* "جمعية اللَّجُّون الثقافية" تعرض أعمالها التشكيلية حول محمود درويش والقرى المهجرة في رام الله * ليلة درويشية بامتياز في معرض رائع صاغ فيه 27 فنانا تشكيليا أوجها مختلفة من حبهم للشاعر الراحل *
رام الله – من علي صوافطة - تحت رعاية وزارة الثقافة الفلسطينية وبالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن قطان ومركز خليل السكاكيني افتتح معرض "جواز سفر" للفن التشكيلي الذي يجمع اعمال 27 فنانا فلسطينيا إحياء لذكرى الشاعر الراحل محمود درويش مستوحين من شعره لوحات فنية متعددة.
وقال الفنان التشكيلي عصمت الاسعد في تقديمه للمعرض الذي افتتح الليلة الماضية في قاعة جاليري المحطة في رام الله "كرائحة اللون أو أكثر بصياغة اخرى لشكل الحب تهدف الى التعبير عن حجم المساحة الشعرية التي يحتلها محمود درويش".
واضاف "فالتشكيليون المشاركون في هذا المعرض يصيغون خطابا لكن بمفردات العمل التشكيلي لا ترجمة لاشعار درويش او توضيحا لها بقدر ما هي موازاة ابداعية صاغها الفنان برؤيته الخاصة وان كانت ملتحفة شخص الشاعر أو قصيدة من قصائده أو حتى نفحات واسعة مشتملة على مجريات التجربة الدرويشية الغنية".
ورحل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في التاسع من اغسطس/اب الماضي اثر مضاعفات صحية عقب جراحة في القلب بمستشفى في ولاية تكساس الاميركية.
وتفرد كل فنان بلوحة خاصة منها ما هو بالوان الزيت واخرى بالنحت واستخدام النحاس والحجارة عبرت عن احساسه بما ورد في أشعار درويش وكتبت الى جانب كل لوحة اقتباسات الكلمات المستوحاة منها.
وكانت رائحة القهوة تفوح من عمل الفنانة رنا بشارة التي نثرت القهوة الى ارغفة من الخبر التي كتبت عليها اسم قرية البروة مسقط رأس درويش.
وقالت رنا بشارة بينما كانت تقف الى جانب عملها "كنت احب ان يدفن محمود درويش في مسقط رأسه في البروة لا في رام الله وفي هذا العمل تعبير عن حنين ارض البروة وترابها الى جسد وروح ابنها درويش".
واضافت "هذا العمل تعبير شخصي عما قاله درويش احن الى خبز امي وقهوة امي ورسمت من ورق الزيتون سبع سنابل كتلك التي احبها وضعت على سنبلة من القمح شريط احمر تعبير عن حبي له".
واختار الفنان التشكيلي خالد محاميد (جمعية اللَّجُّون الثقافية) اسلوبا اخر في تعبيره عن حبه لدرويش فاحضر حجارة من قرية البروة وكتب عليها اشعارا من قصائده واخرى طبع عليها صورته.
وقال "لقد قمت بكتابة مجموعة اخرى من الأشعار على المدرسة التي درس فيها محمود في البروة تعبيرا عن عودته لها وهذه الحجارة التي تراها هنا جمعت من العديد من القرى المهجرة وكتبنا الى جانب اشعار درويش على عدد منها اشعارا للشاعر سميح القاسم وطه محمد علي".
واضاف الشاعر أحمد فوزي أبو بكر العضو في جمعية اللَّجُّون الثقافية "لقد أعجب هذا العمل محمود درويش كثيرا وقال في ذلك.. "أرى أثري على حجر فأحسب أنه قمري وانشد واقفا".
ولم يجد الفنان التشكيلي رأفت اسعد اجمل من اللون الابيض في التعبير عن درويش في لوحة (الفراشة) وقال "اللون الابيض يعني الهدوء والسكينة ومحمود درويش كان مثل الفراشة".
واستلهم الفنان بشار الحروب قصيدة "حالة حصار" للمشاركة في المعرض وقال "شعر درويش ملهم للفنانين".
وجسد الفنان منذر جوابرة في لوحة (الافق) المرأة كما احبها درويش قائلا "المرأة في اشعار محمود درويش كانت دائما خارجة عن المألوف. ورغم الفوضى التي حولها والفراغات البيضاء الا انها هي المتميزة. في هذه اللوحة تتطلع نحو الافق".
ويتنقل الزائر الى المعرض بين اعمال الفنانين الذين جمعهم حبهم لدرويش بين رسومات له ولوحات لاغلفة كتبه وترجمة لاشعاره. وقال الكاتب حسن البطل "هذه ليلة درويشية بامتياز. يجب تكرار مثل هذه الاعمال. انه معرض رائع".
ويستمر المعرض حتى العشرين من الشهر الجاري.
الأثنين 17/11/2008