المدلول السياسي التاريخي لزيارة المعلم للبنان !
بترحاب وتفاؤل كبيرين ينظر الاحرار الوطنيون والتقدميون في كل مكان الى زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومحادثاته مع رئيس الدولة اللبنانية ميشيل سليمان وغيره من المسؤولين اللبنانيين. الكل يتمنى ان تكون هذه الزيارة للمعلم تاريخية من حيث مدلولها السياسي الذي يخدم المصالح الحقيقية لكلا الشعبين السوري واللبناني. فمنذ عقد اتفاقية المصالحة الوطنية اللبنانية في الدوحة القطرية التي جرى قطف ثمارها المباركة بانتخاب الرئيس التوافقي ميشيل سليمان وحكومة وحدة وطنية لتصريف الاعمال حتى الانتخابات البرلمانية المرتقبة، منذ ذلك الوقت تشهد العلاقات السورية – اللبنانية منعطفا جديدا، خاصة وان لسوريا كان دور هام في نجاح اتفاقية الوفاق الوطني في الدوحة. فمهمة وزير الخارجية المعلم في بيروت العمل على تجسيد قواعد العلاقات الاخوية السورية – اللبنانية التي تم التفاهم حولها بين الرئيس السوري بشار الاسد ونظيرة اللبناني ميشيل سليمان اثناء لقائهما في مؤتمر باريس. تجسيد قواعد اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء، فتح سفارة سورية في بيروت وسفارة لبنانية في دمشق. واقامة علاقات دبلوماسية بدرجة سفراء يعني من حيث المدلول السياسي اعترافًا سوريًّا رسميًّا وقانونيًّا "ديفاكتو" بلبنان كدولة مستقلة ذات سيادة وطنية تتعامل معها سوريا تعامل الند بالند على قاعدة المساواة والمصلحة المتبادلة. واقامة هذا المستوى من العلاقات الدبلوماسية – السياسية بين سوريا ولبنان يقطع الطريق على الدساسين وعلى محراك الشر اللبناني والاجنبي من الذين لا يريدون الخير ولا خدمة المصلحة الوطنية الحقيقية للشعب اللبناني وللشعوب العربية. توثيق العلاقات الدبلوماسية – السياسية بين سوريا ولبنان يقفل أفواه التحريض المنهجي والتأتأة المنهجية التي يردد انغامها دعاة "مواجهة الهيمنة السورية على لبنان من اقزام خدمة المصالح الامبريالية في لبنان. فاستقبال الوزير السوري بالشكل اللائق في بيروت ودعوة سوريا الرسمية للرئيس اللبناني ميشيل سليمان بزيارة قريبة الى دمشق السورية والتباحث مع رموز النظام السوري يجسد عمليا مصلحة الشعبين الشقيقين للعيش بوئام واخوة وصداقة وتعاون بناء ومنفعة متبادلة تساهم في تطور كلا البلدية تنمويا وحضاريا. فاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المقدمة، الخطوة التمهيدية لترسيم الحدود بين سوريا ولبنان ولافراز موقع مزارع شبعا اللبنانية لتحريرها من دنس الاحتلال الاسرائيلي. وبرأينا ان توثيق العلاقات الاخوية السورية – اللبنانية، خاصة بعد المرحلة العسيرة التي مرت بها من جراء التآمر الاستراتيجي الامبريالي – الاسرائيلي – الرجعي العربي اللبناني والعربي على لبنان وسوريا، توثيق هذه العلاقات سيعكس اثره الايجابي على مجمل العلاقات العربية – العربية. الأربعاء 23/7/2008 |