في اليوم العالمي لمناهضة العنصرية في الكنيست:إغبارية: الاحتلال هو العامل المركزي لتفاقم العنصرية ونزيف الدم لكلا الشعبين
القدس – لمراسلنا البرلماني - بمبادرة من اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية برئاسة النائب د. عفو إغبارية، والائتلاف لمناهضة العنصرية، عقد مساء أمس الأول الاثنين في الكنيست بمناسبة اقتراب اليوم العالمي لمكافحة العنصرية، مؤتمر تحت عنوان "تغييرات جذرية من أجل مناهضة العنصرية"، حضره جمهور غفير من ممثلي حركات السلام والديمقراطية وطلاب من المدارس الثانوية من طمرة وحولون، كما وحضر المؤتمر رئيس كتلة الجبهة في الكنيست النائب د. حنا سويد، النائب مسعود غنايم (الموحدة) والنائبة أوريت زوآرتس التي ترأس اللوبي البرلماني لتطوير العلاقات اليهودية العربية. وتولّى عرافة المؤتمر كل من أمل زيادة من حركة (مهباخ تغيير) اليهودية العربية والعاملة الاجتماعية من أصل أثيوبي شيلي إنغيدو، ثم قام النائب إغبارية بكلمته الافتتاحية بنعي المناضل توفيق طوبي، مشيرًا إلى المحطات الرئيسية من سيرته في مقاومة الاحتلال ونبذ العنصرية وموقفه المسؤولة من القضايا الحرجة. كما استنكر إغبارية العملية التي حصلت قبل عدة أيام بعد أن استعرض ايضا مقتل الفلسطينيين في عمليات اخرى على يد المستوطنين وجنود الاحتلال، مؤكِّدًا أن الاحتلال هو العامل المركزي لنزيف الدم من كلا الشعبين. وأضاف "إن العنصرية التي تصدر من الحاخامات وأعضاء الكنيست هي دعم لمظاهر العنصرية المتفشية التي نشهدها". من الجدير بالذكر أن الكنيست لم تحظ بأي لجنة تناهض العنصرية قبل قيام إغبارية والنائب شلومو مولة بتأسيس اللوبي لمناهضة العنصرية، الذي يقيم العديد من المؤتمرات والفعاليات بالتعاون مع الائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل المكون من 26 جمعية من كافة شرائح المجتمع. وتحدث المحامي نضال عثمان، مدير طاقم الائتلاف، عن تفشي ظاهرة العنصرية ضد العرب والشرائح الضعيفة في المجتمع الاسرائيلي كاليهود من أصل أثيوبي وقال: " نريد مستقبلاً أفضل لذا لا نكتفي فقط بالرد على التحريض العنصري، وإنما ننظم نشاطات مشتركة يهوداً وعرباً لوضع حد للعنصرية، وأكد أن المؤتمر هو جزء من سلسلة فعاليات وحملات يقودها الائتلاف هذا الشهر بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية، وسنشهد بالأيام المقبلة توزيع مواد مناهضة للعنصرية في الأماكن العامة والجامعات بالإضافة لفعاليات ستكون في تل أبيب في اليوم العالمي لمناهضة العنصرية الموافق 21.03.2011 . وفي بداية ورشة الحوار الأولى عن التعليم وعلاقته بالعنصرية افتتحت الجلسة الطالبة طال من حولون، حيث تحدثت عن تجربتها الشخصية، ومجابهتها العنصرية منذ الصغر بكونها من أصول روسية. تلتها الدكتورة هالة سبانيولي، رئيسة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، التي ربطت اليوم العالمي بمناهضة العنصرية بيوم المرأة العالمي مذكرة ضد العنصرية تشملها إشارة لكتب التدريس لدى المجتمع العربي، وذكرت يوم الأرض مشيرة لعدم تقبل الآخر كأساس تبنى عليه العنصرية في إسرائيل. "فقبول الآخر يجب مناقشته ليس فقط من وجهة نظر قومية وإنما قبول أي اختلاف، لأن ذلك مهم ايضاً لتربية أجيال على القيم الديموقراطية" متسائلة عن دور وزارة التربية والتعليم في هذا الصدد. البروفيسور جابي سلمون، محاضر في جامعة حيفا، قارن ما يحدث اليوم بأروقة الكنيست خاصة وما يحصل في إسرائيل عامة، وأنه يذكرنا بأيام الفاشية الايطالية والنازية الألمانية. بدروه أكد النائب مسعود غنايم أن التربية ضد العنصرية تبدأ من وزارة التعليم التي تحوي مواداً عنصرية، وأورد مثالاً عن تجربته كمدرس فيما مضى. أضاف ايضا "العنصرية بدأت من الشيطان، حيث رفض السجود لآدم الذي برأيه أقل منه بدرجات". وشارك عدد آخر من الناشطين والمربيين في مداخلات مختلفة تحدثت عن ظاهرة العنصرية المتفشية في المجتمع. من جانب وزارة التعليم والمعارف، حضر أدار كوهين، ورد على ما طرح مستعرضاً مبادرات مختلفة للوزارة لمناهضة العنصرية. أما الورشة الثانية عن تطبيق القوانين ضد العنصرية، تحدث فيها مدير مركز مساواة، جعفر فرح، مذكراً بأن العشرات من العرب قد قتلوا منذ أكتوبر سنة 2000 على يد أجهزة الأمن الإسرائيلية، وتخاذل الشرطة بالتحقيق بمقتلهم، مشيراً إلى سخرية الموقف حيث تحقق الشرطة مع نفسها دون وجود لجان تحقيق خارجية محايدة تحقق بمثل هذه الجرائم. وأكد فرح ايضا أن العرب ليسوا وحدهم الذين يعانون من العنصرية وهنالك شرائح اخرى مستضعة وتحارب على أساس عنصري، وأورد الاثيوبيين كأكثر المتضررين من العنصرية بالتعامل. وفي سياق آخر، تحدث جعفر فرح عن مواجه أعضاء الكنيست العرب لقرابة الثلاثين تحقيقاً بالشرطة ! مؤكداً أنه "في يوم تناقش فيه الكنيست قانون النكبة، نقف هنا ونقاوم العنصرية بتنظيمنا ووجودنا في مؤتمر يناهض العنصرية". عومر تيساسيو، من مؤسسة تيبكا للدفاع عن حقوق الاثيوبين، أورد أمثلة عن العنصرية المتفشية ضد الاثيوبيين وازديادها يوماً بعد يوم، مؤكداً ايضا أننا جميعاً يجب أن نقف جنباً إلى جنب ضد هذه الظواهر. في هذه الورشة كانت عدة مداخلات من ناشطي جمعيات مختلفة، من بينهم الراب ميخائل عن مؤسسة موراشتينو التي تعني بقضايا العنصرية داخل المجتمع الناطق بالروسية. أختتم المؤتمر النائب الدكتور عفو إغبارية، بتحية لسميرة خوري المشاركة في المؤتمر التي كانت من طلائع العمل النسائي والشيوعي بقيادتها لحركة النساء الديموقراطيات لسنوات طويلة واستلمت من بعدها الراية فتحية صغير المشاركة أيضًا في المؤتمر. مورداً تفاؤله أن هذه هي الطريق التي علينا سلوكها للنهوض بمجتمع خال من العنصرية. وحيا العريفتان أمل زيادة وشيلي اينغيدو على عملهما بالإضافة لطاقم الائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل. الأربعاء 16/3/2011 |