نجاد: القوى الكبرى تقترب من نهاية حقبتها
* دول عربية ترفض دعوة لرفع العقوبات عن إيران *شهد افتتاح أعمال المؤتمر الخامس عشر لوزراء خارجية دول عدم الانحياز، في طهران امس، »صداماً« لم يخرج الى العلن بين ايران وبعض الدول الاعضاء، بينها مصر والسعودية ودولة الامارات، التي رفضت وصف العقوبات الدولية على طهران في البيان الختامي بالسياسية والدعوة الى رفعها بسرعة، فيما تحفظت دول أخرى على دعم عضوية ايران في مجلس الامن الدولي. وافتتح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاجتماع باتهام الغرب بحرمان الدول الاخرى من الطاقة النووية السلمية. لكنه اعتبر ان »القوى الكبرى في مسار هابط. نفوذها يقل يوما بعد يوم. انها تقترب من نهاية حقبتها«. وشن هجوماً على مجلس الامن الدولي، قائلا ان »هذا المجلس لن يصدر أبدا قرارا ضد الولايات المتحدة«. واعتبر نجاد الذي التقى وزيري الخارجية اللبنانية فوزي صلوخ والسورية وليد المعلم والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، »ان دول عدم الانحياز يمكنها اكثر من اي وقت مضى استغلال الوضع الفريد الذي توجد فيه لتسوية القضايا العالمية«. وطالب بتشكيل »مجلس تحكيم« للتوسط في النزاعات وتأسيس صندوق لتمويل التنمية في دول الحركة. وفي اليوم الاول للاجتماع الوزاري، اصطدم اقتراح ايراني بان تصف حركة عدم الانحياز في مسودة البيان الختامي عقوبات الامم المتحدة المفروضة على طهران بالسياسية، وان تدعو الى رفعها بسرعة، برفض بعض الدول وخاصة العربية منها. وذكر دبلوماسيون في مجموعة العمل التي تقوم بإعداد البيان ان تلك النقطة اسقطت. واشار دبلوماسيون الى ان الدول المعارضة للمسودة الايرانية الاصلية تشمل السعودية ومصر والامارات، وبعض الدول غير العربية، علما ان المسودة تضمنت ايضا دعوة الاطراف لحل النزاع في المحادثات النووية »من دون اي شروط مسبقة«، وهي نقطة غالبا ما تؤكد عليها ايران. وذكرت المسودة ان اي هجوم على المنشآت النووية السلمية سينتهك ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي. وكان الاجتماع الوزاري افتتح من دون وزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط، رغم انه يعتبر بمثابة تمهيد للقمة المقبلة لدول عدم الانحياز التي ستستضيفها مصر. وفي محاولة لنفي العامل السياسي وراء عدم حضور الوزير المصري، قالت وكيلة وزارة الخارجية المصرية نائلة جبر، التي تمثل بلادها في طهران، ان مصر »لا تضع قيوداً على علاقتها مع إيران«، في وقت تشهد العلاقات بين الدولتين تدهوراً مستمراً. وذكرت جبر أنها تشارك في الاجتماع بدلاً من أبو الغيط لان الوزير المصري يرافق الرئيس حسني مبارك في جولة إفريقية. وقد علقت على طلب إيران دعمها الانضمام كعضو غير دائم في مجلس الأمن، بالقول »ان هذا الموضوع ينظر إليه كموضوع آسيوي ويتعين مناقشته في مجموعه الدول الآسيوية«. بدوره، تحفظ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتية الشيخ محمد الصباح على دعم ايران لعضوية مجلس الامن. وقال »اوضحنا لأشقائنا في إيران أن هذا الأمر يسعدنا، ولكن أوضحنا أن هذا الطلب لا ينسجم مع كون إيران خاضعة لعقوبات من مجلس الأمن، ما يتطلب أن يكون هناك عمل جدي من جانبها للخروج من هذه العقوبات حتى يأتي ترشيحها معبراً عن دولة تؤمن بالشرعية الدولية وتعمل على تطبيقها«. (»السفير«، ا ف ب، رويترز، يو بي آي) الأربعاء 30/7/2008 |