( القسم الثاني)
الناصرة : بلدة تاريخية اشتهرت بكون السيد المسيح عاش فيها وعدد سكانها 7500 نسمة ثلثاهم من العرب المسيحيين والثلث الآخر مسلمون ويتبع قضاء الناصرة 32 قرية عدد سكانها 15 ألفا رئيس بلديتها السيد الياس قعوار وحاكم الجليل المستر كوكس ومعاونه نجيب بك الماضي... فيها مدرسة للبنات عدد طالباتها 164 تديرها الآنسة أسماء أمين فارس ومدرسة للصبيان يديرها الاستاذ الكبير قسطندي قنازع يعاونه الاستاذ أنطون بلان تربي الطلبة المسلمين والمسيحيين على قاعدة "الوطنيون اخوان" وفيها مدرسة للبنات عدد الطالبات فيها 180 طالبة تديرها الآنسة متيل مرمورة...
المجيدل: نزلنا في بيت فرح الخوري، عدد سكانها نحو ألف نسمة ربعهم مسيحيون وفيها مدرسة للصبيان فيها 50 تلميذا ومدرسة للبنات تديرها الراهبات (والقرية تملك مساحات واسعة من الأراضي)...
يافة الناصرة : بلدة تاريخية صغيرة تقع الى الجنوب الغربي من مدينة الناصرة ذكرها المؤرخ "يوسيفوس" في وقائع تيطس الحربية... عدد سكانها 800 نسمة القسم الأكبر منهم مسيحيون أحد رجالاتها سالم المسعد بها مدرسة للاتين...
الرينة: تقع على مسافة ميلين الى الشمال من الناصرة عدد سكانها نحو ألف من المسلمين والنصارى من رجالاتها حنا خميس فيها مدرسة حكومية بناها المستر بادكوك والسيد نقولا سابا يديرها رجل ناهض جدا اسمه ميشيل حداد وفيها أيضا مدرسة لدير اللاتين فيها 17 تلميذا استاذها السيد نبيه راحيل ويعلم الانكليزية فيها راهب انكليزي وفيها أيضا مدرسة للبنات فيها 32 طالبة تديرها راهبات الوردية...
صفورية: عدد نفوسها أربعة آلاف فيها بلدية رئيسها الشيخ أحمد الشريف والبلدة نظيفة وقد ظهر لنا رئيسها بأنه رجل عاقل ورصين فيها مدرسة يديرها السيد لطفي أبوغزالة وفيها 110 تلاميذ...
كفركنا: تقع على مسيرة خمسة أميال الى الشمال من الناصرة وهي قانا الجليل التي حول فيها السيد المسيح الماء الى خمر عدد نفوسها 1300 نسمة وتشد 80 فدان وهي تشتهر ببساتين الرمان... شربنا القهوة في بيت السيد مبدا العيد...
لوبية: أكبر قرى قضاء طبريا وأغناها... أراضيها واسعة وخصبة جدا وأهلها كرماء غيورين ولكنهم منقسمون على أنفسهم... عدد سكانها 3000 نسمة وتقع بالقرب منها قرية حطين التاريخية التي انتصر فيها السلطان صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين...
مغار حزور: وجه السيد محمد العايدة من وجهاء قرية مغار حزور التابعة لقضاء طبريا رسالة يوجه فيها أنظار المسؤولين الحكوميين على ضرورة حفظ الأمن العام...
طبريا: تنخفض عن سطح البحر 682 قدما تقع على الجانب الغربي من البحيرة التي تسمى باسمها... بناها هيرودوس وأسماها على اسم مولاه الامبراطور الروماني "طيباريوس" وعلى ضفافها صرف السيد المسيح جانبا كبيرا من حياته واختار أكثر تلاميذه بينما تحاول اليوم الحكومة البريطانية الاستعمارية محو معالمها المسيحية وتحويلها الى بلدة يهودية!! عدد سكانها ستة آلاف نسمة منهم أربعة آلاف يهود والألفان الآخران عرب أكثرهم مسلمون يعيش بينهم بعض النصارى... من عائلاتها المشهورة عائلة الطبري التي كان لها وجاهة كبرى في قضاء طبريا والغور لما اشتهرت به من الكرم ومساعدة الأهالي وفض مشاكلهم... يقف على رأس ادارتها السيد موسى ناصر وهو من خيرة الشباب المثقف وذوي الارادة الحسنة... فيها مدرسة للصبيان مديرها السيد موريس خباز وعدد تلاميذها 146 تلميذا ومدرسة للبنات تديرها الآنسة هيلدا نصار تعاونها الآنسة زكية قعوار وعدد طالباتها 111 طالبة... تقع بجانب المدينة حمامات معدنية شهيرة تعود الى أيام الرومان والعرب مفيدة جدا للأمراض العصبية وتعتبر مشتى مهما... فيها ارسالية اسكتلندية طبية (المستشفى الاسكتلندي) يعمل فيه طبيبان هما الدكتور بوين والدكتور داؤد طرنس...
في قضاء طبريا أربع قرى، غير سمخ، لمهاجري المغاربة وهي: عولم وشعارة وكفر سبت ومعذر، وهذه القرى منحتها الحكومة العثمانية لمهاجري المغاربة الذين هاجروا بلادهم مع السيد الكبير الأمير عبد القادر الجزائري واليوم ينوي الأمير سعيد الجزائري حفيد الأمير عبد القادر بيع نصف هذه القرى لليهود وهذا هدم لركن من أركان الوطنية لأن هذه القرى تحد قرية لوبية، القوية والكبيرة، واذا بيعت يضعف جانب اللوابنة والجركس في كفركما والهياجنة في الحدثة...
سماخ: بلدة واقعة على شاطىء البحيرة الجنوبي (أصبحت فيما بعد محطة سكة حديد) عدد سكانها 1500 نسمة أهلها من خيرة المهاجرين المغاربة ومن المزارعين الطيبين والنشيطين... فيها مدرستان ابتدائيتان واحدة أميرية وأخرى أهلية...
ويبدو الطريق الممتد من طبريا الى صفد في الجليل الأعلى كأنك تصعد من أجمل مشتى في العالم الى أعلى مصيف على الجبال على ارتفاع 3200 قدم وتمر الطريق بقرية المجدل (بلدة مريم المجدلية) وقد باعها أنجال عبد الغني باشا بيضون الى اليهود قبل حوالي عشرين سنة كما أن المرحوم والدهم باع أربعين فدانا من أراضي لوبية قبل نحو ثلاثين سنة ولم يستلم اليهود هذه الأراضي الا في العام الماضي ولم تكن الصهيونية معروفة في ذلك الوقت وكانت غاياتها مستورة وكان الناس يصدقون ما يقوله زعماء اليهود بأنهم كانوا يشترون الأراضي ليسكنوا فيها اليهود المضطهدين والفارين من روسيا واللاجئين الى حمانا طمعا بمكارم أخلاقنا وحسن ضيافتنا!!... ثم تجتاز الطريق الى الغوير أو الغور الصغير وقد باع جانبا منه علي آغا الكردي أحد أعيان عكا لليهود منذ عهد قريب وبقي الجانب الآخر لأصحابه عرب السمايرة ولأهالي الرامة والطابغة... وبعد ذلك تمر الى جانب الطابغة وهناك دير لارسالية ألمانية يظن أنه قائم على آثار بيت صيدا (التاريخية القديمة) والى جانبها تلحوم أو كفرناحوم المذكورة في الانجيل وهناك أيضا ارسالية ايطالية... ثم تصعد الطريق الى الجاعونة (روش بينا) وهي مستعمرة يهودية قديمة... صفد: ومن الجاعونة تصعد الى صفد وهي مدينة قديمة ومن المرجح أن تكون هي التي أشار اليها السيد المسيح في موعظته على الجبل اذ قال: "لا يمكن أن تخفى مدينة قائمة على الجبل"... كان أكثر سكان صفد قبل الحرب من اليهود ولكنهم نزحوا في غضونها فتناقص عددهم كثيرا وصارت البلدة عربية وكانت تعتبر بندرا لبلاد بشارة والجولان وللسيد بادكوك حاكم صفد ورفيق بك بيضون الحاكم الاداري يعاونهم علي رضا بك النحوي، وهو من ذوي الاختصاص، ومن قبلهم السيد خليل عبد النور حاكم صفد السابق أيادي بيضاء على الأمور العمرانية في صفد... وأهالي المنطقة يهتمون بزراعة التبغ وتربية النحل، فيها قلعة تاريخية جميلة يقترح تحويلها الى حديقة غناء ومنتزها لتصبح من أجمل منتزهات فلسطين... في صفد عدة مدارس منها ثلاث للصبيان يدير الأولى محي الدين الحاج عيسى وفيها 175 طالبا والثانية الاستاذ سعيد افندي مراد وعدد تلامذتها 160 تلميذا والثالثة استاذها النشيط السيد صلاح الدين النحوي أما مدرسة البنات تديرها كريمتا الاستاذ (أمين) فارس وفيها أيضا مدرسة داخلية باسم الكلية الاسكتلندية فتحتها الجمعية البرسبيتيرية الاسكتلندية وعهدت برئاستها الى المستر سمبل ،تعاونه زوجته، وهو عالم رياضي فاضل يجتهد في تدريس العلوم الرياضية والكيميائية باللغة الانكليزية وتعنى عناية خاصة بتدريس اللغة العربية وآدابها وتاريخ العرب وتعتبر مصنعا حقيقيا للرجال (لها فضل كبير في تخريج الشباب المثقف) كما وتضم قسما داخليا خاصا للبنات...
غور بيسان: يمتد من بيسان الى سمخ والى البحر الميت طوله حوالي 40 ميلا يشطره نهر الأردن الى قسمين: غربي وشرقي وهو أوطأ نقطة في العالم تنخفض عن سطح البحر بألف وثلاثمائة قدم كان يدعى في الماضي "أهراء سوريا" وذكر المؤرخون وجود غابات النخيل الكثيفة فيه وأشجار البيلسان... كان ولا يزال من أخصب بلاد الدنيا فالحرارة فيه تساعد على نمو المزروعات ونضوج الأثمار مبكرا... عاصمته بيسان وهي احدى المدن الرومانية العشر التي كانوا يسمونها (الديكا بوليس) تتبعها مدن طبقة فحل، ام كيس، جرش وعمان وبها حصن منيع (الأكروبوليس) بني لحمايتها... وتشهد هذه الأبنية على عظمتها في السابق ويبلغ عدد سكانها اليوم ثلاثة آلاف نسمة ولكن الخمول يسيطر على أهل الغور في هذه الأيام، فيها مدرستان واحدة للصبيان فيها ستون تلميذا وأخرى للبنات فيها 35 تلميذة... يربطها الخط الحديدي الحجازي بحيفا والشام وتحيط بها عشائر الصقر والغزاوية والبشاتوة (وقد زار نجيب نصار بعض زعماء هذه القبائل التي احتمى عندها يوم كان مطاردا من الحكم التركي اعترافا منه بفضلهم عليه) ونشأت حولها أربع مستعمرات يهودية جديدة بعد أن باع نجيب سرسق أرضه للصهيونيين... حاكمها الاداري الجديد نجيب بك الماضي وهو رجل عالم فاضل حسن الادارة وله خبرة بتقاليد العشائر وعادات الأهالي ويحسن التوفيق بينهم... ويقول المستر سوير أنه اهتم في المدة الأخيرة بهمة ومساعدة الحاكم الاداري الجديد السيد عارف العارف بتجديد غرس الأشجار كالنخيل والزيتون وزراعة البساتين كبيارات البرتقال والموز والخضار من جميع الأنواع ولكنه مع الأسف الشديد جرى بيع بعض الأراضي للصهاينة وتسهل حكومة الانتداب عمليات بيع هذه الأراضي حتى قبل التطويب ودفع الرسوم!!...ويقال أنها تنوي بيع سوق بيسان (وبالطبع لا يوجد من يشتريه سوى الجمعيات الصهيونية الغنية)!!... ويقال أيضا أن مصطفى الخطيب شيخ طيرة بلاد حارثة هو في مقدمة البائعين وراجت اشاعة في بيسان أن عيال ملاك (شيوخ الصقر) هذه العشيرة الشديدة البأس، يسعون لبيع أراضيهم في الحمرة ويتحدث معظم الناس عن بيع يوسف ومطلق العرسان حمرة الصقر ولكن الصفقة لن تتم لأن الأراضي لا تختص بمطلق ويوسف بل هي لعرب الصقر جميعا... الخلاصة فان الغور يعتبر جوهرة فلسطين و "جورة ذهب" ولكن أهله كسالى لاستخراج هذا الذهب من الأرض!!... ونقول للسيد عارف العارف الذي يقولون عنه أنه وطني غيور: حذار حذار من أن يهرب الغور من تحت كرسيك!!
سيرين: المشهورة بقمحها وسمسمها أما بعد الاحتلال (الانكليزي) فقد خيم عليها الفقر فيها مدرسة ابتدائية يديرها شاب نشيط اسمه السيد عبدالله فرج ويقوم السيد مبارك الزعبي باحداث نهضة زراعية فيها...
شفاعمرو: الطريق اليها تمر من أراضي جدرو وكفرتا والدار البيضاء وعلى مقربة من الحارثية وهي قرى لسرسق باعها الى اليهود والآن يسعى السماسرة في اغراء الأهالي المزارعين الفقراء على التنازل عن حقوقهم في هذه القرى (وقد نجحوا أخيرا ونزح أهلها الى شفاعمرو واستوطنوا فيها الى يومنا هذا)... عدد سكان شفاعمرو نحو 2500 نسمة، نصفهم نصارى والنصف الآخر دروز ومسلمون... رئيسها السيد داؤد التلحمي وهو شيخ محترم من وجهاء القرية ولكنه طاعن في السن ويحتاج الى الراحة كما تحتاج البلدية الى شاب نشيط قابل للتجديد يسعى لايجاد موارد جديدة لاصلاح البلدة... ميزانية البلدية نحو 450 جنيها تنفق منها 60 جنيها على الانارة و 65 جنيها على التنظيفات و 92 جنيها للطبيب والباقي على رواتب الموظفين (لأن الرئيس لم يكن يتلقى راتبا في تلك الأيام)... تحتاج الى رفع مائها الى البلدة كما تحتاج الى اصلاح الطريق عند مدخلها... المواصلات بينها وبين عكا وحيفا القريبتين منها تكاد تنقطع في الشتاء لكثرة الوحول ولعدم وجود طريق معبدة لذلك من واجب الحكومة ان تفكر في ربط هذه البلدة بهاتين المدينتين... تملك 150 فدانا وتعطي خمسمئة قنطار زيت!!... يبلغ معدل مدخول شفاعمرو من الزيت والقمح والسمسم والبطيخ والفحم والكلس 12 ألف جنيه في السنة!!... وقد تنبه الأهالي بعد أن ألغت الحكومة مركز "مديرية الناحية" من بلدهم وأتبعتهم الى حيفا وبيعت القرى المجاورة لهم وقلت معاملاتهم التجارية شعروا بمسؤولية الاحتفاظ بأراضيهم وانصرفوا الى الغرس والزراعة... في شفاعمرو مراعي جيدة للماعز ويمكن أن يتأسس فيها مصنع للجبن على شرط أن يشدد على الرعاة عدم التعدي على المزروعات!!...
فيها مدرسة أميرية كانت ناجحة جدا بادارة مديرها السابق السيد هاني أبو مصلح ولكن الادارة فصلته لوطنيته وفيها مدرسة أخرى للكاثوليك يرأسها الخوري جورج نوني وهي ناجحة وفيها 120 تلميذا وفيها مدرستان للبنات واحدة لراهبات الناصرة فيها 150 ابنة وواحدة لارسالية البروتستانت فيها 25 تلميذة...
كان أهالي شفاعمرو منذ سنة 1908 قد اتفقوا فيما بينهم على تقسيم أحراش بلدهم الى قسمين، قسم للاحتطاب والفحم والمرعى وقسم يصان، الا أن الحكومة لا تزال مصرة على الاستيلاء على الأحراش على الرغم من عدم وجود أحراش للحكومة في كل أنحاء فلسطين وقد نزعت يد الأهالي عنها بالقوة وبصورة غير قانونية وقالت ان كان للأهالي حق فليقيموا هم الدعاوي على الحكومة رغم أن الحكومة لا تملك كواشين طابو وليس لها حق التصرف ولم تتصرف بالأحراش على الاطلاق... والأنكى من ذلك أنها وضعت الأحراش تحت مراقبة السيد يخيئل (خيليك) وايزمان، والد السيد عيزر وايزمن (وقد ذكر والدي أنه خاض معه معارك قانونية ضارية في المحاكم كان يتأجل تسجيلها في كل مرة على اسم أهل شفاعمرو وبقيت القضية في أروقة المحاكم، دون أن تنتهي، الى أن رحل الانكليز عن البلاد وقامت بعدها دولة اسرائيل بمصادرتها وتسجيل هذه الأراضي على اسمها وهكذا فقدنا أراضينا)!!... أما عبلين فبلدة قديمة حصنها "الضواهرة" وسكنها الهنادي... عدد سكانها 800 نسمة ثلثهم مسلمون وهي تشد 45 فدانا وقد نشط أهلها كثيرا وانتبهوا للغرس في المدة الأخيرة وتتوقع نهضة زراعية بفضل وجهائها أمثال السيد توفيق ناصر الداؤد وغيره من الرجال الطيبين...
(انتهى)
(شفاعمرو)
الياس جبور جبور *
الثلاثاء 29/7/2008