* أردان يطالب بفصل السينمائي أوحوفسكي بعدما أعلن عن مشاركته بالأمسية * أوحوفسكي: بكري مبدع أغنى الثقافة وأردان الرخيص بالكاد يفك الحرف * د. حنين: الحملة المسعورة تأكيد على صحة مبادرتنا للأمسية * جولدرينغ: نتوقع أن يرد الجمهور بالمشاركة الواسعة بعد غد الأحد *
أثار إعلان جمعية "الضفة اليسرى" المقربة من فرع الحزب الشيوعي في تل أبيب، عن إقامة أمسية تضامنية مع الفنان محمد بكري، أثار عاصفة إعلامية وموجة من التحريض على بكري والمتضامنين معه.
ففي منتصف هذا الأسبوع نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خبرا عن الأمسية يضم قائمة بالفنانين الذين أكدوا مشاركتهم فيها وتضامنهم مع بكري، وفي أعقاب هذا الإعلان بعث عضو الكنيست اليميني، جلعاد أردان، برسالة إلى مسؤولين في سلطة البث الثانية وإلى مدير عام شركة "كيشت" المنتجة لبرنامج "ميلاد نجم- كوخاف نولاد" ليطالبهم فيها بإقالة الصحفي والسينمائي جال أوحوفسكي، عقابا له على نيته للمشاركة في الأمسية التضامنية.
ومما جاء في رسالة العنصري أردان "يدور الحديث حول تكريم لمنتج فيلم تسبب بضرر لصورة دولة اسرائيل وحرض العالم على كراهيتها. الفيلم دعائي وقد ادعت الصحافة العالمية في أعقابه بأن اسرائيل نفذت في مخيم اللاجئين مجزرة بحق مئات المواطنين. يدور الحديث عن فيلم يدعى بأنه وثائقي وينتج صورة مشوهة للواقع."
وأضاف أردان "يجب التذكر بأن الفيلم تسبب بمس خطر بحصانة إسرائيل إن كان الداخلية أو الخارجية وباسم جنود "جيش الدفاع" من النظاميين وجنود الاحتياط، وبناء على كل ما جاء، أطلب منع جال أوحوفسكي الذي يسطع نجمه في هذه الأيام في برنامج "كوخاف نولاد" من البقاء عضوا في لجنة التحكيم. مما لا شك فيه إن نجوم البرنامج ينظر إليهم من قبل جمهور الشباب كقدوة يحتذى بها، ومن غير الملائم أن تشارك شخصية كهذه -أوحوفسكي- بمناسبة عامة تمتدح منتج منتوج يمس للغاية في دولة اسرائيل ويدمغ الجيش وجنوده وأبناء عائلاتهم."
أوحوفسكي من جهته رد على رسالة أردان بلهجة شديدة للغاية إذ قال "جلعاد أردان هو انتهازي رخيص ومن المفضل أن يترك الكنيست وينتقل إلى العمل بمكتب سيء للعلاقات العامة. فبكري هو فنان مواطن اسرائيل وله أسهم بالثقافة الاسرائيلية وأما أردان فبصعوبة يتقن القراءة، وعليه أن يحل عنا وينشغل بما يفهم به".
الفنان محمد بكري من جهته لم يستغرب هذا التهجم الذي وصفه بـ "المنحط"، بل وتوقع أن تتطور الأمور أكثر وأن يحاول نفر من المتطرفين العنصريين الوصول إلى الأمسية ومحاولة عرقلتها.
وقال "أعرف أنه ليس من السهل أن تكون فنانا يهوديا وأن تشارك بأمسية مع الفنان محمد بكري وتقف معه، بعدما حوله الإعلام متطرفا، وتصرف أردان الحقير، ليس جديدا فملاحقتي مستمرة منذ سنوات، وكان من الصعب على الفنانين، اليهود بل والعرب أيضا، الخروج عن الإجماع المسيطر، وهو الأمر الذي انعكس بغياب الفنانين عن المشاركة في جلسات محاكمتي."
وبالمقابل قال بكري "أحيي مبادرة الرفاق في تل أبيب، وبخاصة الرفيق دوف حنين، الذي عودنا على أن يكون هو ورفاقه حيث وجد الظلم، والذي طرح الفكرة وبادر إليها عقب لقائنا في أمسية تضامنية في الطيرة، كما أحيي كل إنسان، عربي أو يهودي اتخذ موقفا مبدئيا شجاعا في هذه القضية."
وأما النائب د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ورئيس اللوبي البرلماني لحقوق الإنسان فقد قال "هذه الحملة التحريضية تؤكد بأن المستهدف ليس بكري وحده وبأن ما بدأ ضد بكري آخذ بالاتساع ليشمل أوحوفسكي وغيره من الدمقراطيين ولن ينجو من هذه الدائرة سوى ليبرمان وأردان ومن هم لى شاكلتهم اليمينية العنصرية، وفي خذا تأكيد على صحة خيارنا بالوقوف من اليوم الأول إلى جانب بكري ليس دفاعا عنه الشخص فحسب إنما عن قيم الدمقراطية والحق بالتعبير عن الرأي.
د. حنين أبلغنا أيضا أنه يدير اتصالات مكثفة وشخصية في الأيام الأخيرة مع عدد من الفنانين الذين أبدوا رغبتهم بالمشاركة وذلك للشد على أيديهم والتأكيد على ضرورة مشاركتهم رغم التضييقات ضدهم.
وأما يوآف جولدرينغ، مدير "الضفة اليسرى" وسكرتير فرع الحزب الشيوعي في تل أبيب، فقد قال "رسالة أردان هي الماركثية بعينها وتؤكد بأن هذه الأمسية بمنتهى الضرورة ولدي قناعة أن كل من يؤمن بضرورة حرية التعبير عن الرأي سيأتي ويشارك في هذه الأمسية."
بقي أن نشير أن الأمسية ستعقد في الثامنة من مساء بعد غد الأحد في مقر "الضفة اليسرى" في شارع إحاد هعام 70 في تل أبيب، وقد أكد مشاركته حتى الآن، المخرجون: آفي موجربي، أسنات طرابلسي، إتسيك فاينغرانط. الشاعرات: شمريت أور وآجي مشعول. الصحافيون: راز شيخنيك، عنات سراجوسطي وبيلي موسكونا ليرمان. الموسيقيون: نتان سلور، شيري مينار، وهرولد روبين.
هذا وما زالت القائمة مفتوحة ومن المتوقع أن يضاف إليها عدد آخر من المبدعين.
"الضفة اليسرى" منتدى ثقافي، كلية وموقع إلكتروني..
"الضفة اليسرى" جمعية مسجلة يقوم عليها عدد من النشطاء اليساريين التقدميين والشيوعيين في تل أبيب. وتعمل هذه الجمعية في ثلاث مجالات مختلفة، حيث بدأت مشوارها قبل نحو 15 عاما كـ "منتدى ثقافي" يستضيف الأمسيات والبرامج الهادفة إلى تشجيع وتطوير الثقافة اليسارية التقدمية وإلى تنظيم الحلقات الفكرية والحوارية حول قضايا سياسية واجتماعية مختلفة، وهو ما تطور في السنوات الأخيرة لإقامة "كلية الضفة اليسرى" التي تقدم لعشرات الطلاب والمعنيين دورات أيديولجية وسياسية حول اليسار في البلاد والعالم، ومؤخرا أقيم أيضا موقع إلكتروني للجمعية باللغة العبرية والذي يشكل منصة هامة للسجالات الفكرية والسياسيى في ساحة اليسر الاسرائيلي، وعنوانه هو www.hagada.org.il ومقر الجمعية في شارع إحاد هعام 70 في تل أبيب
الجمعة 25/7/2008