توفيق طوبي القائد الأممي الذي حمل قضايا شعبه وزرع اسس النضال من اجل السلام العادل واقامة الدولة الفلسطينية ومساواة الجماهير العربية


زاهي كركبي


ولد في 16 أيار 1922 لعائلة حيفاوية عريقة، والده الياس ووالدته اليس خوري طوبي. انهى دراسته الابتدائية في مدرسة طائفة الروم الارثوذكسية في حيفا وتابع دراسته الثانوية في كلية صهيون في القدس، حيث انهى دراسته عام 1939. انضم في العام 1940 الى الحزب الشيوعي الفلسطيني، متأثرًا باستاذه في الكلية رئيف خوري، والأديب التقدمي وصديقه عبدالله البندك.

 

أسس مع الرفاق اميل توما واميل حبيبي نادي شعاع الأمل، الذي عمل قائدًا للعمال العرب، وتأسيس اتحاد نقابات العمال، الذي كان النواة لتأسيس مؤتمر العمال العرب لاحقًا.

 

اشترك توفيق طوبي مع رفاقه اميل توما واميل حبيبي وأبوموسى وآخرين في تأسيس عصبة التحرر الوطني، بعد الانقسام في الحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1943، وكان من قادة العصبة. وأصدرت العصبة صحيفة "الاتحاد"، وكان رئيس تحريرها الأول اميل توما.

 

بعد قيام دولة اسرائيل، بادر ابو الياس ورفاقه الى اعادة الوحدة للحزب الشيوعي، وفي تشرين الاول 1948 عقد مؤتمر الوحدة، وفيه تمت الوحدة بين الشيوعيين اليهود والعرب في الحزب الشيوعي، وكان من قادة الحزب عضوًا في المكتب السياسي وسكرتير اللجنة المركزية. وانتخب سكرتيرًا عامًا للحزب عام 1990، وقام وطيب الذكر ماير فلنر في قيادة الحزب بعد الانقسام الذي قام به المنحرفون عن مبادئ الحزب ميكونيس وسنيه، وحافظا على الحزب وخطه الأممي.

 

انتخب توفيق طوبي عضوًا في الكنيست في انتخابات الكنيست الأولى بداية 1949، وبقي عضوًا في الكنيست حتى استقال عام 1990، وكان صوته المجلجل في الكنيست صوت الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، يدعو الجماهير العربية الى الصمود ورفع الرأس، وناضل وحزبه والجماهير العربية والقوى الديمقراطية اليهودية ضد سياسة الاضطهاد القومي والتمييز العنصري الرسمية، وضد سياسة نهب الأراضي وهدم البيوت والحكم العسكري. آمن توفيق طوبي بالنضال الاممي العربي اليهودي المشترك.

 

واخترق توفيق طوبي مع طيب الذكر ماير فلنر الطوق العسكري الذي فرض على كفرقاسم بعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الامن الاسرائيلية، اذ قتلت بدم بارد 49 شخصًا مسالمًا من سكان القرية. وجمع توفيق طوبي المعلومات الكاملة عن المذبحة ونشرها في مذكرة باللغات العربية والانجليزية والعبرية، وهكذا وصلت تفاصيل المجزرة الى الرأي العام المحلي والعربي والعالمي.

 

وكقائد للحزب الشيوعي الاسرائيلي اشترك في مؤتمرات الأحزاب الشيوعية والعمالية الدولية في موسكو، في دوراتها عام 1957 ،1960،1969 . كما اشترك في العديد من الوفود للمحادثات مع الأحزاب الشيوعية الشقيقة، واشترك في العديد من مؤتمرات الأحزاب الشيوعية، وكان له دور هام في فتح الباب أمام الشباب لمتابعة دراستهم الجامعية في الاتحاد السوفياتي ولاحقًا في كافة الأقطار الاشتراكية.

 

كان توفيق طوبي انسانًا متواضعًا بذل كل طاقته في خدمة شعبه، والدفاع عن حقوق العاملين والفقراء. ومع انه كان يحصل على معاش عضو كنيست، الا انه طوال عضويته في الكنيست كان يتبرع بمعاشه للحزب ويحصل على معاش بسيط مثل كل محترفي الحزب.
خلف ابو الياس ولدًا واحدًا هو البروفيسور الياس طوبي.

 

رحل ابو الياس ولكن القضية التي كرس حياته لاجلها ستبقى حية، ويرفع علمها الأجيال الشابة في صفوف الحزب، متابعة النضال الذي خاضه ابو الياس من اجل السلام العادل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن اجل الاخوة العربية اليهودية والمساواة للجماهير العربية.

الأحد 13/3/2011


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع