المنتدى الأدبي في شفاعمرو "يسهر" مع محمود درويش
شفاعمرو ـ من مفيد مهنا ـ نظمت مؤسسة الأفق للثقافة والفنون وبالتعاون مع مؤسسة زيدان سلامة للثقافة والفنون، مساء أمس الأول الجمعة في مركز العلوم والفنون في مدينة شفاعمرو، أمسية فنية ثقافية خاصة بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، قدم لها وتولى عرافتها الكاتب عفيف شليوط، منوها إلى أن هذه الأمسية جاءت لإلقاء بعض الاضاءات على شعر وخصوصيات محمود درويش. كان أول المتكلمين وليد ياسين حيث تحدث باسم مؤسسة زيدان سلامة فمر على وداع درويش في رام الله فقال له "أودعناك يا سيد الشعراء أمانة إلى ان تعود إلى الأرض التي جبلت منها" ثم قرأ مقاطعا من جدارية درويش. تلاه الشاعر جودت عيد، باسم جمعية الأفق، فأشار إلى دور المؤسسة وكون هذه الأمسية حلقة من برنامج ثقافي فني يرنو ـ مع افتتاح المنتدى الثقافي ـ للإسهام في الحركة الثقافية.. كون هدف الجمعية يتلخص، برؤية ثقافية واسعة الأفق والتطلعات. أما الشاعر رشدي الماضي فجاء على بعض لقاءاته بدرويش كونهما سكنا في البناية نفسها في حيفا وأشار إلى أن محمودا كان يتذوق الموسيقى ولا تروق له الكتابة إلا على ترانيمها. وأشار الماضي إلى تلك الكوكبة من الشعراء والأدباء التي كان يجمعها حي عباس وتلتقي قي غرفة درويش الذي كان يمنع بموجب أمر عسكري من الخروج منها ليلا. وأشار إلى عشق محمود لحيفا إلى درجة ان الشاعر المرحوم سميح صباغ اعتبرها ضرة للبروة المهدمة. كذلك الدكتور الكاتب فؤاد خطيب أضاف مداخلة حول فلسفة الموت والحياة، وربطها بحياة محمود درويش، مؤكدا أن الدرويش هو الأب الروحي للحياة. وجاء الشاعر سامي مهنا في مداخلته على دور الشعر والإبداع عامة وأكد قائلا: "إنّ محمود درويش عبقرية شعرية نادرة في تاريخنا الأدبي المعاصر. وهو مدرسة شعرية بحد ذاتها ومسكون بهاجس التطور، والنفسي والحسي.. وهذا الأمر، وما لازمه من حداثة، لم يفارقه حتى آخر نقطة حبر من قلمه وآخر خفقة من قلبه المتعب وجاء مهنا على عدة محطات من شعر درويش مؤكدا بالبراهين ما تمتع به عاشق فلسطين وما تركه من ارث شعري سيبقى خالدا الى الأبد". ثم قرأ الشاب أمير نحفاوي، مقاطعا من جدارية درويش. تلاه الشاعر نزيه حسون ليضيف بأن محمود درويش سيبقى إحدى القمم الشامخة ليس في تاريخ الشعر العربي فحسب بل في سماء الإنسانية والتاريخ.. فهو القائل، كل قلوب الناس جنسيتي، فلتسقطوا عني جواز السفر. ثم ألقي حسون قصيدة مهداة الى درويش. مسك الكلمات والمداخلات كانت للكاتب محمد علي طه، فجاء على ذكرياته مع ابن صفه في مدرسة كفرياسيف الثانوية، محمود درويش، أو إلى يوم انتقاله للعمل في جريدة الاتحاد في حيفا وانتسابه إلى صفوف الحزب الشيوعي، وعمله كمحرر في الاتحاد، وقيامه بعرض الجريدة على الرقابة العسكرية، مرتين في الأسبوع. ونوه الى علاقة درويش بريتا التي أهداها بعض قصائده والتي اضطرت الرقابة العسكرية الى طردها من العمل، لعدم اهتمامها بما ينشر بالاتحاد! وأشار الى تغيير موقع محمود ورحيله، فقال يومها عبر إذاعة القاهرة، "غيرت موقعي ولم أغيّر موقفي"، فبقي شيوعيا ماركسيا ليننيا. وأضاف طه، أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قال ذات مرة، إنّ محمود درويش مندوب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في منظمة التحرير الفلسطينية. وهكذا تحولت هذه الشخصية الى أسطورة، يشاركه العديد من الناس في أحداثها. وأنهى الكاتب محمد علي طه مداخلته بكلمة رثاء بمحمود. هذا وتخللت هذه الأمسية الشيقة رقصات قدمتها فرقة الأمل النصراوية للرقص المعاصر فجسدت بحركاتها وأدائها الرائع أغنية سلام عليكِ من كلمات محمود درويش وغناء مارسيل خليفة ورقصة أخرى على وَقِع أغنية سقط القناع من شعر محمود درويش وغناء ماجدة الرومي . وكذلك تخللت الأمسية فقرة غنائية، حيث قدمت الفنانة رنا نعرة، ذات الصوت المخملي أغنيتين من كلمات محمود درويش، وشاركها في العزف على العود الفنان خضر شاما. الأحد 14/9/2008 |