لا يميتك موت ولا تنساك ذاكرة: الى روحك الباقية وذكراك الخالدة
غازي شبيطة
الرفيق توفيق طوبي أيها الرجل الانسان، والمفكر الهادئ والامام المرشد والامين الصادق والمبدئي المثابر، نظيف القلب واليد واللسان. ولولا قناعتي ان الكمال المطلق لا وجود له اطلاقا لاضفته لصفاتك الفاضلة والنادرة. ايها الرفيق الخالد كنت بعيدا عن الشبق والمغامرة والتسرع من جهة، وكنت نابذا لطأطأة الرأس والانحناء للظلم والظالم مهما عتا. قمت بالدور الاساسي في نشر الوعي والصمود لجماهيرنا العربية الفلسطينية في اسرائيل. فقد علمتنا كيف يمكن تحمل المحراث على اكف الايدي وعظام الصدور وكسره. وساهمت في ارشادنا الى سبيل الصمود في ارض الوطن وانتزاع الحقوق من براثن الحكام، بعد ان تركتنا الرجعية بتواطئها مع الاستعمار والصهيونية اضيع من الايتام على مأدبة اللئام. وسيظل شعبنا العربي الفلسطيني في كل اماكن تواجده مدينا لك بالاحترام والتقدير، كمقاتل لم يفارق ساحة المقارعة ولا التهادن مع احابيل الصهيونية وحكام اسرائيل منذ قيامها وبجرأة نادرة شاركت بفضح عدوانيتهم وجرائمهم ومن اعلى منابر الكنيست امام قيادات اسرائيل المتعاقبة. لقد اقمت وصنت اجرأ واصدق وارفع منابر الارشاد الوطني والادبي والاجتماعي والسياسي بتبنيك لجريدة "الاتحاد" الغراء وتوابعها الامينة كالجديد والغد، توثيقا لكفاحات شعبنا وعطاء شعرائنا وادبائنا في ارض الآباء والاجداد. وبقيت ضوء يهدي خطى الشرفاء من ابناء شعبنا ومعلما يخرّج كوادر الكفاح العادل والكرامة الوطنية والشخصية. لقد كنت امام ومع رفاقك الخالدين امثال اميل توما، واميل حبيبي، وتوفيق زياد وغيرهم ممن اعتذر عن الاستمرار في ذكرهم ضيقا للمساحة وخوفا من النسيان. كنتم بوصلة الدرب ومنارا لتعبيد الطريق الكفاحي لجماهيرنا العربية في اسرائيل. وقد انعكست مواقفكم ومواقف رفاقكم على اسقاط الخوف ورفع هيبة الكفاح الى مستوى ولادة يوم الارض الخالد الذي زاد من اهتمام شعبنا العربي الفلسطيني كله والتفات العالم اجمع الى هذه الاقلية القابعة في وطنها الذي لم ولن يستبدل به أي وطن آخر في أي مكان كان. وكان لك الدور الاول والكبير في كشف تفاصيل مجزرة كفر قاسم مع رفيقنا الخالد ماير فلنر. وكان ان شرفتموني برعاية العمل لاقامة النصب التذكاري لهم في مشارف القرية والتي شهدت المذبحة. وكم كنت فخورا وما زلت برعاية تلك المهمة وانجازها مع العديد من المتبرعين الشرفاء اليهود والعرب داخل البلدة وخارجها، سيظل طريقك يا توفيق اقصر الطرق واجداها للوصول الى سلام عادل وثابت في منطقة شرقنا العتيق. والى حل يضمن تقرير المصير لشعبنا العربي الفلسطيني باقامة دولته المستقلة ذات السيادة والامان وعاصمتها القدس العربية الشرقية الى جانب اسرائيل. وقد قمت بأعز مهمة في وضعك تقرير رؤياك بحشد والتحام القوى الدمقراطية اليهودية والعربية في اسرائيل لتحقيق هذه الرؤيا الثاقبة والسليمة. الخلود لك والاستمرار لنا على طريقك الخالد.
(طيرة المثلث)
الخميس 17/3/2011 |