تقرير خاص بـ"الاتحاد" - في الأسبوع المنصرم، تمحور تقريرنا حول النموذج الخاص الذي تقدمه حركة "المدينة لنا جميعا" من خلال المنتديات وعملها في المواضيع المختلفة مع ما تتيحه هذه الطريقة من إشراك للمواطنين والمهنيين باتخاذ القرارات وتنفيذها، وفي هذا الأسبوع سنتوقف بشكل أطول عند نموذج خاص آخر تطرحه هذه الحركة، والمرة فيما يتعلق بتركيبة كتلتها في مجلس بلدية تل أبيب- يافا.
ولكن وقبل الخوض في هذا الموضوع سنستهل هذا التقرير بمادة عن الاجتماع الجماهيري المفتوح الأخير الذي عقدته الحركة جنوبي تل أبيب.
*إجتماع ضخم لتعزيز العمل في جنوب تل أبيب*
هذه المرة، قررت الحركة أن تعقد الاجتماع الموسع لنشطائها والجمهور الواسع في جنوب تل أبيب، حيث برز التجاوب هناك أيضا، بحضور أكثر من 250 ناشطا ومعنيا وبخاصة من يافا والأحياء الجنوبية، وقد برز بين الحضور، المحامي أمير بدران الناطق بلسان حركة قائمة "يافا".
وتحدث في هذا الاجتماع كل من: النائب دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وأحد مؤسسي الحركة، أهارون موديال، رئيس لجنة حي كفار شليم، شارون ملاخي، مركزة منتدى البيئة والمواصلات في الحركة، عينات بودخارني، الناشطة في أحياء الجنوب، وبروفيسور يوسي يونا، المحاضر في جامعة بن جوريون وعضو قيادة حركة "القوس الشرقي".
وأكد المتحدثون على الأجندة الاجتماعية الواضحة للحركة، الأجندة الداعية إلى تطوير المدينة لصالح مواطنيها وليس على حسابهم!
وبالإضافة إلى البرنامج الخطابي فقد عرضت عدة أفلام قصيرة أعدها متطوعون من النشطاء في الحركة، لعكس مصاعب العيش في مدينة تل أبيب- يافا.
كما أقام كل منتدى من منتديات الحركة، كشكا صغيرا في مدخل القاعة قام من خلاله بتوزيع المواد التي تتعلق به وبعمله، وأديرت نقاشات عميقة ومثيرة بين القائمين على هذه المنتديات وبين عدد من المعنيين.
وفي حديث لنا مع أحد المنظمين حول هذا الاجتماع قال "قدرتنا على تجنيد هذا العدد في أحياء الجنوب تأكيد على تمكن هذه الحركة من الحظي بالدعم والالتفاف من المواطنين في كل مكان تصل إليه ما يبشّر بامكانية أن نحدث تغييرا جديا في المدينة."
كما علما أن الحركة كانت قد أقامت لقاء موسعا مع الطلاب والمحاضرين في اجتماع عقده نشطاؤها في جامعة تل أبيب مؤخرا، وأما منتدى "العمل والرفاه" فقد أصدر برنامجه بخصوص تشغيل العمال في المدينة، كما أفتتح مؤخرا موقع الحركة الجديد على شبكة الانترنت www.city4all.org.il.
*خطة تساعية للدفاع عن حقوق العمال..*
الرفيق ألون لي جرين، النقابي الشاب المعروف بقيادة نضال عمال شبكة "كوفي بين" في البلاد ورئيس نقابتهم العمالية، يشغل مهام مركز منتدى العمل والرفاه في حركة المدينة لنا جميعا، وقد أشار إلى المكانة الخاصة التي تحظى بها قضايا العمل والعمال في برنامج الحركة، والتي جاء في مبادئها، وتحت عنوان "عمل ملائم للجميع" ما يلي:
"في مدينة تل أبيب- يافا هنالك مئات ألوف العمال، لكن سوق العمل لا يبتسم للجميع. قسم من العمال يشغَّلون في أماكن تمس بحقوقهم، حتى أن بعض هؤلاء مشغَّلون من قبل البلدية. قسم آخر يعاني من التمييز بسبب جنسه أو عرقه وقسم يضطر إلى العمل 7 أيام في الأسبوع.
"المدينة لنا جميعا" تؤمن بأن البلدية لا تستطيع أن تقف جانبا في حين يتعرض سكانها والعاملون في مناطق نفوذها لخرق حقوقهم الأساسية. من منطلق الإدراك بأن للعمل وشروط التشغيل تأثيرا مباشرا على جودة حياة المواطنين فإن "المدينة لنا جميعا" ستعمل على تطبيق قوانين العمل تجاه العمال في المدينة وستهتم باحترام هذه القوانين من قبل مزوِّديها.
البلدية بقيادتنا، ستمتنع عن تشغيل عمال بواسطة شركات المقاولة وشركات القوى العاملة وستشغل عمالها بشكل مباشر. ستقبل الموظفين وفق مؤهلاتهم وحسب معايير شفافة ومتساوية بشكل تام، ستشجع التمثيل الملائم للنساء ولكل المجموعات في المجتمع في كل الوظائف والدرجات، ستعمل على تقليص النشاطات التجارية في يوم الاستراحة الاسبوعي وتشجع الفعاليات التربوية والفنية والترفيهية في هذا اليوم بشكل يتقدم بجودة حياة كل مواطن وعامل في تل أبيب يافا.
شريحة مهجَّري العمل هي شريحة عمال معرضة بشكل خاص لمس حقوقها والبلدية بقيادتنا ستستل كل الأدوات التي بمتناولها للدفاع عن مهجري العمل من استغلال مشغليهم. "المدينة لنا جميعا" ملتزمة بتشجيع التنظيمات العمالية وستحترم تنظيمات كهذه وتتعاون معها. البلدية بقيادتنا ستضع "معيارا اجتماعيا" يمنح للمصالح التي تحترم قوانين العمل، تشغل العمال بشكل مباشر، تمييزا مفضلا وينفذون علاقات العمل التي تدافع عن العمال وتحترمهم."
الاقتباس من برنامج الحركة انتهى في السطر السابق والآن لنقرأ بنود الخطة التساعية التي أعلن عنها المنتدى ووزعها في منشور عام في المدينة، دفاعا عن حقوق العمال:
1. كل عمال البلدية سيشغَّلون بشكل مباشر وعادل وسيكونون كلهم جزءا من اتفاق عمل جماعي.
أي: لن تستأجر البلدية خدمات شركات القوى العاملة. لن يبقى حال فيه عمال من الصنف "أ" وآخرون من الصنف "ب".
2. كل مزودي الخدمات والأدوات للبلدية مجبرون بإثبات أنهم يشغلون عمالهم من خلال الحفاظ على حقوق العمل وفي إطار الاتفاقيات الجماعية. بكلمات أخرى: في كل مناقصة بلدية سيقر شرط إلزامي لقبول الاقتراح ألا وهو، أن يشغَّل العاملون بشكل عادل وأن تطبق كل قوانين العمل من قبل مزود الخدمات.
3. مراقبو البلدية سيعملون على تطبيق قوانين العمل. مؤخرا، وحسب قانون بادر إليه النائب دوف حنين، من قادة حركة المدينة لنا جميعا، حظي مراقبو البلدية بصلاحية تطبيق القوانين البيئية. إننا نطالب بتوسيع هذه الصلاحيات والإقرار أن يحظوا بصلاحية مراقبة تطبيق قوانين العمل. في حال كانت هنالك حاجة لزيادة عدد المراقبين العاملين في إطار البلدية- سيقام قسم منفصل في الرقابة البلدية: قسم تطبيق قوانين العمل.
4. البلدية ومجلس العمال في لواء تل أبيب يافا في الهستدروت، سيتعاونان لتنظيم كل أماكن العمل في المدينة. بكلمات أخرى: البلدية، ومع الهستدروت في المدينة، ستقر خطة عمل متعددة السنوات لتنظيم أماكن العمل.
5. سيلغى التمييز القائم بتجنيد مواطنين عرب للمؤسسات البلدية.
6. ستنشر البلدية قائمة بأسماء أماكن العمل التي لا تلتزم بقوانين العمل ولا تسمح إدارتها للموظفين بالتنظم.
7. ستخصص البلدية موارد من مئات ملايين الشواقل الفائضة في ميزانياتها لدعم التعاونيات والتنظيمات المشتركة- بخاصة للعاطلين عن العمل والشباب من سكان المدينة.
8. ستضع البلدية لنفسها، هدفا: عمل للجميع في المدينة. أي أن البلدية ستتخذ خطوات عملية بمكافحة البطالة.
9. البلدية ستطور وتوسع الخدمات الاجتماعية في مناطق نفوذها، بما في ذلك الصحة، التعليم، الرفاه والاهتمام بحقوق المسنين، من خلال دمج عمال شباب على أساس العمل المباشر.
*الكتلة البلدية- نموذج خاص*
ها نحن نصل ما تعهدنا الحديث عنه في مطلع هذا التقرير، ألا وهو استعراض عمل الكتلة في المجلس البلدي بشكل يضمن استمرار العمل الجماعي المميز للحركة.
يتوقع النشطاء في الحركة أن تتمكن قائمتهم من تشكيل كتلة قوية في مجلس تل أبيب- يافا البلدي، وذلك بفضل ما تمكنت منه هذه الحركة بطرح نفسها كبديل حقيقي للسياسة البلدية القائمة حاليا برئاسة، رون خولدائي، وبغض النظر عن كبر الكتلة التي ستصل إلى البلدية خاصة كون معالم الخارطة الانتخابية لم تنضج بعد، تمكنت الحركة من بناء نموذج خاص لها.
وفي حديث لنا مع شارون شاحاف، مركزة عمل الحركة قالت لنا "الفكرة هي ببناء مجلس للكتلة يضم نشطاء من مختلف المجالات وأن يكون هذا المجلس مرجعية لممثلينا في البلدية ومرافقا دائما لهم، وهذا لضمان حالة صحية يكون فيه ممثلونا ممثلين للحركة كلها ولكل الشرائح التي تمثلها".
كما أفادت شاحاف "قد نطور نموذجا لضمان التناوب بين عدد أكبر من أعضاء الكتلة خلال الدورة الواحدة مع إدراكنا التام لما يحمله هذا القرار من تعقيدات، وبخاصة بتنظيم الأيام الدراسية واللقاءات التأهليلة لممثلينا في البلدية وللمجلس المرافق للكتلة. الأهم بالنسبة لنا ضمان تمثيل حقيقي لكل الشرائح التي نهتم بها وأن يكون ممثلونا على صلة دائمة بالجمهور".
الصورة: من اجتماع نشيطي القائمة الذي أجري الأسبوع الماضي
السبت 26/7/2008