منذ فترة طويلة والعدد لا يتغير! 11500 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، مع ان الجيش الاسرائيلي لا يقصّر ويطمئننا صوت اسرائيل "العربي" (الذي سكتت موجته المتوسطة وقتا طويلا، استبشرنا خيرا بصمت هذا الغراب الى الابد) باعتقال عشرات المطلوبين يوميا. و"المطلوبون" هنا تعني ملايين الفلسطينيين، شعب كامل مطلوب "للعدالة" الاسرائيلية!
في الايام القليلة الماضية باشرت حماس بموجة اعتقالات طالت المئات من كوادر حماس في الضفة، من الفلسطينيين طبعا. وما هي الا مسألة وقت حتى يجد الشعب الفلسطيني نفسه في معتقلات اسرائيل وحماس وفتح. ولا يبقى "حرا" سوى الجالسين على الخوازيق السلطوية التعيسة، وعندها يصبح من الضروري تدخل الصليب الاحمر مثلا، من اجل لمّ شمل المعتقلين في سجن واحد لدواع انسانية!
الفرق الوحيد ان الاحتلال الاسرائيلي ينفذ الاعتقالات بشكل "عادل" "منصف"، لا يفرق بين فتحاوي وحمساوي وجهادي وشيوعي، فمروان البرغوثي يقبع في السجن الى جانب احمد سعدات وتوفيق ابو طير، في حين ان الاعتقالات الفصائلية تتم بصورة انتقائية غير عادلة!! عيب!
*"الشركة تركة"*
لم يجافِ المطران الياس شقور الحقيقة، حين اكد ان ثمة الكثير مما هو مشترك بين المسيحيين واليهود، او على الاصح بين اليهودية والمسيحية كديانتين. فالمسيحية جاءت لتكمل لا لتهدم، والمسيح نفسه من اصل يهودي.
الا ان ثمة امورا "غير ذات اهمية"، تختلف الديانتان بشأنها. داود مثلا. تصر المسيحية على تكريسه نبيا محترما، في حين انه في نظر اليهودية مجرد ملك قوي محارب، من الذين "اذا دخلوا قرية.." ربه جاهز لتلبية جميع طموحاته العدوانية التوسعية (وقد عاش قبل تسميته داود بن غوريون بآلاف السنين)، ونزواته الجنسية. وهو في نظر التوراة اكثر من زير نساء. وتروي عنه انه شاهد عن بعد، فتاة اعجبته، طلب احضارها فاُحضرت. تعرف عليها.. بات شيفع زوجة اوريا الحثي. ولكن ماذا يفعل بغرائزه الفوارة؟! نفذ مآربه وأعادها الى بيتها. وسعى الى التسبب بقتل زوجها، ثم ضمها الى حريمه بعد ان حملت منه. لقد حوكم الوزير حاييم رامون بسبب قبلة، ربما كانت بريئة، طبعها على شفتي مجندة. وموشي كتساف، رئيس الدولة ما زال "يتمرمط" في المحاكم بسبب فك سحّاب سرواله. أما كان داود، لو حوكم في اسرائيل بفعلتَي الاغتصاب والتآمر على القتل، لا يزال قابعا في سجن هداريم، وربما تعطف سماحة السيد حسن نصر الله، ليشمله مع صفقة سمير القنطار؟!
الفرق "البسيط" بين اليهودية والمسيحية هنا ان مزامير داود جزء من طقوس الصلوات المسيحية في الكنائس، يبدو ان الكنيسة اخذت ثوبة داود، حين لم يبق في ظهره ما يعينه على القفز فوق نعجة، بعين الاعتبار!
وثمة امر آخر يختلف عليه الجانبان رغم كونه "اقل اهمية" من قضية داود! فالسيد المسيح بالنسبة للمسيحيين عاش منذ الفي عام. والقي القبض عليه "متلبسا" بنشر التسامح والمحبة. وتم اعدامه صلبا حتى الموت. ولو ان الخلاف اقتصر على مسألة الموت فقط، لكان بالامكان تدبير ميتة توافقية ما، لكن اليهودية تؤكد انه لم يكن ثمة صلب "ولا يحزنون"، بل تنفي مجيئه اصلا! وربما يسأل احدهم: اذا لم يكن من تم صلبه هو السيد المسيح، فمن يكون؟؟ يؤكد اليهود ان من صُلب لص افاق غريب الاطوار متآمر! ارأيتم "الكثير المشترك" بين المسيحية واليهودية؟!
وبعد، فإذا كانت هذه الامور "التافهة" مختلفا عليها، فلماذا لا تبقّ الحصوة" ويذهب كل شريك في حال سبيله؟!
لا تخشوا شيئا. فالعلاقات الانسانية البعيدة عن الديانات والمعتقدات باقية راسخة، فمن اليهود من هم افضل من الكثيرين من العرب، من. انظروا حولكم، الى مظاهر التضامن مع شعبنا واحكموا بأنفسكم..
*المحامي عطاري "يبقّ الحصوة"*
هل اسرائيل دولة محتلة (اسم فاعل)؟ وهل فلسطين ارض محتلة (اسم مفعول)؟ هل اسرائيل مستعدة "للتكرم" واعادة الارض المحتلة، كلها او جزء منها الى اصحابها الحقيقيين؟ ترى الجدار الشاهق الذي اقاموه فجعل من الدولة بأكملها "غيتو"، فتقول: الجماعة "سيتنازلون" عن هذا الجزء خارج الجدار على الاقل. ثم تستمع الى مخططات البناء الاستيطاني، فتخلص الى انهم "مش ناويين على سترة".
اوضحهم – لأسبابه – كان المحامي اريئيل عطاري.
هذا المحامي وقف يدافع عن موكله الرابي اليئور حين، هذا "الحين" لا يعرف لماذا يلاحقه القانون، وكل ما فعله ان جعل احد "اخوته" اليهود، يترك زوجته (او جعل الزوجة تطرد زوجها)، ليتولى هو امر رعايتها وتربية اطفالها. والحقيقة انه وفر لهم "افضل" ادوات التربية الحديثة، شاكوش للضرب على رؤوس الاطفال، كماشة لاقتلاع الاظافر والاسنان. بلاطة كهرباء لأجلاس الاطفال عليها حتى تسيخ اقفيتهم وتخرج منهم الشياطين!
هذا المتدين "الحنون الرحوم"، هرب الى البرازيل بعد افتضاح امر تربيته "المتساهلة" بعض الشيء، رفعت اسرائيل دعوى مطالبة بتسليمه. وفي قاعة المحكمة شرح محاميه، عطاري حجته ورفضه لتسليم الرابي. لأول مرة يتبنى محام يهودي هذا الموقف. لا يحق لاسرائيل المطالبة بتسليم حين، لأن المخالفات المنسوبة له، ارتكبت افتراضا داخل مناطق محتلة، خارج مناطق السيادة الاسرائيلية (يديعوت احرونوت 27/7/08).
ما يهمني في هذه القضية، ان تكون حافظا لمحامينا العرب، لانتزاع عريضة محامين، تقر بالاحتلال الاسرائيلي، وانتخابات نقابة المحامين كفيلة بتوفير مثل هذه الفرصة.
*عاشت العدالة*
لا احد يستطيع التطاول على القضاء المصري. فهو "عادل نزيه"، ليس "عنده لحية ممشطة"، "العلقان هي امه"، لا يراعي ولا يمسح جوخا مهما علت مكانة ذلك "العلقان". ألم يحكم على ايمن نور مثلا، الذي مكّنه مركزه الاجتماعي من منافسة الرئيس مبارك، بالسجن خمس سنوات شاقة؟
شو عمل؟
زوّر توقيع قريبه له زكّت ترشيحه، مع ان هذه القريبة لم تكن على قيد الحياة! ومنذ ايام فعلها القضاء المصري "العادل النزيه" ثانية. برأ ساحة صاحب العبارة "سلام 98" صديق الرئيس المصري ومسؤول في حزبه الحاكم، وبرأ ابنه وثلاثة مسؤولين آخرين في شركة العبارة، من تهمة الاهمال، وترك العبارة تغرق وتغرق معها 1034 راكبا. لكن هذا القضاء ادان في نفس الوقت قبطان العبّارة، فحكم عليه بالسجن... ستة اشهر كاملة! مشكلة بسيطة حالت دون حبس القبطان فهو لن يدخل السجن لأنه احد الغرقى الـ 1034....
*ومضة*
1) اذا ثبتت على لاعبينا- لا سمح الله- محاولة السرقة في مطار اللد، فان كل عطور الدنيا لا يمكنها إزالة الرائحة النتنة عنا!
2) لماذا لا تصدر البلديات والمجالس المحلية العربية في مثل هذه المواسم- الله يهدي البال- خرائط كل ليلة بليلتها، تبين الشوارع المغلقة والشوارع السالكة، مساعدة للناس في الوصول الى منازلهم؟؟!!
يوسف فرح
الجمعة 1/8/2008