هل سينجح الإضراب العام الذي أعلنته لجنة المتابعة لشؤون الجماهير العربية في الأول من أكتوبر ؟
هل ستعمل جميع القوى الوطنية من اجل إنجاح الإضراب ؟
هل حقا هناك حاجة للإضراب العام في الأول من أكتوبر؟...
سأبدأ من السؤال الأخير حول ضرورة الإضراب العام ...
الإضراب هو شكل من أشكال النضال ،هو وسيلة تعبير يراد منه إيصال رسالة لمتخذي القرار ،وهو وسيلة احتجاج حول وضع مقلق أو وضع غير طبيعي ... لمجموعة ما - فالعمال يضربون عندما يتم الاعتداء على حقوقهم النقابية ،والطلاب يضربون عندما يطالبون بحقوق لهم ،وسكان قرانا تعودوا على الإضراب للتعبير عن سخطهم على سياسة التمييز العنصري المنتهجة ضدهم ،كان الإضراب الكبير يوم الأرض سنة 76 ،الإضراب الذي افزع متخذي القرارات فحاولوا كسره بشتى الطرق والوسائل، من تهديد ووعيد ومن قطع للأرزاق ومن إرهاب مدروس على قيادة جماهيرنا ،وشهدنا الوقفة الشريفة للقائد الخالد توفيق زياد ورفاقه الذين تصدوا بل وقادوا الإضراب الذي أعلنته لجنة الدفاع عن الأراضي ،وكان إضراب يوم الأرض ليعقبه إضراب يوم المساواة وإضراب يوم المسكن وإضرابات تضامن مع نضالات شعبنا وذكرى شهداءه الأبرار .
الإضراب هذه السنة يتخذ شكلا غير عادي ،هو إضراب احتجاج على التصريحات العنصرية لقيادة الدولة ،أصبحت شعارات المأفون كهانا سياسة الحكومة ،وتصريحات مارزيل عادية وهجوم ليبرمان أمرا طبيعيا،أصبح سلم الوصول لقيادة الدولة ذم العرب وتهديدهم وإطلاق التصريحات العنصرية ضدهم ،ووصفهم بأبشع الأوصاف ،أصبح التصريح عن عدم وجود أي حق للجماهير العربية في التطور والسكن أمرا مشروعا ،وسياسة هدم البيوت سيفا مسلطا على جماهيرنا ،والغرامات الباهظة والمحاكم وزج شبابنا في السجون جاهزة ،يغرمون العشرات كل يوم بالحجة الممجوجة ،البناء الغير مرخص يخنقون قرانا ويحلون سلطاتها المحلية بقرار الوزير ،تقلصت المساحة الديمقراطية "إذا وجدت أصلا" لتصبح حبرا على ورق ،قرانا تفتقر للتطوير والمناطق الصناعية ،تقلصت المساحات الزراعية وتفشت البطالة وزادت أعمال العنف وظاهرت تعاطي المخدرات والكحول وارتفعت نسبة الجريمة وساء الوضع الاقتصادي للجميع ،لا مستقبل لشبيبتنا .
مازال جرح أكتوبر مفتوحا فحتى اليوم لم يقدم احد للمحاكمة من قتلة شبابنا بل مازال القتل مستمرا والقاتل لا يعاقب إذا كان المغدور عربيا ،مازال شباب شفاعمرو الذين دافعوا عن كرامة بلدتهم ينتظرون محاكمتهم بحجة قتل الإرهابي نتان زادا الذي حصد أرواح أربعة شهداء من أبناء مدينتهم.
المعادلة بسيطة: اليهودي الذي يقتل عربيا بطلا والعربي إرهابي.
المطلوب من قادة وكوادر الأحزاب العمل على إنجاح الإضراب، يجب إيصال رسالة احتجاج لمتخذي القرار في الدولة، إننا شعب حي لا يرضى باستمرار بالتحريض عليه، وهدم بيوته وممارسة سياسة التمييز ضده.
الشعب كما عبر ذات يوم القائد توفيق زياد قرر الإضراب ،هذا ما يبقى للذكرى أما المواقف المتخاذلة فتزول ولا يبقى في الوادي سوى حجارته وما يبقى من الأصوات إلى الأصوات الشريفة الجهورية الشجاعة المعبرة عن الم المظلومين فإلى الإضراب العام ...
المغار
الأثنين 7/9/2009