* نفاع: ستبقى ذكراك حية طيبة في الوجدان الحي وفي كل الضمائر الحية
* بركة: توفيق طوبي رجل يختزل مسيرة ويختزل طريقًا
* نقولا: توفيق طوبي، وكفى بهذا الاسم فخرًا
* غونين: كان انسانًا بكل ما في الكلمة من معنى
حيفا – لمراسلنا - احتضنت الكلية الأرثوذكسية في حيفا، امس الاحد، جثمان القائد الكبير والمناضل الشيوعي العريق توفيق طوبي، أحد مؤسسي عصبة التحرر الوطني، وجريدة "الاتحاد"، ومحررها المسؤول الى يوم وفاته، واحد رموز وقادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي التاريخيين، ليسجى في مدينته التي أحب وناضل من أجل بقاء اهلها في وطنهم، وسرد منها سطور نضال الجماهير العربية في البلاد.
وقدم حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية تعازيه الى قادة الحزب والجبهة وعائلة طوبي، باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ابو مازن، يرافقه وفد من حزب الشعب الفلسطيني. و يونا ياهف رئيس بلدية حيفا، وكذلك حضر وفد من اهالي الجولان السوري المحتل، والنائبان أحمد طيبي وسعيد نفاع، ووفد من التجمع يتقدمه النائب جمال زحالقة، ووفد من مدينة كفرقاسم، ووفد من اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وجماهير غفيرة من الجليل والمثلث والنقب.
وفي تمام الساعة الثالثة اقيم حفل تأبيني تولى عرافته الدكتور عيسى نقولا، وتحدث فيه محمد نفاع الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي، ويونا ياهف، رئيس بلدية حيفا، وحنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي قدم كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ابو مازن، والنقابي العريق بنيامين غونين، ورئيس الجبهة وعضو المكتب السياسي للحزب النائب محمد بركة، وابن الفقيد البرفيسور الياس طوبي.
وبعد انتهاء التأبين تم تشييع الجثمان في مسيرة مهيبة، تتقدمها اوركسترا الشبيبة الشيوعية، الى شارع اللنبي، ومن ثم انطلق الموكب الجنائزي الى مقبرة كفار سمير، حيث ووري الجثمان التراب.
الرفيق محمد نفاع، أمين عام الحزب الشيوعي:
ستبقى ذكراك حية طيبة في الوجدان الحي وفي كل الضمائر الحية
بين مرارة الفقدان، وبين الاعتزاز والافتخار بهذا القائد الكبير بهذا الرجل الفذ، الحزن ستخففه الايام رويدًا رويدًا ولكن العرفان والافتخار والاعتزاز بهذا القائد، بهذا الانسان العظيم بارثه الكفاحي النضالي الأممي الوطني الانساني لا تمحوه الأيام وهي لا تريد ان يُمحى هذا الارث.
في السنوات العجاف في الـ47 والـ 48 حملت أنت ورفاقك طوق النجاة وحبل الانقاذ من اجل الا تحدث الكارثة والنكبة، والثالوث العدو رمى الشباك رمى الفخ وللأسف الشديد وقعت الضحية في الفخ الذي نصب لها، ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم. صدرت جريدة "الاتحاد" اليوم مجللة بالسواد، وعلى جبهتها الشامخة الشعار الجبار يا عمال العالم اتحدوا، وعلى وجناتها وعلى خدها الأسيل شعارات النضال شعارات الكفاح والتضامن مع الشعوب الهابّة ضد الفساد وضد الظلم وضد الاستغلال وضد الموالاة الرخيصة لعدو الشعوب قاطبةً، الاستعمار الأمريكي وكل صنائعه.
يشهد لك القريب والبعيد وأنت ترقد الآن آخر عضو برلمان من البرلمان الأول، أية مكانة كانت لك ونحن نسمع صوتك المجلجل المزمجر ضد المضطهدين وضد المحتلين، ضد العنصريين، وكيف قدرك الناس من الصديق ومن المنافس وانت تشرح بنود القانون، كنت عنوانًا. كان لي الشرف ان اكون تحت قيادتك وبمعيتك في مجلس السلام العالمي في براغ وانت نائب رئيس المجلس، ولمسنا وشاهدنا بأي تقدير يستقبل هذا الموكب الأممي الذي هو الطريق الوحيد للوصول الى شاطئ السلام.
في حيفا ارخبيل من الأمكنة التي يجب ان تبقى في الذاكرة وخاصة في ذاكرة الاجيال الشابة، هذا الارخبيل الذي يبدأ من الحريري مسقط رأس جريدة "الاتحاد" اليومية، مرورًا ببستان الشيوعية، بمطبعة الاتحاد في الوادي، بمؤتمر العمال العرب، وفي درج الموارنة رقم 16. من هنالك صدرت القرارات الشامخة، الصعبة ولكن الصادقة.
لهذا الرفيق ارث ضخم كبير غني سخي، سنعمل جميعًا على صيانة هذا الدرب، واليوم انت تودع وتلحق بالتوأم، انت وماير فلنر، خضتم حقل الالغام العنصرية البشرية التي ارادت ان تتستر على الجريمة فضحتما جريمة المجزرة، مجزرة كفرقاسم. لا نعد بشيء سوى اننا لن نحول هذا الارث وهذه المعالم، هذه النوادي وهذه الجريدة، لن نحولها الى اطلال، بل نتكاتف يدًا بيد، من اليهود ومن العرب ضمن الخط الأممي ليس فقط للحفاظ على هذا الطريق المشرف، هذه هي خارطة الطريق الصحيحة والوحيدة التي توصل الى السلام العادل، في مواجهة الثلاثي العدو الدنس المتمثل اليوم بالاستعمار الأمريكي وبسياسة حكام اسرائيل، وبالرجيعة العربية التي تنهار تحت اقدام وخبطة اقدام الشعوب العربية، التي تكافح من اجل مستقبلها ومن اجل كرامتها، ومن اجل ان تعيش بكرامة وبشهامة في اوطانها، هذه هي الهزة الارضية الخيّرة التي تطيح بنظم الفساد، ننظر الى الأمام بمنتهى الثقة وفي نفس الوقت بمنتهى المسؤولية واليقظة حتى نستمر في هذه السيرة، في هذه المسيرة المشرفة الأممية، الوطنية الانسانية.
ستبقى ذكراك حية طيبة في الوجدان الحي وفي كل الضمائر الحية وهي كثيرة.
* * *
رئيس الجبهة وعضو المكتب السياسي للحزب محمد بركة:
توفيق طوبي رجل يختزل مسيرة ويختزل طريقًا
الرفيقة العزيزة ام الياس، الرفيق العزيز بروفيسور الياس توفيق طوبي
الرفيقين ماغي وزاهي كركبي
عائلة طوبي وتوما وكركبي
السيد رئيس البلدية
الاخ رامز جرايسي رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية
الرفيق حنا عميرة ممثل الرئيس محمود عباس
رؤساء السلطات المحلية
زملائي اعضاء الكنيست، النائب احمد طيبي والنائب سعيد نفاع
زملائي في كتلة الجبهة الرفاق حنا سويد ودوف حنين وعفو اغبارية
اخواننا من الجولان السوري المحتل
ايها المؤبنون الكرام
اليوم وبعد قليل نودع الجسد، نودع الشخص لكننا نظل متمسكين بالطريق قليلون هم الرجال الذين يمكن ان ترى بصماتهم بوضوح على كل مفترق من مفترقات حياتنا قبل النكبة بهنيهة وبعد النكبة بهنيهات، قليلون هم الرجال الذين اذا تحدثت عن بدايات الحل للقضية الفلسطينية ولقضية فلسطين تجد بصماتهم هناك قبل النكبة، وقليلون هم الرجال والقيادات الذين يمكن ان تضعها في الصف الأول في مواجهة الاقتلاع والتشريد، ولتوفيق طوبي كان دور اساسي في ماثرة بقاء من تبقى من عرب هذه المدينة الكرملية الجميلة.
وتوفيق طوبي هو الرجل الذي ارتبط اسمه بمقاومة الحكم العسكري وطغيانه قبل مجزرة كفرقاسم وبعدها حيث اخترق الحصار المفروض على القرية الجريحة، ولملم قصاصات الشهادات من الناس، ليصنع منها قصة المجزرة التي فجرها من على منصة الكنيست وكسر التعتيم والحصار، توفيق طوبي هو الرجل الذي كان اسمه مرتبطًا ومزينًا لجريدة الاتحاد حاضنة الثقافة وحاضنة الفكر، وحاضنة الموقف السياسي الصحيح منذ النكبة وقبل النكبة وحتى اليوم.
توفيق طوبي اسمه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمأثرة يوم الأرض وهو احد ابرز صناعه، توفيق طوبي هو رجل يختزل مسيرة ويختزل طريقًا، اليوم نودع الجسد اليوم نودع الرجل، لكننا نظل قابضين على الطريق وقابضين على البوصلة التي تركها لنا توفيق طوبي ابو الياس
نحن نعاهدك ايها الرفيق الحبيب نعاهدك عهد الرفاق ان يبقى هذا العلم الذي يلفك مشرعًا خفاقًا عاليًا وان يظل هذا الطريق الذي مشيته طريقنا ودَينَنا ومسارنا.
* * *
الياس طوبي: أعدك ان محبة الشعوب ومحبة الانسان ستبقى في قلبي الى الأبد
باسم العائلة اود ان اشكر جميع الحضور، الذين جاؤوا لوداع ابي
رئيس البلدية اعضاء الكنيست الحضور الكريم
كان ابي رجل عائلة خاص، على الرغم من عمله وسفره المتواصل، الا انه احب عائلته، وكان يحب بيته، واستطاع ضمن الوقت القليل الذي خصصه لنا ان يمنحنا الحب الكثير يكفي للشعور بمدى دفئه وحنانه العميق.
فتكفي لمسة يده، او مداعبته الناعمة، للشعور باتساع قلبه وما يتسعه من حب ودفئ.
على الرغم من اني اقدم تحية العائلة، الا انه لا يمكنني الا ان لوالدي كانت عائلة كبيرة ، وهي عائلة الحزب الشيوعي، فكان لوالدي الكثير من الاخوة في الحزب، وكان لي الكثير الكثير من الأعمام والعمات، التي لم تلدهم أمه، أولئك كانوا عائلتي التي كبرت وترعرت بينهم، وليسامحني البعض ان لم اذكرهم فهم كثر، العم اميل توما واميل حبيبي، هكذا كنت اناديهم، العم ماير فلنر، ساشا حنين، فؤاد نصار، فؤاد خوري، جمال موسى، وكيف انسى الغالية روت لوبيتش، العمر المديد للعم زاهي كركبي، عوزي، بنيامين، يورام وتمار، هكذا تربيت في جو عربي يهودي، وتعرفت على اصدقاء الطفولة، المتواجدون معنا اليوم، عفو، دورون، تالي، عيسى، دوف، وهكذا انكشفت امامي ماهية التعايش وأخوة الشعوب، لكن هذا لم يكن مجرد شعار، بل ممارسة حقيقية، ومن كل ما قيل هنا، اذكر ابي كمن حافظ على هذه المبادئ، مبدأ النضال المشترك اليهودي العربي، وآمن انه فقط من خلال النضال المشترك يأتي السلام والتعايش بين الشعبين.
بهذه الكلمات أودعك يا ابي، قائدا كبيرا وشخصا عزيزا
وأعدك ان محبة الشعوب ومحبة الانسان ستبقى في قلبي الى الأبد
نم قرير العين
* * *
كلمة عريف الحفل الدكتور عيسى نقولا:
توفيق طوبي، وكفى بهذا الاسم فخرًا
الرفاق والأصدقاء الأعزاء ايها الحشد الكريم
نلتقي اليوم لأمر جلل وقد طالت يد القدر جوهرة التاج وواسطة عقد النضال، نضال الشعب الطيب وهو يطفح الدم ويجتاز مسالك محفوفة بالمحن، على مدى ستة عقود يقارع مؤامرة لا مثيل لها في التاريخ الحديث حبكتها يد ثلاثية الأصابع، تفوح منها رائحة المطامع الصهيونية وجشع الامبريالية وخنوع الرجعية العربية. قوام هذا العقد كوكبة من الفرسان الأبطال، يتوسطهم رفيقنا الخالد ابو الياس، توفيق طوبي، وكفى بهذا الاسم فخرًا لجيلنا، لجيل آبائنا ولجيل ابنائنا الذين عرفوا وعايشوا هذا الرجل والأب المعطاء.
ايها الراقد العظيم، ايها القائد الرائد، ايها الكبير، ايها الرفيق، نكابد انفسنا ان نودعك دون ان نبكيك لأنك عصي على الموت، لأنك باق في وجداننا ماثل في كينونتنا مثول المواسم في البراعم. كنت وستبقى كنجم الشمال، نهتدي بهديك، واذا كبونا واذا استشرى الظلام وافتقد البدر سينهض طيفك من كنف الرماد مثل طائر الفينيق، عملاقًا عريض الجبهة معسول الابتسامة كبير القلب ثاقب الرأي، يقول فنسمع ويشير فنلبي، هذا الرعيل الذي علّمت وربيّت باق على العهد.
حيفا التي احببت تحبك أكثر تفاخر الدنيا بك، تودعك وتراب كرملها، بقلوب محزونة منكسرة ولكن بهامات مرفوعة وبكرامة موفورة، كانت لك حصة الأسد في صنعها. وقدم تعازيه للعائلة وللحزب والجبهة ووجه كلامه الى ابن الفقيد، البرفيسور الياس، وقال من والده توفيق طوبي لا يحزن بل يعتز وكفي بهذا الاسم اعتزازًا.
يونا ياهف، رئيس بلدية حيفا
لا شك اننا نودع اليوم احد العمالقة
نحن نرافق اليوم في طريقه الأخيرة، أحد اعز ابناء مدينة حيفا، طيب الذكر توفيق طوبي. عضو الكنيست الأخير من اعضاء الكنيست الأولى الذي بقي بيننا، واليوم رحل عنا. شخص لم اتفق معه دائمًا، لكن احببت الطريقة التي عبر عن مواقفه بحدة وشجاعة، ونحن بعد نحو 60 سنة منذ ان اعتلى توفيق طوبي المنصة الجماهيرية في هذه الدولة، نستطيع القول بقلب مطمئن ان الايديولوجية التي آمن بها توفيق طوبي قد انتصرت واصبحت المفهوم العام لعامة الناس.
لقد آمن توفيق طوبي بحل الدولتين، والتعايش العربي اليهودي، وآمن انه من حق الانسان ان يحصل على كافة حقوقه مقابل عمله، لقد ناضل بثبات من أجل هذه القيم ولم يتراجع قيد انملة. ويشهد على ذلك كل من جلس الى جانبه في الكنيست، بعد ان قضى فيها نحو 41 سنة واستقال بمحض ارادته، يشهدون بأنه احد العمالقة.
لا شك اننا نودع اليوم احد العمالقة، التي ستذكرهم مدينة حيفا، وستبذل البلدية كل الجهود لاحياء ذكراه في الذكرى السنوية الأولى، كما يستحق الرجل، لما مثله من قيم.
توفيق طوبي كان حيفا، وحيفا تمثل ما آمن به توفيق طوبي. لقد أقام توفيق طوبي عائلة يحتذى بها، وانتمى لعائلة من أساس حيفا. نحن فخورون بها جدًا. عزيزنا توفيق طوبي .. الى السلام توفيق طوبي..
سنذكرك بالخير ما حيينا
* * *
حنا عميرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قدم كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن.
بقي مخلصًا ووفيا لأهداف شعبه الوطنية الكبرى
الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الأخوات والاخوة، آل طوبي الكرام
باسم الأخ الرئيس ابو مازن واعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، نعزيكم وننعى الى جماهير شعبنا في الوطن والشتات القائد والمناضل الوطني والشيوعي توفيق طوبي، الذي وافته المنية بعد عمر مديد قضاه في الدفاع عن قضايا شعبه وعن الهوية الوطنية للجماهير العربية في اسرائيل، وعن انغراس شعبنا داخل أرضه ووطنه.
لقد قاد المناضل والقائد الشيوعي الكبير توفيق طوبي معارك متواصلة ضد العدوان الإسرائيلي على شعبنا، ومن اجل انهاء الاحتلال والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامة دولته الوطنية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67، ولحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقًا للقرار 194، ووقف بجرأة المناضل الأصيل في وجه المجازر والتمييز والاقتلاع التي مارستها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ضد الوجود الفلسطيني في الداخل وفي المناطق المحتلة.
ان الراحل ومن موقعه المتقدم في صفوف الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فضح باستمرار الطبيعة العنصرية والاستيطانية التوسعية لدولة إسرائيل، وبقي من موقعه مخلصًا ووفيا لأهداف شعبه الوطنية الكبرى في التحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي الدفاع عن حقوق الجماهير العربية ومن اجل المساواة القومية ومن اجل السلام والديمقراطية ومن اجل تعزيز صمودها على ارضها والحفاظ على حقوقها في الأرض وفي الحياة الكريمة. وبرحيل علم من أعلام الوطنية الفلسطينية التقدمية، يخسر شعبنا منارة من مناراته وعلمًا من أعلامه.
بنيامين غونين
كان انسانًا بكل ما في الكلمة من معنى
الجمهور الكريم
أولغا، الياس، ابناء العائلة
اعضاء الكنيست ورؤساء البلديات والمجالس
من الصعب الحديث عن توفيق طوبي اليوم بصيغة الغائب، فهو ما زال موجودا على الرغم من ان قلبه توقف عن الخفقان، فبكلمة واحدة، لقد كان انسانًا بكل ما في الكلمة من معنى على الرغم ان قلبه توقف عن الخفقان فقد ترك لنا ارثًاعظيمًا، ارثًا مليئًا بالمحبة والعدالة الاجتماعية، ارثًا مفعم بالايمان الناجم عن قناعة، وهذا الارث هو اكثر ما نحتاجه للاستمرار بما قام به توفيق طوبي.
اتساع قلبه سيرافقنا، الانسان المصغي المشجع الصديق الشيوعي، رفقتك في السنوات الأخيرة بعد ان خذلك جسدك، لكن عقلك كان منفتحًا نجيبًا، وقد بذل كل جهد للاصغاء لنا واعطائنا النصائح، ولكن بالاساس للاصغاء.
وقفت بجبروتك امام المرض، بنفس الجبروت الذي سار معك خلال مسيرتك السياسية، يتحدثون احيانًا عن الجيل منتصب القامة، من كان هؤولاء، من رفع علم هذا الجيل كنت انت ورفاقك، في ظروف غير غادية، منتصبو القامة، تناضلون اجل مواقفكم.
اريد ان اذكركم، اثناء احتلال حيفا وقف توفيق طوبي في وادي النسناس محاولاً اقناع الناس البقاء، التشبث بالاظافر بوطنهم، هذه مدينتكم، وبالمكان التحدث عن الكثير من الأحداث، كفرقاسم يوم الأرض والعديد العديد، احد الأعمال التي تذكر له، هو انه حافظ على الحزب حزبًا يهوديًا عربيًا، وهذا كان قوته ونضاله.
سأفتقد الرفيق توفيق دائمًا،المسجى أمامنا، المرشد والموجه، الحكيم
احببتك اخي توفيق
نشعر بفقداك منذ هذه اللحظة، تركت لنا ارثًا كبيرًا لاستمرار طريقنا
الأثنين 14/3/2011