يزيّن صدري وسام شرف


نمر نمر


 لن اتحدّث  عن الامميّ الانسان الخلاّق، ولا عن : الوطنية، الانتماء،الجذور، التعايش،الاخاء،الشهامة،الكرامة،الإباء،الشمم والاخلاق  لدى هذا الراحل الباقي، فقد سبقني وبحق الكثيرون من رفاق دربه  وتلاميذه الاوفياء.
ديارنا الفلسطينية  والبقية الباقية المتشبّثة  بوطنها،القابضة عليه كالقابض على الجمر، في مواجهة وحوش النهب والسلب  واذرعها الاخطبوطية  المتجرّدة من القيم الانسانية ،والناكرة الناقمة الجاحدة  لكلّ ما يتعلّق بحقنا في وطننا . هذه الديار بوركت باميلين  اميرين  في البلاغة والادب  والتاريخ والتوثيق،رغم التضييق  وسياسة القمع، وبورك كذلك شعبنا العربي الفلسطيني  بتوفيقين  شامخين يهتفان معا بنغم وشجن :
كأننا عشرون مستحيل،الاولّ مؤرّخ الوطن العربي من بابه لمحرابه  ومن خليجه لمحيطه، الثاني شمقمقي ألمعي  لا يخشى في الحقّ لومة لائم، عنده  الخبر  اليقين، الثالث  من اطاعه السيف والقلم على نهج  ابي الحسن  القرشي الابيّ، ورابعهم  هذا المقدام المسجّى  الملفوف بعلم الوطن،المنبريّ  الاوّل  كما شهد له خصومه  قبل اترابه ورفاقه وتلاميذه ،شجاعة،جرأة، اقدام،رباطة جأش وبأس،لعله اسطورة من الاساطير التي تحوّلت الى واقع ملموس ومحسوس .
العبد الفقير لله تعالى  كاتب هذه السطور القليلة يحمل نيشان ووسام شرف من ابي الياس /الراحل الباقي،علّقه على صدري على الملأ  مع وفد لجنة المبادرة العربية المعروفية /يوم :29/7/2007، حين زرناه في عرينه  مُكرّّمين له، معطينه بعض  حقّّه  علينا، وحين صافحته قال لي بالحرف الواحد/ الاتحاد  2/8/2007 :   والله من زمان  متشوّق للقائك يا نمر،انني اقرأ كل  مقالاتك، وارجو ان تواصل الكتابة  في  صحيفة الشعب/ الاتحاد .
 اصابع الاتّهام التي وجّهها ضد سلطات الاحتلال،القمع  والعنصريّة ،ليس في تفجير  مجزرة كفر قاسم وحسب / حين تخطّى جدار الصمت والتعتيم السلطوي بجرأته المعهودة، وقبل ذلك، وبعد ذلك  على مدار  نيّف  واربعة عقود، كلّها اوسمة شرف على صدورنا جميعا  في وطننا هذا.
وحين نقول : الرب اعطى والرب اخذ، ليتبارك  اسم الرّب،وعلى درب الاخوة المسيحيين : من مات  وآمن بي  فسوف يحيا!
اما في موروثنا الروحي الاسلامي  المتعانق مع المسيحي فنقول :
 وما توفيقي الاّ بالله/ واشدد مكررا :وما توفيقي الا بالله.
تغمّد الله  توفيقنا /فقيدنا ابا الياس/توفيق طوبي، بواسع رحمته وفسيح جنانه، ولاسرته الكريمة الابيّة  ورفاق دربه خير العزاء. وطوبى  للحزانى، طوبى للودعاء  طوبى للرحماء ،طوبى للاتقياء القلب، طوبى لصانعي السلام  لانهم ابناء الله يُدعون.

 


(حرفيش)

الأربعاء 16/3/2011


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع