* اجتمع الجمال والإنسان والوطن والحب والكرامة والشهامة والعاطفة والنخوة في ليله من أجمل الليالي الموسيقية التي شهدتها عاصمة فلسطين الأبدية القدس وذلك خلال عرض لأوركسترا فلسطين للشباب من معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى وكوليغيوم ميوزيكوم من جامعة بون *
القدس- 28 تموز: أوركسترا فلسطين للشباب حطت رحالها هذه المرة في مدينة القدس ضمن مهرجان القدس الذي تقوم على تنظيمه مؤسسة يبوس للإنتاج الفني ، حيث غص الموقع الأثري قبور السلاطين بجمهور متعطش للفن والموسيقى أتى ليصر عبر الموسيقى والألحان والشدو على أن القدس فلسطينيه وان القدس عربيه.
الأوركسترا التي أسسها ويحتضنها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى منذ خمس سنوات تلتقي هذا العام لأول مرة في الوطن لتحيي سلسلة عروض بدأت الأحد في مدينة القدس ضمن فعاليات مهرجان القدس ثم تقدم عرضاً في رام الله، وحيفا، وعمان وتختتم الجولة في العاصمة السورية دمشق. وقد رافقت اوركسترا فلسطين للشباب أوركسترا كوليجيوم ميوزيكوم- جامعة بون من ألمانيا بقيادة الموسيقار الألماني والتر ميك. كما ورافق الفرق ثلاثة من أجمل وأبهى الأصوات في فلسطين :ريم تلحمي وريم بنا وديما بواب اللواتي ألهبن مشاعر الحضور بتقديم مجموعه من الأغاني التي لحنت وكتبت خصياً لمدينة السلام القدس.
افتتحت الحفل السيدة رانيا الياس-خوري مديرة مؤسسة يبوس ومهرجان القدس قائله "يعتبر هذا اليوم يوماً تاريخياً للقدس وفلسطين" وأضافت "تأتي أوركسترا فلسطين للشباب إلى القدس بعد جولة ناجحة قامت بها العام الماضي في المانيا مع أوركسترا جامعة بون. وستغني ريم بنا وريم تلحمي وديما بواب للقدس من قلب المدينة المقدسة".
هذا وبدأ الحفل بعزف المتتالية الثانية وجزء من الثالثة من مقطوعة "غيانيه" لآرام ختشادوريان، ثم بأغنية "وحدها بتبقى القدس" لريم بنا، و "سارة" والأغنيتان من توزيع أوركسترالي للموسيقار الفلسطيني بشارة الخل. من جهتها عبرت بنا عن سعادتها الجمة بالمشاركة في هذا الأمسية التاريخية وقالت: "أنا سعيدة جداً فهذه تجربتي الأولى في الغناء مع أوركسترا، الأجواء خلابه والتعاون بين الجميع كان رائعاً".
وأضافت "هناك معنى كبيراً في أن يكون لنا أوركسترا فلسطينية. العازفون الفلسطينيون لا يقلون أهمية ومهارةً عن العازفين الألمان". وعن سبب اختيارها لأغنية سارة ضمن أغاني مخصصة للقدس قالت: "سارة تحكي قصة طفلة فلسطينية استشهدت على يد قناص اسرائيلي في نابلس بلا ذنب، وهي حالة نعيشها إذ تكررت عدد من المرات ".
من جهتها غنت ريم تلحمي "يا قدس وين الروح"، من ألحان سهيل خوري وتوزيع أوركسترالي لعيسى بولص، أشعلت موسيقاها وكلماتها المشاركين في الأمسية ، ومن ثم أبدعت في اختتام الحفل بأغنية "زهرة المدائن" للأخوين رحباني، وتوقف الجمهور وصفق طويلاً. وقالت تلحمي: "العرض جميل فوجودنا كفلسطينيين نغني للقدس على مسرح في قلب القدس هو أمر رائع، وأغنية القدس وين الروح أخذت هذه المرة طابعاً آخر يختلف عن أي مرة أخرى بالنسبة إلي".
أما السوبرانو الفلسطينية ديما بواب المقيمة في باريس والتي غنت "القدس عربية" لريما ترزي، توزيع أوركسترالي بشارة الخل، و"المدينة المقدسة" لستيفن آدامز، اعتبرت أن الغناء في الوطن يمنحها شعوراً يختلف عن غنائها في أي مكان آخر وقالت: "الغناء في القدس هنا أمام جمهور فلسطيني، يعني أنني موجودة هنا في عيون كل عائلة فلسطينية، ويعني أن لي هوية ووطن. يهيبني الوقوف على المنصة الفلسطينية أكثر من أي مكان آخر".
وأكدت أن الجمهور الفلسطيني هو الأفضل قائلة: "أشعر بتعطش الجمهور الفلسطيني لاستماع الموسيقى، أشكرهم جميعاً، وأهنئ مهرجان القدس ومؤسسة يبوس الذي نجح في إدخال الموسيقى الى قلوب وحياة الناس الذين أتساءل دوماً كيف يعيشون في هذا السجن المحكم إغلاقه وخلف الجدار".
هذا واختتم الحفل بوقوف المغنيات والعازفين على المسرح، وقدمت رانيا الياس درع المهرجان لسهيل خوري مدير عام معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، وقائد الأوركسترا الألماني والتر ميك، وقدمت باقات الورد لريم تلحمي وريم بنا وديما بواب.
ومن الجدير ذكره أن أوركسترا فلسطين للشباب تضم عازفين من الضفة والأراضي المحتلة عام 48 ومن الشتات الفلسطيني، ويبلغ عددهم خمسون عازفاً وعازفة تتراوح أعمارهم ما بين 16 و24 عاماً ومنهم من يأتي القدس لأول مره، ومن بينهم حاصلين على جوائز ضمن مسابقة مرسيل خليفة الوطنية للموسيقى، أما أوركسترا كوليجيوم ميوزيكوم فتتكون من خمسين عازفاً وعازفة. هذا وشارك بالعرض أيضاً إضافة للأوركستراتين موسيقيين من اسبانيا وفرنسا.
الثلاثاء 29/7/2008