هل تَراني
أنا النخلةُ الصّامدة
أعْطني ساعةً
ساعةً واحدة
يا حبيبي
وخذْ كلّ تاريخِ بابلْ!
أنا يا حبيبي.. أنا مَنْ تُحبّْ!
المُذيعُ الدّخيلُ الذي يقرأُ النشرةَ الآنَ للمرّةِ الألفِ
لا يملأُ القلبَ دفئًا
وهذا الشّريطُ السّريعُ الذي يحملُ الجُندَ من جبهةِ النّخلِ
في شاشةِ البؤسِ
يحكي عن الجُندِ في الأمسِ
عن ظهرِ قلبٍ إذا شئتَ أتلو عليكَ الخبرْ..
دعْ حبيبي قليلاً
حديثَ النّخيلِ الطويلَ.. اشْربِ الصّدْرَ غضًّا صباحًا
وذُبْ في دمي...
واحْكِ لي بعدَها ما يقولُ الرّئيسُ الخَسيسُ البَعيدُ،
الجَمَاعاتُ،
والقادةُ القاتلونَ،
القُضاةُ
الإذاعاتُ
والقاعدةْ...
أعطني ساعةً واحدة
يا حبيبي
ولا تكسرِ القاعدةْ!
إقترَبْ نحْوَ نبضي قليلاً.. وداوِ اشْتياقي
إلى ريحِ هذا الصباحِ الجنونيّ
ثمّ احْك لي كلّ مَا شئتَ
عن شاعرٍ يشبهُ الشّعرَ..
ثمّ احْكِ لي عن نشيدِ المطرْ..
أعطني المقطعَ المَطلعَ الآنَ منهُ
وخذْ كُلَّ أبيّاتِه يا قمرْ!
هل تَراني حبيبي
أنا النخلةُ الصّامدة
أعطني ساعةً
ساعةً واحدة
يا حبيبي
وخذْ كُلّ تاريخِ بابلْ!
شربل عبود
السبت 2/8/2008