محمود درويش - ويبقى الظّل



 

 

 

 

 

 

 

 أيّها المسافر الى بلد الضباب

 تذرف عيناك مطرا على

سرير من ثلج

أكفّنك بثوب من نار

 وأغنية من فلّ


أتعود الى وطن

لا يملك نشيدا ، لا فراشة

 ولا زهرة ؟


 

أكفّنك بجرح تعثّر بين الخطايا

 ككل امرأة تخطىء

يبقى لها النزف والحلم

هي رائحة الظّلام

يا نغمة الشوق

لتكن هناك ما تشاء

 غصنا ... ظلا .. جدولا


ان عدت ،

ألفّ خاصرتي بعريشة الدّفلى

وستائر الليل

كيف سيقف عصفوري باكيا

فوق الفنن ؟

يمرّ ظلّك خلسة

ويصدح الحسون حنينا

أوصي النجوم أن ترفق بك

والآلهة أن تحيطك بأكاليل  ندى


أيّ وجع بعد الآن ؟

على الصّمت أن يواصل اغتياله

انّه الوهم ،

بين الموت والحياة

بين أن تكون سيّدا للحلم

أو سيّدا للرّحيل


ستحتفي بقدومك الرّقصة الأخيرة

وشاطىء حيفا سينام مطمئنا

بعشق شهد ولادة البحر


أيّها المسافر الى بلد الضّباب

أهيء لحلمك المغدور شمعة

 هي ما تبقّى من ظلّ ... وخطيئة !!

هيام قبلان
الأثنين 25/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع