حداد عام...
في الشوارع .. مارة..
يحملون في العيون..
دمعة أو إثنتين..
يحلمون.. أن يرون..
في اليدين..
ليرةً.. أو ليرتين...
في الجيب كسرة خبزة..
وزعتر بجريدة..
بين الزيوت.. جملة..
أو جملتين...
إحداهما.. حداد عام..
والثانية..
ثلاثة أيام..
يا لليدين.. تغمس..
الخبز الكئيب.. بزعتر..
ملئ الجريدة...
لا وقت للعينين..
لا وقت.. فالجوع الذي ..
غطى المكان..
ألف عام..
غطى الحداد.. بزعتر..
فصل الكلام..
ثلاثة أيام..
شبع الرفيق.. لف زعتره..
وأرجعه لجيب ..
يحمل الغبار..
وزعتراً وكلام...
...
حداد عام..
في الشوارع..
في الدكاكين.. وفي السوق..
يبيعون سواد..
الكل يا وطن الجبابر..
رافلون في حداد..
رفيقنا ..
يجوب شوارع البلاد..
يفتش في الزقاق..
عن خبز!!
كي يغمس زعتره..
رفيقنا..
يفتش عن مأتم..
كي يطعموه خبزهم..
صديقنا.. فتح الجريدة ..
كي يدلل زعتره..
" نعيٌ وإعلان حداد"
يا ليت شعري..
كيف أني لم أره؟؟؟؟
ألقى بزعتره..
وراح مفتشاً....
عن صاحب النعي..
ولما قد تبين أثره...
يا لحظه..ما أعثره..
...
للروح خبز..
قد توفي خابزه..
...
حداد عام..
سواد يلف المكان..
رحلت.. فكنت..
لمسك الختام
فمن بعد صوتك..
على أمك.. تحن إليها..
عليها السلام..
تحن إليها..
لقهوة.. من يديها..
لخبز.. تحضّره من دمعتيها..
لصدر.. بكاكَ...
وقبّل فاكَ...
رحلتَ إذا..
فعليها السلام...
....
ترابك يقبل جبينك..
ويشرب العرق..
ترابك.. أزرق..
بروتك يا محمود ..
تشتاق الجسد..
فترابك أزرق..
بروتك تخشى يا صديق..
نعمة تدعى الحسد..
بروتك.. ها قد عدت ..
تشرب ماءها...
تنتعش عند الفجر ..
من ريحانها..
بروتك.. تشتاق العناق..
فصدرها.. يشتاق
مخزون الأبد...
من حلمتيه..
قد رضعت نضالك..
عد واغتنم.. عسلاً جديداً..
تحت التراب الأزرق..
كي تستقي من مقلتيها...
رضعة.. يا سيدي..
حتماً .. تليق.. بأسد...
...
درويش لا..
عد لا تفارق..
من ينظم التاريخ ..
يا صرحاً مفارق..
محمود لا..
عد لا تفارق..
بتنا.. على أعتاب..
أنفاق طوال..
ففي النفق الطويل..
غير نورك..
من إذاً فضح المنافق؟؟؟؟
محمود لا..
عد لا تفارق..
زهر اللوز..
ليل وطارق..
ظلنا العالي الذي..
ما كان .. إلا أنت..
صبر أعناق.. تعلَق كل يوم..
تستقي.. من نبعك أنت..
أحن إلى خبز أمي..
ولكن إليك أقدم خبزي..
فمن يأكل الزعتر..
فوق أخبار الحداد
فوق نعيك..
إلا أنت؟؟؟؟