في الأمسية التكريمية لذكرى الشاعر محمود درويش
جرايسي "مخاطبا" درويش: عُدت من شعركَ، لغتِكَ وطنِ إبداعك، الى أرضِ سيدةِ الأرض



عائلة الشاعر الراحل الكبير محمود درويش،
الحفل الكريم مع حفظ الألقاب.

 

أرحبُ بكم جميعاً في مركزِ محمود درويش الثقافي، في هذهِ الأمسيةِ الخاصة، التي نكرس فيها حضورَ الغائبِ في كلامه.

 


معرض
 صور
من
الامسية التكريمية
بذكرى
راحلنا
الكبير

أمسيةٌ هي نسيجٌ من كلامِ محمود درويش، مطرزٌ بأنغام أعواد الثلاثي جبران، سمير ووسام وعدنان، برفقة عازف الإيقاع يوسف حبيش، الذين أعدّوا هذا البرنامج الخاص لهذه الأمسية الخاصة، التي نهديها، بكلِ ما نحمله من مشاعرِ الحبِ والاعتزازِ والافتخارِ، الى روح محمود، في ذكرى الأربعين لرَحيله.

 

أرجو أن أعبّر أيضاً، عن شكري وتقديري لكل من ساهم في الإعداد والتحضير لهذه الأمسية، وهم كثرٌ، وبشكل خاص، عائلة الفقيد، مؤسسة محمود درويش للإبداع، وهي في طور الإقامة، مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع. ولصندوق الناصرة على رعايته، ولفضائية الجزيرة التي تكرمت ببث هذه الأمسية على الهواء مباشرة، ولستديو الأرز للإنتاج التلفزيوني، الفنان طارق شريف الذي خط لوحة اسم المركز، الفنان التقني جاك بيدرمان ، بشار ضاهر، مدير وطاقم دائرة الثقافة والرياضة والشباب، ومدير وطواقم مركز محمود درويش الثقافي.

 

تتزامن هذه الأمسية، مع أيام شهر رمضان المبارك، وهي مناسبة طيبةٌ نهدي فيها أحر التهاني الى أبناء شعبنا عموماً، بكل طوائفه، والى الأمتين العربية والإسلامية في كل مكان.

 

أخي محمود،
أيها الغائب الحاضر.
 فُجعنا بموتِك الجسديّ. غير أن سيرتك ومسيرتك، وابداعاتِك الشعرية، الثقافية والأدبية، الفكرية والفلسفية، الوطنية والإنسانية ستبقى مصدر إسعادٍ لنا، مصدرَ فخرٍ واعتزاز.

 

لم نجتمعْ لتأبينك فأنت أكبرُ ممّا يُسْعِفُنا من كلام. ولا أبالغُ ان قلت ان لا أحد يفيكَ حقكَ إلا ّك. وأنـّى لنا اليومَ ذلك.

يا مَن اخترت الغربةَ قسراً في حياتك، فاختارتك بإذنِك يوم مماتك.

عُدت كبطلٍ أسطوري يُطلُّ علينا من علٍ.

 

عُدت من شعركَ، لغتِكَ وطنِ إبداعك، الى أرضِ سيدةِ الأرض، التي استحق من عليها لأجلها الحياة، كما قُلتَ أنت.

إحتضنتكَ في أحشائها فَزِدتها غلاوةً وروعة ً وجمالاً.

 جَعَلـْتـَنا نُحِبها أكثر!.

أنت في أحشائها كما قلتَ: "حبة القمح التي ماتت لكي تَـَخْضَّرَ ثانية".

تـَخْضّرُ موسماً بعد موسمٍ. وهي على وعدٍ وموعدٍ مع الموسم الذي يعود فيه أخوة يوسف الى رشدِهم يَحْضُنونَه وبَعْضَهم بعضاً، داحرين غريزةَ الانتقام وثقافة المقهورين، وصراع الضحية مع الضحية.
"أنا يوسف با ابي".

 

أخي محمود،
يا رسول الثقافةِ والإبداع الفلسطيني وسفيرَهُ نحو شعوب الأرض.

كم نحبك.

 

أحببناكَ وأنت تصوغُ "السهلَ الممتنع".
أحببناكَ ونحن نشْحَذ ُ فِكرَنا علّنا نسبرُ أعماقَ فلسفتك الكونية.
أحببناكَ منحازاً للمظلومين والثائرين ضد الظالمين، طلباً للحرية والعدالة.
أحببنا فيكَ العاصفة َ والنسيمَ العليل.
أحببنا فيكَ الحبَّ والثورة.
أحببنا فيك السيلَ الهادرَ والمطرَ الناعمَ.
أحببنا فيك الخريف والربيع.
أحببنا جموحَك ووداعتـَك.

 

أخي محمود،
 لأننا نحبك ونحترمُ حياءَك وتواضعَك، ولأننا لا نريد أن نُثْقِلَ عليكَ وأنت تُطِلُّ علينا من شرفتك الأبدية، ولأننا لا نريد أن نثقَلَ  على جمهور محبيك بالكلمات. نعيشُ هذه الأمسية في ظل كلماتك.

 

يا حارس الحلم الذي لا يموت.
 
يا من كأنك بموتك لست أنت.

 كم نحبك !

الخميس 18/9/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع