حيفا – مكتب "الاتحاد" – ضمت قاعة ربابورت على كرمل حيفا المئات الذين اجتمعوا يوم الخميس الماضي للمشاركة في حفل تأبين القائد الراحل والشيوعي البارز توفيق طوبي. وبالاضافة الى الجمهور الواسع من رفاق ورفيقات الراحل الكبير أعضاء الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة حضرت شخصيات أجتماعية وسياسية برز من بينها الرفيق محمد نفاع ، الأمين العام للحزب ورئيس الكنيست ، ووفد كبير من حزب الشعب الفلسطيني يترأسه الرفيق حنا عميرة، عضو الكتب السياسي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورؤوبين ريفلين ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد زيدان والمهندس رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة ورئيس لجنة رؤوساء السلطات المحلية والنواب عن الجبهة الدمقراطية والعديد من رؤساء السلطات المحلية ورئيس بلدية مدينة حيفا . والى جانب الحضور ، شاركت عائلة طوبي من بينها زوجته الرفيقة أولغا طوبي ونجله البروفيسور الياس طوبي وبقية أفراد العائلة الواسعة .
وكانت فرقة الاوركسترا القطرية للشيبة الشيوعية على اسم الراحل توفيق طوبي قد استقبلت الوافدين للحفل وافتتحته بأداء.
توّلى عرافة حفل التأبين الإعلامي زهير بهلول الذي حيّا الحاضرين ورحّب بهم، وطلب منهم الوقوف دقيقة حداد عن روح القائد طوبي .
وأكد بهلول على الدور الكبير الذي لعبه طوبي ورفاقه في الحزب الشيوعي في بقاء أبناء شعبنا صامدين في وطنهم، قائلا: “لا يمكن الا أن نرسم التاريخ من خلال هذا العمل الجبّار وهذه المسيرة ذات العزيمة والإرادة الحديدية. وقد رسم التاريخ تماما بهذه العناوين: عصبة التحرر الوطني، جريدة "الاتحاد"، دولتين للشعبين، الدولة الفلسطينية، الحزب الشيوعي، الأممية، الكرامة الوطنية، كفر قاسم، الدراسة الأكاديمية لشبابنا وشاباتنا في الأقطار الشيوعية، البلاغة والقيادية. لا شك أنه التاريخ بحدّ ذاته".
* نفاع : تحمل المهام الجسام في العشرينيات من عمره لأنه تحلى بخط الأممية *
وكان أول المؤبنين الرفيق محمد نفاع، الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي افتتح كلمته قائلا : " قليلون هم من أبناء العشرينيات الذين يستطيعون تحمل المهام الجسام، خاصة في المنعطفات، وتوفيق طوبي كان من هؤلاء الاشخاص ونجح بذلك لأنه تحلى بخط انساني أرقى من أي خط آخر لمصلحة كل الشعوب ، خط الاممية .
وأضاف نفاع : في العام 1948 عندما كان طوبي الشيوعي العربي ورفاقه اليهود بنيامين يتوجهون الى العرب سكان حيفا الا يتركوا وطنهم كان الملك العربي القح ( عبدالله الأول) يرسل السيارات ليسرع عملية التهجير . هذا هو الفرق في المواقف توفيق طوبي ورفاقه رمز لامكانية التعايش بين شعبينا .
وأشار نفاع الى أن طوبي : " جلجل صوته في الكنيست منذ العام 49 ضد التهجير وهضم حق الشعب الفلسطيني وضد الاحتلال ومن أجل السلام العادل والشامل . وعندما نسمعهم اليوم في أمريكا واسرائيل يتحدثون عن اقامة دولة قابة للحياة نقول لهم كفوا شركم عن الشعب الفلسطيني فهو قادر على بناء دولته ". و " عندما أقترب تولستوي من موته عبر عن أنه خائف من فقدان لذة الاستمتاع بالموسيقي ولكن طوبي خاف وهو يرحل ان لا يتحقق السلام ".
وأردف قائلا: “سنعمل المستحيل لنواصل دربك، نتمسك بالأممية، بهدفنا للنضال الاشتراكي. نتمسك بالنضال ضد العنصرية والاحتلال والفاشية، نتمسك بالاخوّة العربية اليهودية. آملين أن نسير بأمانة احتراما لدور هذا الرفيق القائد البارز ليس فقط في بلادنا بل على مستوى حركة التحرر الأممية العالمية".
*رئيس الكنيست، رؤوبين ريفلين: من أوائل أعضاء الكنيست وترك بصمة قوية فيها*
"بوفاة طوبي ينتهي جيل من أعضاء الكنيست ذوي الفكر العميق والعمل السياسي النقي " وأكد ريفلين أن تصرف طوبي المبدئي طوال أكثر من أربعين عاما ما كان ليكون لو أن شيئا آخر كان يوجهه غير رسالته، حركته وفكره.
وأشاد ريفلين بإسهامات طوبي بتطوير العمل البرلماني ككل وباغنائه من خلال النقاشات التي كان يشارك بها، واعترف ريفلين أن هذه المهمة غير سهلة على نواب يمثلون كتل معارضة صغيرة كما هي الحال مع طوبي.
وواصل: “قليلون هم أعضاء الكنيست الذين مثلوا الجمهور في الكنيست أكثر من 40 عاما، توفيق طوبي كان عضو كنيست منذ الكنيست الأولى في الـ49، وحتى الكنيست الـ12 ، قبل أن تستبدله غوجانسكي في العام 1990. لم يكن فقط من أوائل أعضاء الكنيست في اسرائيل، وانما كان من أولئك الذين تركوا بصمة قوية في الكنيست الاسرائيلي. وكان من مؤسسي الحوار الجماهيري والبرلماني الذي تطوّر في الكنيست على مر السنين”. وأشار الى أن طوبي " كان محاورا مبدئيا صلبا ولكنه أيضا احترم الآخر وناقشه بطريقة تثير الاحترام والتقدير " .
*ياهف : تخليد ذكرى طوبي بإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة*
أما رئيس بلدية حيفا يونا ياهف فقال: “كان طوبي شخصا مثقفا، ذكيا، طيب الحديث، شخص وضع بصمته في الحوار العام الاسرائيلي. احد رموز مدينة حيفا في تعدديتها، وامكانيتها أن تحوي في داخلها جماهيرها المتعددة معا، والتي تعيش معا على رغم اختلاف الآراء لتشكّل الكمال. نحن فخورون جدا بذلك، ونحب ذلك جدا، ونتعهد أن نحافظ على ذلك. توفيق طوبي كان رمزا لهذا الـ"معا". بقي في حيفا وسكن فيها طوال عمره حتى مماته، رغم أن نشاطه كان قطريا".
وأضاف ياهف: “كان دبلوماسيا من نوع آخر. شخصية كتوفيق طوبي يجب ان تكون في الوعي الجماهيري العام طوال الوقت. نشاط شخصيات من أمثاله هي احدى ركائز الدمقراطية".
وأكد ياهف أنه خلال عام سيتم تخليد ذكرى طوبي بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في مدينة حيفا .
*سميرة خوري: تحدى المخاطر تحت الرصاص لمنع الناس من الرحيل.*
الرفيقة العريقة سميرة خوري اختارت أن تخاطب طوبي الباقي فينا قائلة: "أيها النائم في ثراء حيفا، يجاورك الكرمل من جهة والبحر من الجهة الأخرى- البحر الذي أحببت وحيفا بلدك، التي رفضت الرحيل عنها قائلا سأبقى هنا لرعاية الجمرة والعمل على عودة أهلها . فقمت مع رفيقيك عصام عباسي ويوسف عبده بكتابة منشور وزع باسم عصبة التحرر الوطني، تدعون فيه السكان إلى عدم الرحيل وترك البلد. كما تحديت انت المخاطر والصعوبات تحت النار والرصاص حاملا هذا المنشور إلى عكا ثم الناصرة لتوزيعه ومنع الناس من الرحيل."
وأشارت خوري إلى اصرار الحزب الدائم على إحقاق كافة الحقوق المشروعة لشعبنا العربي الفلسطيني ومناهضة التمييز والعنصرية والاضطهاد. وتوقفت خوري عند دور طوبي المشجع لإقامة حركة النساء الديمقراطيات وإصراره بشكل شخصي في الثامن من آذار من كل عام بالاتصال بالرفيقات وتهنئتهن واهتمامه على مدار أيام العام بمرافقة نشاطات الحركة. وأنهت الكلمة مخاطبة طوبي بقولها: "نحن مع حزبنا نكمل الطريق الذي سرت عليه ونحافظ على الجمرة التي أردت حمايتها ليس في حيفا فحسب بل في كل مكان وحزبك شجرة باسقة جذورها عميقة في تربة ندية لا تجف، إننا نعدك بأن نستمر في نضالنا ونعلم اولادنا وشبيبتنا، الذين أحببت، بأن هذا الطريق هو طريق السلام والعدالة الاجتماعية والمستقبل الأفضل."
*النائب حنين : أصر على توحيد الشيوعيين العرب واليهود *
النائب دوف حنين، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، خصص كلمته للحديث عن "أربع محطات عامة ومحطة خاصة واحدة في الطريق السياسي الغني لرفيقنا توفيق طوبي".
المحطة الأولى في نهاية العام 1947، حيث قاد طوبي إلى جانب رفيقيه فؤاد نصار وإميل حبيبي عصبة التحرر الوطني بموقفها المؤيد لقرار التقسيم وإقامة دولتين في أرض فلسطين التاريخية، على كل ما يحمله هذا الموقف من سباحة ضد التيار، وهو الموقف الناجم عن تحليل شيوعي موضوعي للمتغيرات على أرض الواقع في تلك الحقبة التاريخية، وأما المحطة التالية التي تحدث عنها حنين فهي إصرار طوبي ورفاقه على توحيد الحركة الشيوعية في إسرائيل غداة قيامها، من خلال إقامة الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وتوحيد الرفاق العرب واليهود فيه من مواطني الدولة وأكد حنين أن هذه المبادرة جاءت استمرارا للوقفة الشجاعة لطوبي ورفاقه ضد التهجير والمجازر البشعة التي تم اقترافها في إبان النكبة وقال أن لهذه الوحدة رسالة مفادها أن الجماهير العربية مصرة على بقائها في وطنها وعلى خوض نضالها جنبا إلى جنب مع القوى التقدمية اليهودية.
وتوقف حنين في المحطة الثالثة عند دور طوبي بالحفاظ على وحدة الحزب كحزب أممي، رغم انسلاخ موشيه سنيه وثلته عن الحزب في العام 1965، وأشاد حنين بدور طوبي التاريخي بالحفاظ على وحدة الحزب رغم الخلافات المشروعة فيه. وفي محطته الرابعة أشار حنين إلى دور طوبي التاريخي بتأسيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في العام 1977، كجبهة واسعة مبنية على برنامج سياسي واضح بين شركاء مختلفين أيديولوجيا.
وأما عن المحطة الشخصية فقد أشار حنين إلى لقاء تم بينه، عندما كان طالبا جامعيا في الجامعة العبرية في القدس، وبين طوبي في العام 1981، حيث دعاه طوبي للاطلاع على نشاطه في أحياء الفقر في القدس، وقال حنين أنه انفعل جدا في حينها من تواضع طوبي واصغائه واهتمامه وهو ما ميز جيلا كاملا من قياديي حزبنا.
وأكد حنين أن طوبي سيظل حيا في ذاكرة الرفاق بالتزامهم ونضالهم.
*نادر صرصور: "إن كان طوبي قد دخل كفر قاسم في العام 1956 متسللا فإنه اليوم سيدخلها من أوسع شوارع كفر قاسم"*
المربي والمحامي نادر صرصور، رئيس بلدية كفر قاسم، قال أن اسم طوبي، الذي كشف عن المجزرة الرهيبة في العام 1956 إلى جانب رفيقه ماير فلنر، بات مقرونا باسم كفر قاسم، وأكد صرصور لأن اسم طوبي لم يقترن فقط بالكشف عن المجزرة إنما أيضا بصون الذاكرة، بالنصب التذكاري الذي أصر الحزب الشيوعي وأصدقاؤه على تدشينه في الذكرى الـ 20 للمجزرة وبمتحف الشهداء الذي طالما ألح طوبي على اقامته، وتواصله مع أهالي القرية في ذكرى المجزرة من كل عام- منذ ارتكابها وحتى رحيله.
وأضاف رئيس بلدية كفر قاسم : لم يكن طوبي لاعبا جانبيا أو لاعب احتياط في عملية صناعة التاريخ، إنما كان الصانع الأساسي له في أحلك الظروف، عندما كان النضال والكفاح يكلف صاحبه الغالي والنفيس، وكانت هذه الصناعة حرفة أتقنها طوبي بحكم انتمائه السياسي إلى حزب يستطيع رؤية الأحداث السياسية في سياقها التاريخي الصحيح ويستطيع رؤية مصالح الناس الحقيقية بعيدا عن التزمت والتعصب والتطرف بل بالحكمة والمسؤولية والرصانة.
وأنهى صرصور كلمته قائلا: "إن كان طوبي قد دخل كفر قاسم في العام 1956 متسللا فإنه اليوم سيدخلها من أوسع شوارع كفر قاسم" مؤكدا على اعتزام البلدية تسمية أحد شوارعها الرئيسية على اسم طوبي "إكراما له ولعائلته ولحزبه وجبهته وشعبه."
*مخول : طوبي ذكرانا وذاكرتنا وذكرنا الحكيم*
استهل الرفيق عصام مخول، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي ورئيس معهد إميل توما للدراسات، كلمته بالتأكيد على أن طوبي باق بيننا كونه "ذكرانا وذاكرتنا وذكرنا الحكيم" وخاطب طوبي قائلا: "أن نذكرك فليس في ذلك شهادة شرف لك بقدر ما في ذلك شهادة شرف وطني وطبقي وانساني لنا كرفاق درب وحزب أممي وقوة ديمقراطية يهودية عربية، ولنا كأقلية قومية- جزءا حيا وفاعلا ونشيطا من الشعب الفلسطيني وجزءا شرعيا من المجتمع والمواطنة في اسرائيل ومن الحق بالتأثير على ساحتها السياسية والاجتماعية والقاء ثقلنا كاملا من أجل تغييرها."
وأضاف مخول: أن نذكرك هو أن نذكّر اليوم ونحن على أعتاب أيلول أولئك المأزومين الذين يثيرون مخاوف الشعب اليهودي في اسرائيل من اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية بما كتبته في وثيقة لعصبة التحرر الوطني التي أصدرتها في حيفا في أيلول 1948، وكأنها موجهة لأيلولنا القادم، فكتبت: "إن مصلحة الشعب اليهودي والطبقة العاملة اليهودية في تحرير القسم العربي من فلسطين هي مصلحة مساوية لمصلحة الشعب العربي نفسه. إن نشوء دولة عربية مستقلة في فلسطين، دولة ديمقراطية شعبية، هي الضمانة الوحيدة لتحرر الشعب اليهودي من النفوذ الاستعماري، هي الطريق لمنع الرجعية اليهودية من الارتماء بشعبها كليا في أحضان الاستعمار."
ووصف مخول طوبي بشجرة المعرفة قائلا أنه تحول من قائد إلى نجم الشمال.
*حنا عميرة : سيرة ذاتية انصهرت والتحمت بنضالات شعبه*
الرفيق حنا عميرة، عضو منظمة التحرير الفلسطينية والذي شارك بحفل التابين على رأس وفد كبير عن حزب الشعب الفلسطيني الشقيق، قال في كلمته "سجل راحلنا الكبير سيرة ذاتية انصهرت والتحمت بنضالات شعبه. وخاض معركة البقاء وكرامة الانسان في وطنه وعلى ترابه. ورغم الملاحقة والاضطهاد والتمييز لم تلن ارادته وبقي متمسكا بجذوره الممتدة عميقا في هذه الأرض ووفيا لمبادئه الممتدة في كل أرجاء المعمورة وعلّمنا وتعملنا منه أن الصمود خلف المتراس هو شرط للثبات في الموقف.
وأشار عميرة إلى العديد من المراحل التاريخية التي كان لطوبي بصمة خاصة عليها، إن كان بمجابهة مخططات الترحيل والكشف عن مجزرة كفر قاسم فيما بعد والمناهضة الشرسة لحروب اسرائيل العدوانية ونضاله ضد الاحتلال ومن أجل المساواة التامة للمواطنين العرب في اسرائيل إلا أنه توقف بشكل خاص عند دور طوبي في أواسط الثمانينيات برأب الصدع في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية.
*غوجانسكي : عمل طوبي، بأصرار ومثابرة وحكمة على ألا تسير الأمور وفق رغبات المؤسسات الحاكمة*
الرفيقة تمار غوجانسكي، عضو المكتب السياسي للحزب ومحررة أسبوعيته باللغة العبرية "زو هديرخ" أشارت في كلمتها إلى أن طوبي كان في المؤتمر الـ 14 للحزب الشيوعي، في العام 1961 قد اقتبس مقولة لأوري لوبراني، مستشار بن جوريون لشؤون العرب الذي سبق أن قال: "كان من الأسهل أن نسيطر على شؤون العرب ونديرها لو انهم بقوا حطابين وسقاة ماء، ولم يرسلوا أبناءهم إلى التعليم العالي لكن هذه الأمور لا تسير وفق رغباتنا."
وأضافت غوجانسكي: "طوال حياته، عمل طوبي، بأصرار ومثابرة وحكمة على ألا تسير الأمور وفق رغبات المؤسسات الحاكمة." وواصلت: الحكومات التي فرضت الحكم العسكري على المواطنين العرب كانت ستكون فرحة لو أنه استمر حتى اليوم لفرض الأجور البخسة وظروف الحياة البائسة على المواطنين العرب لكن الأهم من ناحيتها كان فرض طوق العزلة على المواطنين العرب لكن النضال العنيد للحزب الشيوعي ولطوبي شخصيا وبناء الشراكات النضالية أدى إلى الغاء الحكم العسكري."
وإلى جانب المحطات التاريخية المعروفة بحياة طوبي أشارت غوجانسكي إلى نضالاته العمالية كونه كان من مؤسسي مؤتمر العمال العرب في العام 1945 ومن ثم اهتمامه بالقضايا النقابية كعضو في لجنة العمل البرلمانية على مدار سنوات طويلة."
*النائب بركة : رحل مهندس معركة البقاء، لكنه ترك لنا الخارطة*
النائب محمد بركة ،عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ابتدأ كلمته بتقديم شكر للمؤبنين والمشاركين وأشار بركة إلى ما عُرف عن طوبي من تحيز تام للوحدة الوطنية الفلسطينية وما ابداه من قلق جراء الانقسام الفلسطيني والدور الخاص والشخصي الذي قام به طوبي في مراحل مختلفة من مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني وفي رأب الصدع مرارا بين الفصائل الفلسطينية .وأشاد بركة هنا بالتوصل إلى اتفاقية تنهي الانقسام الذي ساد في صفوف الشعب الفلسطيني في الأربع سنوات الأخيرة، مؤكدا أن هذه المصالحة الفلسطينية أقوى من أطرافها .
وأكد بركة "إننا اليوم نفتقد توفيق طوبي لكننا لا نفقده، فقد رحل مهندس معركة البقاء لكنه ترك لنا الخارطة، ترك لنا معالم الطريق للعمل الوطني الوحدوي والأممي الكفاحي العربي اليهودي".
النائب السابق عوزي برعام تحدث في كلمته عن التجربة المشتركة له مع الراحل طوبي في عملهما البرلماني مؤكدا على تميز طوبي في العمل البرلماني وفي طره العنيد لقضايا السلام والجماهير العربية . وأشار رعام الى الأخلاق الرفيعة التي تحلى بها طوبي مما أكسبه احترام الجميع بما في ذلك خصومه السياسيين .
*بروفيسور طوبي : والدي غرس فينا القيم الانسانية النبيلة *
بروفيسور إلياس طوبي، نجل الفقيد، قدّم كلمة باسم العائلة قال فيها: " ان الشهرين اللذين مرا منذ رحيل والده كانا غاية في الصعوبة وأن الزمن لن يتمكن من التغلب على هذه المشاعر، وتوقف البروفيسور طوبي عند القيم الانسانية النبيلة التي واظب طوبي الأب على غرسها لدى ابنه من محبة الناس وكراهية التمييز ورفضه حتى وإن جاء من باب المزاح..
وأشار طوبي إلى ما ميز والده من حب للشعر العربي والعالمي الأممي وأهداه مقاطع من قصيدة كان الشاعر التقدمي الكبير إلكسندر بن قد خصصها لوالده.
وكانت الفنانة أمل مرقس قد شاركت في الحفل بباقة من أغانيها الملتزمة مؤكدة أن الراحل توفيق طوبي كان يقدر الفن وكثيرا ما ناقش معها كلمات أغانها والألحان
الأحد 15/5/2011