عين ٌ على باب السماء الساكتة:
الخبز لا يكفي طعاما في الخيام الواجمة
جدِّي يباري الذئب في صيد البراري,
والليالي لا تقيه البردَ
في ساحات ميلاد اللجوء العابسة.
والطفل من صرخات جوعٍ حينها
قال "إقرأ" القَوْلَ الفَصْلَ :
في البدء كان الفلسطيني هو التاريخ في وقع الردى.
وفي أثر المدى مرساةَ آهاتِ المدينة.
كانت جنودٌ تنتشي بالهدم في بيت العرب.
قصرٌ من الحب الذي آبائنا قالوه نصًا في حجارةٍ
يُلبسوه الجِلفُ موتا بالجنازير الحقودة.
ها باب بيت الجدٍّ ينهار ,
العمود البابليُّ استصعب الجرحَ
الغبارُ المعتلي من حدِّ جدران الزمان
استصرخ الخيل الصواري والمطر.
ضبعٌ يطاردني
ولا طرق سوى المتأججة بلهيب نار مَجازرٍ
فتحت بباب ملاذ لاجيء قرية .
وسجين جدار إرث مذابح الهَوَلاَت
يعتمد الرماد لصد
من يتداول الوطن الجريح
محطة لنهاية الطَوَفَان في
شُعُبِ اللجوء.
يتدهور الصخر الكبير
من الأعالي
والدروب تحفها أعلى هاوية.
وأنا وأطفالي نرى ضبعا
يَهِمُّ النهش في كتف الفتاة اللاجئة.
كانت لنا بعض السهام الموغلة في حب
شجِّ الرأس للضبع الرذيلة
والفتاة الباكية أمُ حنونة أضحتْ طبيبة
يرى ولدٌ أبابيل الطيور التي قصفت بسجيل الحجارة
وَهُمْ يترقبون الموت لابن المخيم عند لوحات الجدار.
أنا هو من دُعِيَ جلمود صخر يحطه سيل نهر من علِ
أو أنا هو من يلاقي إخوة تستسيغ قلوبهم طعم الخضوع.
*****
ستون عاما كان راضي يحتمي
من نصه الشعري قرب المجزرة
والخبز في مشكاة جدٍ يُوخِزُهْ
فالجد في رَقْد ِ المنافي يَرْقُبُه
عين على حق الرجوع العودة
القلب المسجى لا يخونَهْ
والثرى لا يَمْنَعَهْ عن ملحمة.
نعلو دروب الشمس
في سهلٍ يبارينا
على رشف الرياح المُوصِلَةْ
للبروة النعسى .
ومشكاة الأسى
كقلب الأم تحمي
خبزةَ الجدِّ الثريدة
قهوةَ القدس الزكيةَّ
والزيتَ في قنديل بيت الضيعةِ النائمة.
هل لنا يا أحمدُ المكتوبُ في صمت الصدى
أن نلتقي في خبز جدٍ تحت أنقاض القمر.
ستون عاما عادلٌ كان الثريدَ الملحمة
هيا بنا مشكاتنا تحمى بقلبٍ خبزنا
فلنبحث البيتَ الطريدَ
الضوءُ فيه البوصلة.
فلتكتفي ستون عاما
غاب قنديل الروايات الفاتنة
عن سرد أهواء القبيلة.
في كل حيٍّ عند نصف الألف
من أسماء لون المجزرة
مشكاةُ جدٍ تنتظر
طفلا يعيد المزولة.
تضحي تغني باكية تمسي تناجي قبَّرَة
والعين تسري في خطى صوب السهول الواسعة
تَهوى جموعاً أن ترى تَجري بدرب القافلة نحو القرى
والصوت يُعلي جوقةً ما قاله الطفل الفراشة :
"أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ"
البروة المهجرة 28- 05-2008
خالد كساب محاميد
الأثنين 24/11/2008