ويدفن محاولات الاطاحة به، امام الانظمة التي تعيش في غربة عن قضايا ومصالح شعوبها فان مصيرها على كف عفريت وتسهل عملية التآمر ضدها. فيا اصدقاء "الاتحاد"، موقف "الاتحاد" كان ولا يزال وسيبقى واضحا كالشمس الى جانب حق الشعوب الشرعي بالحرية والسيادة والدمقراطية والتطور الخلاق وضد المتآمرين والمعتدين على حقوقها هذه.
الجمعة 4/3/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع