مثل الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كارادزيتش، أمس، للمرة الأولى أمام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة، وذلك من دون هيئة دفاع، حيث أعلن أنه سيتولى الدفاع عن نفسه، طالباً مهلة ثلاثين يوماً للرد على الاتهامات المنسوبة إليه وتشمل جرائم حرب وإبادة جماعية. ونقل كارادزيتش (٦٣ عاما)، أمس الأول، على متن طائرة إلى مطار روتردام في هولندا، قبل أن يساق، بحماية أمنية مشددة، إلى مركز الاعتقال التابع للمحكمة الدولية في لاهاي. وجلس كارادزيتش، الذي حلق لحيته التي تنكر بها، في قفص الاتهام، بينما وقف حارسان الى جانبيه، وتحدث باللغة الصربية من حين إلى آخر. وسأله القاضي الهولندي ألفونس أوري »أنت رادوفان كارادزيتش أليس كذلك؟«، فأجاب قائلاً »نعم إنني كذلك«. كما عرّف عن نفسه من خلال اسمه وتاريخ ميلاده وعنوان عائلته في مدينة بالي البوسنية، وليس عنوان شقته في بلغراد، التي اعتقل فيها في ٢١ تموز الماضي، حيث قال »إذا طلبتم مني عنوان إقامتي غير الرسمي، عندئذ أستطيع أن أخبركم أن هذا العنوان هو بلغراد«. وعندما سأله القاضي عما إذا كان أفراد أسرته قد أخطروا بنقله إلى هولندا، ابتسم وقال »لا أعتقد أن أحداً لا يعلم أنني في حجرة الاعتقال«. واعتذر القاضي، موجهاً كلامه إلى كارادزيتش، خلال إحدى مراحل سير الجلسة بسبب »ضرورة استكمال الإجراءات«. وسأله عما إذا كان قد رأى سفير بلاده، فأجاب »أعتبر نفسي مواطنا من البوسنة والهرسك ومونتينيغرو وصربيا«، مشيراً إلى أن سفير مونتينيغرو هو الوحيد الذي زاره. وسأل أوري كارادزيتش، الذي بدا واثقاً من نفسه ومبتسماً في بعض الأوقات، عن عدم وجود محام للدفاع عنه، فأجاب بهدوء »لدي مستشار غير مرئي. لكني قررت أن أمثل نفسي«. وبعد إلحاح القاضي، الذي شدد على أن له الحق خلال هذه الجلسة الأولى في مساعدة محام معين بالتزكية، قال »لقد تخليت عن هذا الحق«. بعد ذلك، عرض عليه القاضي أن تقرأ عليه لائحة الاتهام الصادرة ضده، فقال كارادزيتش »إنني غير مهتم بأن يقرأ لي أحد لائحة الاتهام«، لكنه طلب الاطلاع على لائحة الاتهامات المعدلة التي يعدها فريق الادعاء لسيرج برامرتز كي يدرسها قبل الرد على ما نسب إليه. وعلى غرار الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، طلب كارادزيتش، المتهم بجرائم إبادة منذ ١٣ عاماً، الاستفادة من مهلة الثلاثين يوماً القانونية قبل الاعتراف أو عدم الاعتراف بالتهم الموجهة إليه أمام المحكمة، مشيراً إلى أنّ القاضي »تفهم« موقفه هذا، حيث قرر تحديد موعد جلسة جديدة في ٢٩ آب الحالي. وكشف كارادزيتش انه أبرم، خلال توقيع اتفاقات دايتون في عام ،١٩٩٥ التي وضعت حداً لحرب البوسنة، »اتفاقا« مع المفاوض الأميركي ريتشارد هولبروك في مقابل انسحابه من الحياة العامة. وأضاف »كان علي التعهد بالانسحاب من الحياة العامة والسياسية وفي المقابل تحترم الولايات المتحدة التزاماتها«. وتابع »إذا كان هولبروك لا يزال يريد موتي ويأسف لان هذه المحكمة لا تصدر أحكاما بالإعدام، أود أن أعرف إذا كانت ذراعه طويلة بما يكفي لتصل الى هنا«. غير ان هولبروك نفى ما قاله كارادزيتش. (أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي)