"الأوبامانيا" تحشد ٢٠٠ ألف برليني لخطاب غير مسبوق: لنهدم "الجدران الأخرى"
تجلت في برلين، امس، »الاوبامانيا« باكثر صورها شغفاً، بعدما احتشد اكثر من ٢٠٠ الف شخص في العاصمة الالمانية، لمتابعة اول خطاب في الخارج للمرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما، ركز فيه على التعاون بين ضفتي الاطلسي، وضرورة تغيير الاوضاع في الشرق الوسط، من لبنان، الى العراق وايران. وعند »عمود النصر« في متنزه تيرجارتن الرئيسي في برلين، وامام بوابة براندنبرغ التي عارضت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان يلقي اوباما خطابه عندها، دعا اوباما اوروبا واميركا الى تجاوز خلافاتهما لمواجهة التحديات العالمية. واعتبر السيناتور الاسود الذي افتتح خطابه بالقول انه »لا يشبه« الاميركيين الذين تحدثوا قبله في المكان، من امثال الرئيس الراحل جون كينيدي والسابق رونالد ريغان، ان »اي امة، مهما كانت كبيرة وقوية، لا يمكن ان تواجه وحيدة هذه التحديات«. واذ تحدث اوباما امام حوالى ٢٠٠ الف من الالمان والسياح الاجانب، عن انهيار جدار برلين، دعا الى ازالة جدران اخرى، مرددا »يا شعوب العالم.. انظروا الى برلين«. وقال »لا يمكن ان تستمر الجدران بين قدامى الحلفاء على ضفتي الاطلسي.. لا يمكن ان تستمر الجدران بين الاعراق والقبائل، بين المواطنين والمهاجرين، بين المسيحيين والمسلمين واليهود«. وتطرق سيناتور ايلينوي الى الوضع في العراق وافغانستان والشرق الاوسط. وقال »في هذه اللحظة يتعين علينا الاستجابة للدعوة لفجر جديد في الشرق الاوسط.. علينا ان نطالب ايران معا بان تتخلى عن طموحاتها النووية.. وان ندعم اللبنانيين الذين مشوا ونزفوا من اجل الديموقراطية.. والاسرائيليين والفلسطينيين الذين يبحثون عن السلام الآمن والدائم«. ونال اوباما تصفيقا حارا لدى حديثه عن حرب العراق اذ قال »يتعين علينا ان ندعم ملايين العراقيين الذين يسعون لاعادة تاسيس حياتهم، حتى وان سلمنا المسؤولية للحكومة العراقية واوصلنا الحرب الى خاتمتها«، طالبا ايضا مساعدة اوروبا في افغانستان، بعدما رأى ان الولايات المتحدة »لا تستطيع القيام بذلك وحدها«. وقبيل خطابه الذي نقلته وسائل الاعلام الالمانية على الهواء مباشرة، وهو خطاب غير مسبوق لمرشح الى الانتخابات الرئاسية الاميركية، اجتمع المرشح الديموقراطي مع ميركل للمرة الاولى، بعدما وصل الى برلين آتيا من القدس المحتلة. كما التقى وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، ورئيس بلدية برلين كلاوس فاورييت. وكان اوباما اختتم صباحاً زيارته الى فلسطين في مدينة القدس، حيث قام بزيارة الى حائط البراق، بعدما التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت مساء الاربعاء، حيث تركز البحث على ايران، التي قال اولمرت ان اسرائيل تتوقع ان تنجز »مركبات القنبلة النووية بين نهاية العام ٢٠٠٩ والعام ٢٠١٠«. كما أعرب أولمرت لاوباما عن قلقه من عمليات تهريب الأسلحة الى »حزب الله«. وقال »مع الأسف، يتواصل تهريب الأسلحة من جانب حزب الله عبر سوريا وإسرائيل قلقة للغاية جراء ذلك«، قبل ان يطلعه على وضع المفاوضات السورية الاسرائيلية. وفي حديث الى عدد من الصحف الاسرائيلية، اكد سيناتور ايلينوي ان السلام في الشرق الأوسط، بين إسرائيل وكل من الفلسطينيين وسوريا، سيكون على رأس أولويات سياسته الخارجية في حال فوزه بالرئاسة. وقال لصحيفة »هآرتس« »ينبغي على الإدارة الأميركية الجديدة الاستمرار بالعمل على تحقيق هدف إقامة دولتين للشعبين، تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن«. وأكد اوباما لصحيفة »يديعوت أحرونوت« ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض »يعترفان بالادعاءات الإسرائيلية الشرعية المتعلقة بالمواضيع الأمنية وبرأيي فإنه ليس لديهما نقص في النوايا الحسنة.. التحدّي أمامهما هو بناء إطار ليتمكنا من تطبيق سياستهما وإيجاد أدوات تمكنهما من الحكم والحصول على شرعية الشعب ليكون الحكم فعالا«. واعرب المرشح الاسود لصحيفة »معاريف«، عن اعتقاده بان »المفاوضات مع سوريا مهمة وأنا لا أؤمن بقطع العلاقات، وقد تحدثت مع زعماء في المنطقة وأنا على قناعة بأن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا يجب أن تجري وتتقدم، وهذا يستحق التجربة، خصوصا بسبب ما يحدث في العالم ومحور الشر الآخذ بالتبلور«. ورأى مسؤولون سياسيون إسرائيليون بعد تصريحات اوباما حول المسار السوري، انه »في حال انتخابه، فإن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض لن تبقى تتفرج.. وستصبح المفاوضات بين إسرائيل وسوريا مباشرة.. وسيكون هناك احتمال كبير للتوصل إلى سلام«. وفي مقابلة مع »جيروزاليم بوست«، حاول اوباما توضيح موقفه بشأن القدس، وقال »اعتقد ان القدس هي عاصمة إسرائيل. لكنني اعتقد أيضا ان كيفية حل هذا الموضوع بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو احد مواضيع الحل النهائي. ويجب ان يترك للطرفين«. وردا على سؤال حول ما إذا كان الخيار العسكري ضد إيران ما زال مطروحا، قال اوباما »يجب ان يكون على الطاولة.. علينا الحفاظ على هذا الخيار والاستعداد له بجدية.. لكن رغم ذلك فإن الخيار العسكري ليس الخيار المفضل«. وربط السيناتور الاسود بشكل غير مباشر، العمل العسكري باستنفاد الوسائل الدبلوماسية. وقال انه »إذا فشل الإيرانيون في الاستجابة.. فاننا نكون قد نزعنا اية اعذار لهم، وأي أسباب قد توجد لدى المجتمع الدولي لعدم زيادة العقوبات واتخاذ إجراء جدي« ضدهم. (أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)