درويش موسوعة فلسطين الشعرية



الاتحاد 15.1.2008 - في احدث قصائده لاعب النرد يقول درويش:
"هكذا تولد الكلماتُ . أدرِّبُ قلبي
على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ..."
عمّا قليل، سيحتضن تراب "الساحة الخلفية للوطن" هذا الجثمان المتحرر من الصوت الذي لم يصمت مرّة، بل ظلّ منبعثاً على الدوام، يكشف الحقيقة ويؤطّر الواقع، ويرسم طريقاً واضحاً للمستقبل مع عودة الصدى.

 

لقد استطاع درويش بدقته وعمقه وقوة ملاحظته واجتهادة وصدقه أن يفرض نفسه كشاعر عالمي ومفكّر عملاق، لا يحتاج انتاجه أن يكون مشفوعاً بتأشيرة دخول، بل يترتّب على كل من يتعاطى مع هذا الأبداع أن تتوفّر فيه شروط القراءة، وقدرة الصمود أمام النصّ المركّب، وجاهزية تذوّق الجمال، والتداخل مع تجربه درويش وخصوصيتة الإنسانية الواسعة، أفقه الرحب وفضاءاته المفتوحة.

 

لقد كان درويش موسوعة فلسطين الشعرية،  التي احتوت على كل الدلالات والمفاهيم, موسوعة لم تترك أو تنسى أو تغيب أي مركب من مركبات الهوية الفردية والجماعية. لقد تمكن درويش ايضا من أن يتحدى الآخر ويجسد دور الضحية، غير الراغبة في ممارسة أي شكل من أشكال الأنتقام  او القوة غير الأخلاقية في أي سياق او ظرف زمنيّ.

 

ينضمّ درويش الآن إلى قافلة من عظماء فلسطين ممن استشهدوا أو توفّوا في السنوات الأخيرة، من اللذين وضعوا اللبنات الأولى وأسسو لمدرسة النضال من اجل التحرر والحياة ، ويبقى السؤال الوجودي الأكبر: كيف يجب أن تستمرّ  هذة المسيرة العادلة؟

 

حبيبنا محمود
الان محبوك في كل العالم يلتفون حولك كما تلتف الفراشات حول مصباح متوهج, يبكونك, يشتاقون اليك, يضيؤون الشموع ويتاملون الورد والزهر ليرو صورة وجهك, يقلبون اوراق دواوينك ويشتمون رائحة الصفحات كما يشتمون  رائحة اطفالهم قبل دهابهم للنوم. كلماتك المولودة من قلب مدرب على الحب تتردد في كل مكان وعلى كل لسان ولكن هذة المرة على وقع الدمع وفي ظل الحزن الصامت.
شكرا لك  لأنك انت انت ولأنك علمتنا كيف تولد الكلمات وكيف تدرب القلوب. 

(عبلين)

المحامي علي حيدر
الجمعة 22/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع