لنواجِه تهجير العراقيب!
اقترفت دولة اسرائيل امس جريمة بشعة بحق الجماهير العربية كلها. فعندما أرسلت 1300 عنصر بوليسي رافقوا الجرافات التي هدمت بيوت قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب، لم تنحصر حدود جريمتها هناك. لربما يصعُب تخيّل مشاهد هدم عشرات البيوت عند ساعات الفجر، لو لم يكن المشهد اسرائيليًا. فأية حكومة، (حكومة حقًا وليس وكرًا للفاشيين!) تلك التي تتخذ قرارًا، وتنفذه، بهدم قرية لمواطنين في نطاق حدودها؟ أية مؤسسة دولة هذه التي تبني مستوطنات على ارض محتلة منهوبة من جهة، وتخرّب بيوت العرب الذين يقيمون على أرضهم وأرض آبائهم واجدادهم، من الجهة الأخرى؟ تكاد التعابير تنضب لوصف هذه الوحشية المغطاة بإجراءات وقوانين تفتقر تمامًا لجوهر القانون ومعنى العدالة. وتزداد خطورة المشهد الاجرامي اذا ما وضعناه في سياق حكومة تعجّ بدعاة الترانسفير والتهجير للعرب. فما جرى ليس مجرّد هدم بيوت، وإنما ما يشبه تمرينًا لتنفيذ تهجير واقتلاع. ومن هنا التأكيد على انها جريمة عنصرية بحق جماهيرنا العربية كلها. إن العراقيب وأخواتها "غير المعترف بهنّ" قائمة قبل أن تقوم هذه الدولة التي تزداد سياسة حكامها دموية وفاشية بشكل مضطّرد. وحق هذه القرى بالوجود والتطوّر هو أكبر من أيّ قانون جائر وأية اجراءات رسمية منصوصة بهذا اللؤم او ذاك. ولتسقط القوانين التي وُضعت لهدم بيوتنا! من هنا، فإن المبدأ الوحيد الذي يجب أن ينطبق على العراقيب هو المبدأ الواضح القاطع الاستراتيجي القائل: تهدمون فنبني، وسنظلّ على أرضنا وفي وطننا. ومهما توحّشت سياسات حكام هذه الدولة فإن الجماهير العربية الموحّدة ستواجهها بمنتهى التحدّي والإصرار. إن القرار الذي اتخذته لجنة المتابعة العليا بإعادة بناء العراقيب يجب ان ينفّذ بكل حزم. ولتذهب سياسات المؤسسة الاسرائيلية التي تعلن حربًا قذرة على جماهيرنا، الى الجحيم والى مزابل التاريخ. يدًا بيد سنبني العراقيب من جديد لتبقى على أرض وطنها الذي لا وطن لها، ولنا جميعًا، سواه!
(الاتحاد) |