حبيبنا... حبيبي



قلت لنا من مفرداتك التي لن تموت: على هذه الارض ما يستحق الحياة.
واسهبت في هذه الارض غزلا:
استحق لأنك سيدتي استحق الحياة".
ورحلت؟!
او لم نكن جديرين بك عشر سنوات أخر؟
ونحن منك وانت منا؟
اما انا فقد علمتني ان احييك بنبرتك الثاقبة. لقد ظلمتنا ربما، ربما لانك كتبت وكانت كلماتك فضاءات
تتسع ليس لنا وحدنا
بل ايضا لأعدائنا الذين يشاركوننا نفس الحفرة التي حفروها لنا ولهم بغبائهم وسذاجتنا القاتلة.
أي كلمات تريدني ان اقول يا من شيعتنا في احدى جنازاتك حين اخرجت رأسك من على نعشك فوق الرؤوس ورأيتنا
بصغائرنا وغمزاتنا
ودموعنا وابتساماتنا
بحزننا وتملقنا من محبين وحاسدين؟
ليتك الآن تطل علينا وتندم على هجرنا المبكر..
لانك لن ترى غير حزن غير عادي.. حزن بحجم الجبال بحجم البحور..
لست وحدك يا من "كم كنت وحدك يا ابن امي يا ابن اكثر من اب كم كنت وحدك
ايها النرجسي المسجى في قلوبنا لماذا لماذا تركتنا دون انذار ورحت الى هناك
ولم تستشرنا؟؟".
ماذا يضيرك لو تلكأت قليلا؟
ودعوت الموت لكأس نبيذ أخرى وحوار آخر.
ربما اقنعته بالذهاب الى وسطي لا يتقن الابداع.
لماذا لم تدعه الى نزهة على شاطئ بحر.. ربما كان لا يجيد السباحه فيغرق وتنجو وتنجو لغتنا معك.
وتبقى لنا الملجأ الأخير في زمن ضاعت فيه البوصلات!
او دعوته لتسلق جبل عمودي السفح كذلك الجرف الذي تسلقته واهلك يوم النكبة. ذلك الذي لا يسكن فيه الانبياء. لربما انزلق ووقع من عل ليلاقي موتا آخر اكثر قسوة
مع اني اشك اذا كان هناك موت اقسى من موتك.
ايها الفارس المسجى افق وانظر الينا لننظر اليك،
ونعرف كيف نودع عيونك،
ونلمس يديك،
ونسمع نبرات صوتك في صوتنا،
ونحنو اليك.
طالما حلمنا صغارا
عندما رحل عنا عزيز
وكانت حياته كحياتك
ملآى بكل الجمال
بكل الجلال
ياما حلمنا بأن يستفيق
ليت هذا الحلم حق وحقيقة. ليتك تنهض الينا
شاعرا صارخا كما عهدناك:
"مزاح مزاح.. سامحوني.. مزاح"،
باسم الملايين اقسم سنقبل مزاحك
ولو كان ثقيلا علينا،
ونعذرك.
ولكن بعد ان تجف دموع الفرح،
ستهتف اليك هذه الملايين
ان تعتذر عما فعلت
عندها فقط
سيكون لدعابتك الثقيلة
اثر الفراشة.
نحبك..
يا اجمل العاشقين.

(البعنة)

محمد بكري
السبت 16/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع