المغامرة الجورجية تغضب »الدب الروسي«: النـزاع علـى أوسيتيـا يتطوّر إلـى حـرب



في تطوّر حمل في طياته جملة أسئلة حول توقيته وأهدافه وتداعياته على الأمن الإقليمي في القوقاز، والتوتر القائم بين موسكو والغرب، انفجر الوضع الأمني على نحو خطير في جمهورية أوسيتيا الجنوبية، حيث خاضت القوات الروسية والجورجية معارك وصفها الطرفان بأنها »حرب حقيقية«.
فمنذ الساعات الأولى من صباح أمس بدأت جورجيا مغامرة جديدة في إحدى أهم مناطق التوتر في القوقاز، حيث اجتاحت قواتها الجمهورية »الانفصالية« ودمرت عاصمتها تسخينفالي، حيث قتل حوالى ١٤٠٠ شخص، بينهم عشرة جنود روس، فيما لم يتأخر رد موسكو كثيراً، حيث اجتازت وحدات من الجيش الروسي الحدود الأوسيتية لاستعادة الأراضي المحتلة من قبل الجورجيين.
وفيما أعلنت روسيا أنها »أسكتت جميع مصادر النيران«، تضاربت المعلومات في تبليسي، التي تعرض محيطها لأكثر من غارة جوية روسية استهدفت مطاراً وقاعدة عسكريتين، بشأن الوضع على الأرض، ففي حين أعلن مجلس الأمن القومي الجورجي »فقدان السيطرة« على تسخينفالي، ظهر الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي مساءً على شاشات التلفاز ليعلن »سيطرة شبه كاملة« على أوسيتيا الجنوبية.
ويبدو أن المغامرة الجورجية، التي تأتي تتويجاً لتوتر شهدته العلاقات بين روسيا والغرب بدءاً بمشروع الدرع الأميركية في أوروبا مروراً باستقلال إقليم كوسوفو وتوسيع حلف شمال الأطلسي شرقاً ستشكل أولى التحديات الجدية أمام الرئيس الروسي الجديد ديميتري ميدفيديف، الذي أكد أنّ هذا التحدي لن يمر »من دون عقاب«، مشدداً على أنّ موسكو »كانت تاريخياً وستبقى ضمانة أمن شعوب القوقاز«، فيما أعلنت وكالة »انترفاكس« أنّ روسيا عززت قواتها أيضاً على الحدود مع أبخازيا، تحسباً لامتداد الحرب.
أمّا الموقف الأميركي، فلم تتضح معالمه بعد، حيث اكتفت واشنطن بالدعوة إلى حل سلمي للنزاع، معلنة إرسال مبعوث خاص للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومؤكدة أنّ قواتها المتواجدة في جورجيا »ليست ضالعة بأي شكل« في التصعيد الأخير.
السبت 9/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع