في المقهى الثقافي "همنغواي":
الشاعر رشدي الماضي يُحيّي أمسية عنوانها: "محمود درويش فقيد الكلمة والوطن"



حيفا- مكتب "الاتحاد"- بالوقوف دقيقة صمت حزين، حدادًا على روح الراحل الكبير، الشاعر محمود درويش، أحيا الشاعر رشدي الماضي أمسية تأبينية خاصة تخليدًا لذكرى فارس الكلمة والوطن الذي أبى الا ان يفي بوعده ويعانق الغياب مبكرا، هذا، وكان الماضي قد اقترح الفكرة على الشخصية البارزة في الجالية العربية في مدينة بازل السويسرية احمد عبيد، اليافاوي الاصل، الذي أكد له ان هذه الفكرة راودته حال سماعه نبأ رحيل الفقيد.
وامام حشد كبير في المقهى الثقافي همنغواي قال الشاعر الماضي: "دعوني اعيدكم الى منتصف الستينيات لأكشف لكم واحدة من صفات فقيدنا الانسانية- ففي تلك الفترة كان يسكن محمود غرفة في حي عباس في مدينة حيفا، وكان لي شرف السكن في نفس البيت في غرفة منفصلة، ما اتاح لي فرصة لقاء شاعرنا الكبير كل يوم تقريبا بعد انهاء عمله اليومي في صحيفة "الاتحاد" وقد كان يصر دائما ان تجمع مأدبة الغداء اكثر من صديق، فهو يرفض تناول الطعام وحيدا. وحينما لا يتصل به احد او لا يزوره، تعلو وجهه البهيّ علامات الغضب، وخير شاهد على ذلك الصديق الكاتب والاديب فتحي فوراني".
وبعد سرد مستفيض لذكرياته مع الفقيد، اجاب الماضي عن سؤال حول ردّة فعل الشارع اليهودي لوفاة شاعرنا، مؤكدا، انه من الضروري ان لا تكون نظرتنا الى هذا الشارع نظرة أحادية اللون، فعلى الرغم من التطرف اليميني، هنالك قوى يهودية واسعة وتقدمية تؤمن بالتعايش والمصير والمستقبل المشترك، وهذا ما نراه واقعا ملموسا في نضال الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة- اليهودي العربي- من خلال عمل قيادتها المشتركة في الكنيست وكوادرها في مختلف انحاء البلاد، هذا بالاضافة الى الفعاليات التي تقوم بها هيئات مدنية فاعلة من العرب واليهود، وعليه قام العديد من الاخوة اليهود بتعزية اهل فقيدنا، وقد اختتمت المغتربة لطيفة الامسية بقراءة مميزة لقصيدة الراحل "لاعب النرد".

الثلاثاء 19/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع