آخر العمالقة


محمد علي طه


أحزنني فراقك وأبكاني
يا آخر العمالقة الذين كتبوا ملحمة البقاء،
ويا بوصلة الدرب الثوري السليم،
سبقك رفاق دربك الى الدار الثانية وبقيت
شاهدًا صادقًا كعادتك على هذا العصر تنتظر
بصبر وهدوء ميلاد طفل أفنيت عمرك في تعبيد
درب ميلاده وغرسه بالأزهار الحمراء..
هنا باقون صامدون،
هذا وطننا نحن فيه وهو فينا
وقفت في وجه العاصفة لتمنع الرحيل وتفشل
التهجير،
حاربت على جبهات عديدة كي نبقى في وادي النسناس
ويافا واللد والرملة والناصرة وعكا وشفاعمرو
ما خفت ولا هنت اما الرجعية،
وما ضعفت امام الصهاينة،
فضحتهم وعريتهم،
واقفًا مثل نخلة في البرلمان، مثل زيتونة
في الميدان، مثل سنديانة عل سفح الجبل،
تقض مضاجعهم،
وتبدد سرورهم،
حروبهم عدوانية وانتصاراتهم كاذبة،
ومجازرهم مفضوحة،
يا ايها المتسلل في الوعر الى كفرقاسم
ويا ايها الصارخ في وجه عدوانهم الحزيراني
يا صوت العمال والفقراء والمضطهدين،
ويا ضمير الشعب،
قل لي: كيف اصبحت قائدًا وطنيًا  وانت في
العشرين في زمن كانت القيادة والزعامة فيه
للعائلات الاقطاعية؟
كيف كنت شعاعًا للأمل وقائدًا في العصبة وانت
شاب صغير؟
كيف وقفت في وجه بن غوريون في عسقلان
وانت في السابعة والعشرين؟
كيف وكيف وكيف؟
سأذكرك واقفًا في البرلمان تناقش وتعارض بن غوريون واشكول
وغولدا وبيغن ورابين وتتحداهم..
سأذكرك في ساحة الأول من ايار في الناصرة
وفي يوم الأرض في سخنين وفي مظاهرات ام الفحم
وفي ذكرى مجزرة كفرقاسم
سأبقى اعتز بك، رفيقًا وصديقًا،
ويشرفني انك كنت تقرأ مقالاتي..
خسرتك..
خسرناك،
ولكنك باق معنا وفينا،
انت تراث غني،
وسفر كبير كبير،
ولا شك بان شعبنا انجب قائدًا مثل توفيق طوبي
شعب حي وعظيم ولا بد ان ينال استقلاله.

الأحد 13/3/2011


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع