توفيق طوبي قائد الشبيبة الثائرة والشعب الصامد
عمر محمود بدارنة
يعزّ علينا رحيلك وابتعادك عنا روحا وجسدا وكفاحا، كما يصعب علينا ان نجد من يسير مثلك في درب الثورة الفلسطينية لتأسيس دولة فلسطين واعطائنا حقوقنا في جميع نواحي حياتنا، كما كنت واقفا شامخا في وجه الصيونية الباطشة لشعبنا الموجود على ارضه، تتحدى مجازرها وعنصريتها، وجرائمها في محاولتها لطردنا من اراضينا وبيوتنا. ونحن نعدك باننا لن نتركها ولن نتنازل عنها ولو قيد انملة. وهذا الاعتزاز بك لن يُمحى من تاريخنا العطر المقاوم للطغاة، عندما تحديت الصهيونية على اثر المجزرة الوحشية التي ارتكبتها في كفر قاسم في 29-10-1956، وعندها لم نكن قد خرجنا الى نور الحياة ولكنك سجلتها لنا في سجلات الكفاح للمحافظة علينا. وقد عرفنا ذلك عندما جئنا الى الحياة من خلال الاخبار والجرائد اليومية مثل "الاتحاد" الثورية ومن خلال روايات آبائنا من كتابك العظيم "كفر قاسم - المجزرة والعبرة" ومن خلال رسائلك السنوية التي كنت تبعث بها الى اهالي كفر قاسم عامة بمن فيهم اهالي الشهداء الابرار. وكنا نقرأها ونحتفظ بها الي اليوم، ووقوفك مع الرفاق في يوم الارض الخالد يوم شهداء يوم الارض الباسل الصامد، مثل الرفيق والقائد ماير فلنر الذي قال فيه الشاعر الكبير سميح القاسم في يوم الارض في قصيدته "قد نمهل لكن لن نهمل": من بيغن حتى شدمي حتى الرابي الازعر كاهانا من بن غوريون الى رابين ومن شارون الى ديان نحن نقرأ المكتوب من العنوان لكنا نقرأ ايضا ما بين الاسطر واذا ابصرنا سحنة هذا الرابي السارق ليفنغر فقد ابصرنا ايضا وجه رفيق الثورة وجه الثائر فلنر ماير فلنر الذي رافقك على طول الطريق في التحقيق عن مجزرة كفر قاسم وفي باقي ثوراتنا النضالية، ولا ننسى قائدنا الفولاذي العطر معكما طول الطريق في كفاحه اليومي توفيق زياد. وسننذكرك يا ابا الياس على منصة يوم الارض في هذا الشهر الذي فارقتنا فيه لنعطيك العهد باننا سائرون على هذا الدرب نتصدى لكل فاسد ظالم جزار يحاول نهبنا ونهب حقوقنا ونهب ارضنا سنبقى امامه شعبا صامدا ثائرا وندافع عن كل امواتنا وشهدائنا الذين عطروا صمودنا معك بدمائهم العطرة وشرفهم وكرامتهم، ورحمة الله عليك في قبرك ومنه الى فسيح جنات الله الواسعة عز وجل.
(عين ماهل – الناصرة)
الجمعة 18/3/2011 |