صواريخ
" فجر الاوذيسا"

يوسف حيدر


شتان بين فجر الاوذيسا ( احدى الملحمتين الخالدتين بعد الالياذة  المنسوبتين الى هوميروس الشاعر اليوناني العظيم ) التي تصف رحلات اوذيس "او عوليس، كما يسميه البعض" ملك ايثاكة، تلك الرحلات التي دامت عشر سنوات، واكتنفتها الاخطار والمشاق، في طريق رجوعه الى بلاده، بعد سقوط طروادة . وكلمة اوذيسة ، في اللغات الاوروبية الآن، ترادف معنى سلسلة طويلة من الرحلات ، او رحلة يمتد بها الامد، وتتخللها المخاطرات والاهوال، كما ترادف قصة السندباد، عند ابناء العربية، معنى سفرات شاقة مفعمة بالغرائب والمفاجآت) .
وبين فجر الاوذيسا الانجلو امريكي العدواني على ليبيا ، معروف الاهداف والنوايا المعلنة الزائفة والمبيتة الرخيصة فما يهم الدول الراسمالية الاستعمارية هذه الا لون النفط الاسود المتدفق الى دولها وجيوبها وكان الاجدر بجامعة الدول العربية ان تخيط بمسلة غير المسلة الانجلو امريكية ، والاجدر بها بعد وضوح عجزها وضعفها ان تبادر هي الى حل النزاع الداخلي في ليبيا والعالم العربي الذي يغلي كالمرجل من اجل الديمقراطية والتغيير ، والاجدر بها ان تطرح ايضا على مجلس الامن الدولي فك الحصار الاسرائيلي الاحتلالي عن شعبنا في غزة والوقوف الى جانب شعبنا الفلسطيني من اجل ارغام اسرائيل على الانسحاب من المناطق المحتلة وايقاف وانهاء سياسة التوسع والاستيطان وردع سوائب المستوطنين المخالفين لشرع القانون الدولي في اعتداءاتهم على شعبنا ووجوده في المناطق الفلسطينية المحتلة . ان الاستقواء بقوى عسكرية خارجية لحل الصراع الداخلي في ليبيا ومن من من دول عانت شعوبنا العربية من استعمارها واستغلالها لمواردها وتعاونها وتهادنها مع انظمة طاغية مستبدة وزعامات عافها التاريخ وعافتها الحياة كمبارك اللامبارك وزين العابدين اللازين والقذافي المأفون الخرفان وزمرة الكروش الخليجية المستبدة بشعوبها وبايعة ثرواتها . ان ارادة الشعوب العربية الناهضة "ستكنس" كل الانظمة المتآمرة على مسيرة تطورها وتنميتها وكرامتها القومية . والم تتعلم الدرس الجامعة العربية من دروس العراق وافغانستان ونوايا واهداف التدخا الاجنبي  والذي كان بحجة الدفاع عن حياة الناس والديمقراطية " على مين " هذه الكذبة واللعبة الاستعمارية الامبريالية ، فلتحمي انفسها هذه الدول من اضطهاد وافقار شعوبها ان لم يكن بالحياة البرلمانية المزعومة انما بالاستغلال والخصخصة وسياسة العولمة الشرسة العابرة لقصف الاعمار من الابرياء، وتفريغ الصراع الطبقي من محتواه بفرية " قولبة " الدول بالشركات، فالطبقات الاجتماعية ايها الراسماليون الشجعون لم تستنفذ طاقاتها من اجل العدالة الاجتماعية وقلب الميزان الى صالحها .وما صواريخ " فجر الاوذيسا " الا عهر وتمثيل في وضح نهار الحقيقة لن تمر كذبته على الشعوب الثائرة من اجل تطورها وحقوقها وعزتها وكرامتها ومستقبلها . ولن تمر على شعوبنا العربية مسرحية ركوب الاستعمار الجديد الانجلوامريكي على موجة ثورات الشعوب العربية المقهورة والمستغلة من قبل انظمة حمتها اسلحة ووسائل قمع وحمايات الدول الاجنبية الغازية " الغيرانه " على الثورة اللبيبية .


 
الاتحاد في تاريخ 10\2\1976 :
توفيق طوبي: "لن يتخلّى الفلاحون العرب عن أراضيهم"


     فيما يلي، نص الكلمة القوية التي ألقاها النائب الشيوعي، توفيق طوبي، في النقاش على تآمر السلطات الجديد على أراضي عرب السواعد وفلاحي عرابة وسخنين ودير حنا. الواقعة في المنطقة المسماة "بالمنطقة 9". وقد نشرت "الاتحاد" رد وزير الدفاع، بيرس، على كلمة النائب طوبي والذي اعترف من خلاله بعزم الحكومة على مصادرة الأراضي المذكورة:
     "في الجليل مكان واسع تحوطه عدة قرى عربية منها: سخنين وعرابة وديرحنا وعيلبون ونحف وديرالأسد والبعنه. ولأهالي هذه القرى ولا سيما سخنين التي يبلغ تعدادها عشرة آلاف نسمة، وعرابة 7500 وديرحنا 3000 مساحات من الأرض يعتاشون منها ويعملون عليها. وفي القسم الشمالي يقطن قرابة ثلاثة آلاف شخص من عرب السواعد. ويعرف هذا المكان في قاموس الحكم العسكري بأنه "المنطقة 9". وقد أعلن عند ضم الجليل الى دولة اسرائيل منطقة مغلقة خاصة للتدريب العسكري. ومنذ ذلك الوقت وأهالي تلك المنطقة يحصلون على تصاريح دخول من سلطات الجيش، كل تصريح لمدة ثلاثة أشهر تجدد بين حين وآخر ليتمكنوا من فلاحة أراضيهم.ولم يكن عناء الأهلين من اغلاق المنطقة المذكورة بالقليل، ولا سيما وأنه كان مكاناً للتدريب العسكري. فقد جرح الكثير من الأهلين بنار التدريب. كما تعرضت البيوت الى العديد من الأضرار. وفقد العديد من الماشية. وقتل الرعاة والسابلة. واستمر الأهلون رغم المخاطر يهتمون بأراضيهم ويعتنون بها، فهي مصدر لقمة عيشهم، راضين بما قسم عليهم من أن يرووها ليس بعرق الجبين بل بدم الكبد أيضاً. ولم يتوقف الأهلون طيلة المدة السابقة عن المطالبة بالغاء منطقة التدريب. وعندما كان بن غوريون وزير الدفاع وعد بالغاء منطقة التدريب، هناك، ونقلها بعيداً عن الأماكن المأهولة والمكتظة الى النقب. ولكن وعده لم يتحقق. واستمر الوضع على ما كان عليه. وقبل أسبوعين تقريباً أبلغت سلطات الجيش أهالي سخنين وديرحنا وغيرها، وأهالي عرب السواعد الذين انتهت مدة تصاريحهم أنها لن تجددها لهم. وفرض هذا المنع، في المنطقة المذكورة، في الوقت الذي لا تزال أقسام من الأرض مزروعة ولا بد من أن يعتني بها الأهلون، والا ستتلف وسيذهب عملهم هباءً. ولم يُعْطَ الأهلون تفسيرات وحججاً عن هذه الاجراءات. ولكن الصحف، في هذه الأثناء، نشرت أخباراً عن مشروع طالما نشر عنه بين حين وآخر، مفاده أن الحكومة تفكر في نقل عرب السواعد من قريتهم هناك الى وادي سلامة المجاور لمجد الكروم أو الى قرية المكر، حيث ثمة مشروع بناء قرية لاسكان المطرودين من عرب السواعد، أو من أماكن أخرى. فلقد مضت سنوات عديدة لم يعط أبناء السواعد رخص بناء. كما هدمت مدرستهم، وسدت آبار سقايتهم، كل ذلك لارغامهم على هجرة مساكنهم وأراضيهم. أما أهالي سخنين وعرابة وديرحنا وغيرها فصارت هذه الخطوة تقلقهم لأن لها، كما يبدو، علاقة بمصادرة أراضيهم في هذه المنطقة. وتتزايد شكوكهم مع ما ينشر من مشاريع لمصادرة واسعة من أراضي العرب في الشمال للتعجيل فيما يسمى بتهويد الجليل. لأن أقساماً في الشمال من هذه المنطقة كان يمتلكها أهالي البعنة وديرالأسد ونحف صودرت لاقامة كرمئيل، والآن يجري الحديث عن المزيد من المصادرة. ويتكرر نشر الأخبار عن مشروع لمصادرة أكثر من عشرين ألف دونم في الجليل التي يمتلك أكثريتها عرب. كما انتشرت في الآونة الأخيرة القضية المؤلمة ألا وهي محاولة ادارة أراضي اسرائيل السيطرة على ثلاثة آلاف دونم تخص أهالي كفرقاسم الجريح. ولكن بفضل الضجة التي قامت في الجمهور، وفي الجمهور اليهودي أيضاً جمدت القضايا التي رفعتها ادارة اراضي اسرائيل على سكان كفرقاسم.  وتمر الأن عاصفة جديدة بأهالي معليا في الشمال. فادارة أراضي اسرائيل تريد نزع يد الأهلين عن أراضي واسعة تقدر بأحد عشر ألف دونم متجاهلة حقوق أهالي القرية والاتفاقات التي في حيازتهم منذ أيام الانتداب مع دائرة الأراضي. وأمام الاضطراب العام الذي عم أهالي معليا والقرى المجاورة طلب المدعى العام تأجيل القضايا المرفوعة على أهالي معليا. غير أن مشاريع مصادرة الأراضي المختلفة لم تلغ. وخطر سلب الأراضي العربية من أصحابها لا يزال قائماً. فالمشروع لسلب أهالي النقب العرب من البدو مساحات شاسعة تقارب أكثر من مليون دونم قائم بل يعجل في تنفيذه. وسلب البدو في مشارف رفح الذي يثير الرأي العام، لا يختلف في روحه عن سلب الفلاحين العرب أراضيهم. وأود أن أرفع هنا احتجاج كتلتنا على أعمال السلب هذه.وفي هذا الجو المتجدد الذي تشنه السلطات لمصادرة المزيد من الأراضي العربية، أي في اطار المشروع الداعي الى تهويد الجليل، يرى الأهلون العرب في سخنين وعرابة وديرحنا وعرب السواعد وغيرها من القرى أن الخطوة الأولى في هذا الهجوم هي منع التصاريح العسكرية للدخول الى "منطقة 9" وللوصول الى أراضيهم وضمان استمرار عملهم عليها، انها خطوة نحو نزع ملكيتهم عن الأرض في هذه المنطقة.  لقد استولت الحكومة منذ قيام الدولة، ولا تزال تستولي على أراضي الأهلين العرب. وتم تنفيذ السلب المستمر بطرق مختلفة ومتكررة: بوساطة قوانين أراضي خاصة، باغلاق مناطق بوساطة الجيش ثم مصادرتها، وبقوانين تعسفية تتعارض وأبسط حقوق الانسان، وبوسائل ادارية كاغلاق "منطقة 9" مثلاً. ومنع الأهلين من الوصول الى أراضيهم. وتواصل السلطات بهذه الأساليب مصادرة الأراضي العربية والمس بحقوق أصحابها. إن سياسة سلب أراضي الأهلين العرب التي تعهدوها، ليجنوا لقمة العيش، وأنعشوها بعرقهم ودمائهم في أجيال متعاقبة، لسياسة تكمن العنصرية في أساسها. تسمى هذه السياسة تطويراً؟ ويمكن أن تسمى انقاذ الأرض. ولكن نتساءل: انقاذها ممن؟ من العرب؟ أوليسوا مواطني الدولة؟ ويمكن أن تسمى استعادة تملك الأمة والدولة على الأرض. ولكن العرب جزء من الدولة. وهناك من يسميها مباشرة وبدون لف ولا دوران: تهويداً. ولكن مهما تكن تسميتها فهي في نهاية الأمر عنصرية بالنسبة للأهلين العرب، وعلى كل من عنده ضمير انساني أن يقاومها. لا يمكن التسليم بهذه السياسة الهادفة الى اجتثاث شعب من أرضه لبناء شعب آخر على أنقاضه. وهذا في أيامنا يعكر صفو الشعبين والعلاقات بينهما، العلاقات التي يجب أن تكون علاقات أخوة وتعاون. وهذه السياسة تعمق الهوة في العلاقات بين الشعبين وتمس القانون والعدالة الانسانية، وفي نهاية المطاف تشوه الأخلاق في المجتمع. والأهلون العرب لن يوافقوا على مشاريع سلبهم أراضيهم، لا في النقب ولا في الجليل ولا في كفرقاسم ولا معليا ولا سخنين وعرابة وديرحنا وعرب السواعد. سيناضلون بكل السبل للدفاع عن حقوقهم الأساسية، وينتظرون من كل ذي ضمير ومسؤولية قومية أن يؤيد هذا النضال العادل. ونحن باقتراحنا الى جدول أبحاث الكنيست نرفع عالياً صرخة أهالي القرى العربية المحيطة "بالمنطقة 9".
أ-    اعادة التصاريح العسكرية الى أهالي سخنين وعرابة وديرحنا وعرب السواعد ليتنكنوا من دخول المنطقة المغلقة المذكورة، ومن رعاية أراضيهم.
ب-  الغاء التدريب في هذه المنطقة ونقله الى جنوب البلاد.
جـ-  تنظيف المنطقة المذكورة تنظيفاً دقيقاً من الألغام والقنابل وتمكين الأهلين من زراعة أراضيهم بدون أخطار.
د-   ضم المنطقة المذكورة الى حدود السلطات المحلية المجاورة لها.
هـ-  منع انتزاع عرب السواعد وتمكينهم من الحياة حيث هم بدون مضايقة.   (الاتحاد 76/2/10)
     هذا وقد أدت مشاريع الحكومة لمصادرة أراضي عربية في معليا وطمره وقرى البطوف-عرابة وسخنين وديرحنا وكفرقاسم، أدت الى تحرك شعبي واسع ضد المصادرة، وعقد في معليا في 8 شباط 76 بدعوة من رئيس المجلس المحلي، مؤتمر شعبي كبير احتجاجاً على محاولات الحكومة الاستيلاء على مايقرب من 11 ألف دونم من أراضي القرية. واتخذت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي في دورتها ال 23 بتاريخ 76/2/7 قرار حول مصادرة الأراضي العربية ومما جاء فيه:
     "تحذر اللجنة المركزية من أن حكومة اسرائيل لم تكف عن سياسة سلب الفلاحين أراضيهم، فهي بطرق مختلفة-بواسطة قوانين خاصة واعلان سلطات الجيش مناطق عسكرية ومنع فلاحتها وبأساليب مرفوضة أخرى تسلب الأهلين العرب مساحات شاسعة، وتمس بحقوقهم الأولية ولا سيما بمبدأ المساواة بين مواطني اسرائيل. اننا نرى في الآونة الراهنة مرحلة جديدة من الجهود التي يبذلها الحكام لتصعيد سلب العرب من أراضيهم والمس بحقوقهم. ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي ترى في مشاريع السلب تعبيراً جديداً عن السياسة القومية المتعصبة المعادية للعرب للأوساط الحاكمة في اسرائيل التي تهدف الى اجلاء العرب عن وطنهم.  ان مشاريع مصادرة الأراضي العربية لتعبير صارخ عن سياسة التمييز القومي ومس فظيع بحقوق العرب الأولية من مواطني اسرائيل. ان مشاريع السلب غير الدمقراطية والمعادية للعرب لن تسير بالتطور الى أمام بل تزعزع العلاقات بين الشعبين. فاللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي تستنكر مشاريع سلب العرب أراضيهم وتطالب بابطالها. ويقف الحزب الشيوعي الاسرائيلي بكل قواه الى جانب العرب في نضالهم العادل للدفاع عن حقوقهم، ومنع سلب أراضيهم. وتدعو اللجنة المركزية جميع قوى السلام والدمقراطية، وأنصار الصداقة والتعاون بين الشعبين الى مقاومة مشاريع السلب المعادية للعرب والعمل متكاتفين لالغائها".
     وأصدر مجلس الرينه المحلي في أواسط شباط 76 بياناً للرأي العام حول الأنباء التي ترددت مؤخراً حول محاولات جديدة لسلخ ومصادرة جزء من أراضي القرية. وقال إن المجلس تلقى معلومات غير مؤكدة عن اغلاق قسائم من ثلاثة بلوكات الى الشرق والشمال الغربي من القرية كمناطق صناعية وأبنية مقترحة، وتبلغ مساحتها 1370 دونماً. وأرسل المجلس مذكرات عاجلة الى كل من وزير الداخلية وحاكم اللواء ولجنة التنظيم اللوائية ومركز السلطات المحلية ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة الدفاع عن الأراضي، أعلن فيها رفضه لهذه المحاولة الجديدة التي تستهدف نزع ملكية أصحاب تلك القسائم وسلخها من منطقة نفوذ المجلس المحلي. الاتحاد (76/2/17).
توابل
الشيوعي نجاتي صدقي " 1905- 1979"
نجاتي صدقي اديب ومفكر فلسطيني ، انه الومضة في ليل الفلسطينيين المعذبين، وعلما من اعلام الثقافة الوطنية الفلسطينية، ولد سنة 1905 في القدس وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارس القدس وتابع دراسته في الطائف عما في مصلحة البريد في القدس مما اتاح له الاحتكاك بالحركة اليسارية في فلسطين، بدا نشاطه السياسي بانضمامه للحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1925 . درس الماركسية الليننية في جامعة" كارجي الشرق" في روسيا . بعد تعريب قيادة الحزب ( بعد المؤتمر الرابع للحزب سنة 1930) تم تشكيل مكتب سياسي ضم منهم نجاتي صدقي . اعتقل في سنة 1930 وافرج عنه سنة 1933 قاصدا فرنسا متصلا ب" عصبة مقاومة الاستعمار" واصدر صحيفة شهرية باللغة العربية اسماها"الشرق العربي" . اشتهرت بمناصرة الحركات الاستقلالية في اقطار المغرب والمشرق العربي . شارك في الحرب الاهلية الاسبانية ونشط ضمن فرق " الجيش الاممي " . وعاد الى وطنه مفعما بالروح الوطنية ، لكنه وجد حزبه الشيوعي في الحضيض ، فغادر الحزب صامتا ، ولم يفصح يوما عن سبب قراره، قضى بقية ايامه يعمل في الكتابة ومراقبا لبرامج اذاعة " محطة الشرق الادنى" 1940-1950 . وبث فيها مقالاته ضد النازية . بعد النكبة عام 1948 غادر مضطرا الى قبرص مع العاملين في الاذاعة وانتهى به الترحال عام 1950 ليستقر في بيروت يعمل في وسائل الاعلام توفي في اثينا يوم 17\11\1979 . مخلفا ثروة فكرية ادبية غزيرة . من الدراسات والمقالات والترجمات والقصة . وفي احدى قصصه " معركة صبيان " التي كتبها عام 1948 نجد انه تنبا على لسان صبيان القدس، بما حدث ولا زال يحدث حتى الآن، باقدام الصبية على صنع تاريخ بلادهم من خلال ثورة وانتفاضة الحجارة . وفي قصة " الاخوات الحزينات " (والتي صدرت كمجموعة قصصية بعد ذلك)والتي تعد من ابرز قصصه حول النكبة ، يرسم نجاتي صدقي صورة لخمس شجيرات جميز أخوات ، يقفن صفا واحدا مقابل منشآت يهودية، كانت فيما سبق بساتين واشجار حمضيات في مكان اصبح يعرف الآن باسم " تل ابيب " الجميزات الخمس حزينات ويبحن باحزانهن للكاتب الذي جلس عند جذع احداهن . قام مفكرنا بالاضافة لقصصه الكثيرة بعدة ترجمات لكبار الادباء الروس لتشيخوف وبوشكين ومكسيم غوركي ... وللصينيين والامريكيين والاسبان وغيرهم . لقد غلبت على نفسية مفكرنا نزعة التفاؤل في انتاجه الادبي رغم قساوة النكبة عليه والحياة انطلاقا من ايمانه في ان ارادة الشعوب تصنع تاريخها ومجدها ونصرها الاكيد عاجلا ام آجلا .

الأحد 27/3/2011


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع