دعوة تتردد كثيرا هذه الايام ومتعلقة بانتخابات السلطات المحلية العربية، دعوة يرددها قادة الجبهات المحلية في كل مدينة وقرية عربية وفي المدن المختلطة، دعوة تطالب برص وحدة صف كفاحية، بتحالفات دمقراطية كفاحية في مختلف المواقع العربية. وما يميز دعوة الجبهة وعمودها الفقري الحزب الشيوعي انها دعوة صادقة بعيدة عن الانتهازية والركض وراء مصالح حزبية فئوية ضيقة، بل هي دالة وعي سياسي واجتماعي دينه وديدنه خدمة المصالح الحقيقية لجماهيرنا وشعبنا في مواجهة سياسة التمييز القومي العنصرية ضد تطور قرانا ومدننا واهلنا. دعوة تنطلق من اهمية ادراك واعتبار انتخابات السلطات المحلية معركة سياسية من الدرجة الاولى تدور رحى تناقضاتها الاساسية والمنافسة الاساسية بين سلطة مركزية حكومية طابع هويتها السياسية والاجتماعية والقومية وتجسيد هذا الطابع ساحة الواقع الممارس بتمييز منهجي وعداء منهجي الى درجة شطب حق الوجود والتطور للسلطات المحلية العربية وللمواطنين العرب اهل البلاد الاصليين، وبين سلطات محلية ضحية هذه السياسة والتي كتب عليها ان تناضل دائما عن حقوقها الانسانية القومية والمدنية في ظروف غير طبيعية وان تستل حقوقها من بين انياب ذئب التمييز المفترس ومن خلال صراع ونضال طويل ودؤوب ومتواصل. ولهذا شعار ومطلب الجبهة والحزب الشيوعي بتسييس المعركة يمتزج عمليا بالدعوة الى الوحدة الكفاحية والى التحالفات الدمقراطية الكفاحية. بمثل هذه التحالفات الكفاحية تتبلور القوة السياسية للجماهير الواسعة ويصبح بالامكان تجسيد الشعار الوطني الكفاحي باقامة مجالس وادارات "كرامة وخدمات" في كثير من مدننا وقرانا العربية وتصبح "الناصرة واخواتها" ليس مجرد رمز بل رموز الاكثرية الساحقة من مجالسنا وجماهيرنا.
ان البديل لطروحات الجبهة والحزب الشيوعي حول الوحدة والتحالف هو ما تجسده بعض مآسي الواقع ومعطياته التي تشجعها وتعمل على دعمها سلطة القهر القومي وتيارات شرذمة القوى الوطنية والوحدة الكفاحية لشعبنا. فأي خدمة حقيقية لمصلحة هذه القرية او تلك، لهذه المدينة او تلك عندما تتنافس على كراسي العضوية سبع وثماني وحتى عشر قوائم عائلية وطائفية وعلى كرسي الرئاسة خمسة وستة وسبعة متنافسين؟؟ وتتحول المعركة الانتخابية من معركة ومنافسة سياسية الى منافسة عائلية وطائفية لا تزرع سوى الضغينة والبغضاء والتوتر والفتن بين الاخوة ابناء العائلة القومية الوطنية الواحدة، ابناء شريحة ضحايا سياسة عدوهم المشترك، السلطة التي تخطط مختلف البرامج والمشاريع السوداء لقلع جذور جميعنا من ارض وطننا، ولا تفرق سياستها التمييزية العنصرية بين عائلة وعائلة وطائفة وطائفة من ابناء شعبنا العربي الفلسطيني الواحد. فأي تطور حضاري يخدم مصالح جميع الاهالي اذا كان في رئاسة وادارة السلطة المحلية عملاء سلطة او طائفيون او عائليون!
لا حاجة بنا لتكرار كل مرة، وفي كل تعليق، المخاطر الجدية المرتقبة والمعادية لمصالح تطور جماهيرنا العربية، لا حاجة لتكرار مخاطر التصعيد الفاشي العنصري وعلى مختلف المستويات ضد مواطنينا، وميزانية الافقار التي ستزيد من معاناة العرب وزيادة عدد الفقراء والمحتاجين العرب، يكفينا مناشدة ضمائركم مطالبين بصحوتها حتى تدرك حقيقة الوضع المصيري الذي تواجهه جماهيرنا وشعبنا ولا يعقل ابدا ان يفترش أي واحد رصيف الاحداث.
الخميس 25/9/2008