الاتحاد الأوروبي يعزز العقوبات على إيران. طهران تدعو روسيا والصين إلى »مقاومة« الغرب
أكدت طهران، أمس، أنها لن تتراجع عن برنامجها النووي رغم الضغوط الدولية، داعية روسيا والصين إلى »مقاومة« المخططات الغربية تجاهها، في وقت عزّز الاتحاد الأوروبي عقوباته الاقتصادية المفروضة على طهران، فيما تستعد واشنطن ولندن وباريس وبرلين إلى فرض عقوبات جديدة »أبعد« من تلك التي تفرضها الأمم المتحدة. ونقلت وكالة »إرنا« الرسمية عن عضو مجلس خبراء القيادة آية الله إمامي كاشاني، قوله خلال خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، إن إيران لن تتراجع »قيد أنملة« عن برنامجها النووي تحت الضغوط الغربية، مشيراً إلى أن »القوى الكبرى تفضح نفسها من خلال اتهام طهران بتهم زائفة«. وأشار كاشاني إلى أن إيران أوضحت مواقفها خلال محادثات جنيف الأخيرة، وأبدت استعدادها لأية مفاوضات قانونية، معتبراً أن على واشنطن »في حال أرادت المشاركة في هذه المفاوضات أن تكون منطقية«. وشدد كاشاني على أنه »في حال لم تكن المفاوضات مبنية على أساس حقوق الشعب الإيراني، فإنه لن يتم التوصل إلى أي اتفاق«، داعياً الصين وروسيا، اللتين »أبدتا مقاومة« أمام خطط فرض عقوبات على طهران، إلى أن »تعززا هذه المقاومة، وألا تنقادا وراء المتطرفين في مجموعة ٥+،١ وألا تخدعهما بريطانيا وأميركا«. إلى ذلك، قال مسؤول بريطاني إنّ الدول الغربية الأربع المعنية بالملف النووي الإيراني، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تبحث فرض عقوبات إضافية على طهران قد تشمل قطاعات الطاقة وإعادة التأمين والمال، مشيراً إلى أنّ هذه العقوبات تذهب إلى ابعد من الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي، ومن الخطوات التي يمكن ان تتضمنها جولة العقوبات الرابعة في المنظمة الدولية. وأوضح أنّ »هناك قطاعات في الاقتصاد الإيراني يمكن ان تستهدفها العقوبات، كقطاع الغاز الطبيعي المسال والاستثمار في قطاع النفط والمنتجات المكررة المستوردة وإعادة التأمين والقطاعات المالية الأخرى، وهي مجالات سنبحثها لزيادة الضغوط على القيادة الإيرانية«. وفي السياق، أقر الاتحاد الأوروبي قواعد تطبيق عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران، وأصدر تعليمات إلى مؤسساته المالية لفرض ضوابط على قروض التصدير. وحث الاتحاد الدول الأعضاء على توخي الحرص في التعامل مع المؤسسات المالية الإيرانية، خصوصاً »بنك صادرات«، أكبر المصارف الإيرانية. كما دعا الاتحاد الدول الأوروبية إلى أن »تفتش في مطاراتها وموانئها حمولات طائرات الشحن والبواخر من إيران واليها، وخصوصا تلك التي تملكها او تديرها شركتا (ايران اير كارغو) و(ايسلاميك ريبابليك أوف ايران شيبينغ لاين)«. من جهة ثانية، بدأت أمس الجولة الثانية من المحادثات الفنية بين نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هاينونن ومسؤولين من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مقر المنظمة في طهران. وأعلنت منظمة الطاقة الإيرانية أن محور المحادثات سيتناول مسيرة التعاون والعلاقات بين الوكالة الدولية وإيران. إلى ذلك، أكدت دراسة جديدة ان ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تؤجل تقدم طهران نحو حيازة أسلحة نووية فقط، لكنها ستعزز في المقابل عزم إيران على إنتاج قنبلة نووية. وذكرت صحيفة »واشنطن بوست« أن الدراسة، التي أعدها »معهد العلوم والأمن الدولي« في واشنطن، توصلت إلى ان المنشآت الإيرانية لتخصيب اليورانيوم منتشرة في مختلف أنحاء البلاد وتتمتع بحماية مشددة وبعضها مخبأ بشكل دقيق، لذلك لا يمكن تدميرها كلياً بالقصف الجوي. والأهم في الدراسة تأكيدها على ان أية أضرار قد تلحق بالمنشآت النووية الإيرانية جراء ضربة عسكرية، يمكن معالجتها في وقت قصير. (رويترز، أ ف ب، يو بي أي، أب)