تضعُنا نتائج الانتخابات للجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا أمام سؤال أكبر بكثير من الجامعة ومن الحركة الطلابية؛ سؤال طبيعة الفرز بين القوى السياسية الفاعلة على ساحة جماهيرنا العربية.
الوضع اليوم في جامعة حيفا هو أنّ التجمّع (3 مقاعد) سيكون بيضة القبان، فالجبهة (5 مقاعد) والإسلامية (4 مقاعد) لن تأتلفا سويةً. و"اليوم" هذا، يأتي بعد مرحلة التقارب بين "التيار القومي" و"التيار الإسلامي"، والذي بدأ يتدحرج في الجامعات قبل سنة وقد لا يتوقف إلا على بوابات الكنيست.
والوضع اليوم في التجمّع، باختصار شديد، هو أنّ ثمة توجّهين بخصوص التحالفات البرلمانية. الأول يميل نحو التحالف مع الإسلامية، والآخر نحو التحالف مع الجبهة. هذا على اعتبار أنّ نسبة الحسم الجديدة تجعل خوضه الانتخابات البرلمانية وحدَه بمثابة انتحار سياسي مع سبق الإصرار والترصّد.
والفرز الأساسي في المجتمع العربي اليوم ليس بين طروحات الجبهة من جهة والتجمع من جهة أخرى. بل بين طروحات قوى مثل الجبهة والتجمع من جهة (واحدة)، وطروحات قوى مثل الحركة الإسلامية من الجهة الثانية. ولا أتحدّث عن القضايا "الداخلية" (المرأة والنسيج الاجتماعي) فقط، فالمسافة بين "المواطنة الكاملة" و"المساواة القومية والمدنية" أقصر بكثير من أيٍّ منهما إلى "الإسلام هو الحل".
ويذهب البعض، من داخل التجمع أيضًا، إلى تفسير "التقارب القومي-الإسلامي" كمحاولة لـ"رفع السعر" أمام الجبهة، وكردّة فعل على موقف الجبهة، في حينه، من خيار عضو الكنيست السابق د. عزمي بشارة عدم البقاء في الوطن.
ولكن الوضع اختلف اليوم. فالانتخابات المحلية على الأبواب، والشريك الطبيعي للتجمع في العديد من المواقع هو الجبهة، خاصة في المدن المختلطة. وهو ما سيكون له إسقاطاته على المستوى القُطري البرلماني كذلك.
هذا هو السؤال الذي لم يعد يحتمل أي تأجيل. وهذا هو الامتحان الذي لا "موعد ب" فيه.
إنها ساعة الحقيقة.. فلتتفضل!
رجا زعاترة
السبت 26/7/2008