بين اللحم والحلم وقعت املك
بين السنبلة والقنبلة بددت عمرك
بين المباشرة والنبوءة عشت شعرك
فكيف لم تخب ظن العدم؟ و اين ما تبقى من سنين عمرك؟ هل قامرت بها في "رمية نرد" كي نشهد المجزرة؟ وهل لا بد لايزيس ان تبكي اوزيرسها انتظارا لبعث جديد؟ ام ذهبت سنواتك تحت وطأة بكائية على بنت الصبح التي تركها العرب الرحل عند المتوسط واستبدلوها بمحراب في بيت ابي سفيان في غزة يصدر الفرقة ويؤلب العصبيات الجاهلية...!!
بين لحمنا المهروس على حديد العدو والشقيق والاخ هوت محترقة عصافيرك الجليلية في اعراس الدم في بيروت وتل الزعتر والبقعة وفي غزة منذ ان فقدنا طهرنا واصبحنا غيرنا.....!! فاطمه تودع حسينها وتلد مشروع شهيد ذبيح جديد.
بين طهر سنابل البروة على نعشك الرمزي وفجور القنابل في بيروت التي كادت تحول جسدك الى غربال.... احترقت على صليب عبادتك فمتّ قديسا موزعا بين نافذتين هازما الموت الذي حاصرك بالقصيدة ناهضا من كل هذا الرماد العربي متوتر ساطع الصوت..... فالكبار لا يموتون.
في حضرة الغياب الآن اصبحت منا كزهر اللوز او ابعد تاركا الحصان وحيدا دون حاد يحرك شوقه لواحات في الافق البعيد. فهل هو الحنين الى البدايات والتراب المقدس ابدا؟ ام هو انشطار القلب بين شقي الوطن؟ هل هو المنفى الاخير ام حالة المطلق الشعري اغرتك بولوجها؟
بين مباشرة البراءة ونبوءة الوعي والتجربة كان تحديك.... زرت عوالم لم يحلم بها شاعر، لاهثًا وراء صياغة وشكل جديدين تأسر بهما قافية عذراء لعوب تستعصي حينا وتلين احيانا... فتصبها في وعينا ووجداننا سيوفا ورياحين. في مباشرتك خبأت شقائق النعمان وفي نبوءتك استحضرت الغياب وخدعت الراوي.
كم جميل انت في حضورك وغيابك
سرير الغريبة خط الجسد اما الظل فعلى امتداد الوطن...!!
لك ان تموت في قمة المأساة ولنا ان ننكر عليك ذلك.
وهل يموت البطل الا في عز المعركة؟
نم قرير العين فلك النشيد والبيرق
لك المطلق
لك الأزرق...!!!
(شفاعمرو)
موسى الصغير
الأحد 17/8/2008