يا من أطَلَّ من شُرْفَةِ الغَيْـبِ على مـا أرادْ
نَبْعُكَ  الدّاِفقُ ، فاضَ في فِلِسْــطينَ وزادْ
أَلِهذا غادَرْتَ البِلادَ ، يَوْمَ غادَرْتَ البِـلادْ ؟
لِتَنْشُرَ حُبَّ فِلِسْـطينَ بَيْنَ مُخْتَلِفِ العِبـادْ
يَمَّمْتَ شَطْرَالمنْفى، وفيكَ المنفى يَكْبُرُ بِاطِّرادْ

*****

يا من يَبُثُّ الرُّوحَ وَالعَزْمَ حتـّى في الجَمـادْ
الصَّخْرَةُ الصَّماءُ صامِدَةٌ على جُرْفٍ بِــوادْ
كُلَّما أَنْشَدْتَ شِعْرَكَ ،فينا أشْعَلْْتَ الرَّمــادْ
فَلِمـا تَرَكْتَ الحَقْلَ قَبْلَ آوانِ الحَصــادْ ؟
أَيَئِسْتَ مِنّا، وطالتِ الدَّرْبُ، وقَدْ تَعِبَ الجَوادْ

*****

الكَرْمِلُ المَفْجوعُ سَوَّدَ دَمْعُهُ، صَفَحاتِ خَدِّ الإتّحادْ
وَفِلِسْطينُ التّي أَحْبَبْتَ ، بانْتِظارِكِ وَشَّحَها السَّوادْ
يرثيكَ  كُلُّ شاعِرٍ فَذٍّ ،  وَتَأْبى القَوافِي الإنْقِيادْ
إلا لفارِسِها الّذي تَرَجَّلَ، قَبْلَ أنْ  يَأْتِ الميعادْ
وَرَبَّةُ الشِّعْـرِ التي عانَقْتَ أَعْلَنـَتِ الحِـدادْ

*****

واشَتَكى سِنُّ اليَراعِ إلى اليَراعِ مِنَ المِدادْ
قد جَفَّ مِنْهُ الدَّمْعُ حينَ قَرَّرْتَ الرُّقـادْ
ها أنْتَ أسْدَلْتَ السَّتائِرَ والشَّعْبُ يَهْتِفُ في عِنادْ
يائِسا مِنْ أنْ تَعودَ ، كَأَنَّهُ يَقولُ لِلَّهِ: "يُعادْ"

( كوكب أبو الهيجاء )