بلغراد تعرض تفاصيل اعتقال كراديتش وتستعد لنقله إلى لاهاي
بلغراد- وكالات- أفاد الادعاء الصربي بأن زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش الذي أعلنت السلطات الصربية نبأ اعتقاله الليلة قبل الماضية، كان ينتحل شخصية ممارس للطب البديل. كما أعلن أنه سينقل إلى محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة في لاهاي. وقال الادعاء في مؤتمر صحافي إن كراديتش كان يتنقل بحرية في المدينة ويتكسب من الطب البديل. وأطلع الصحفيين على صورة له يصعب التعرف فيها عليه وقد بدا نحيلا وأطال شعره الأبيض ولحيته وارتدى نظارة ليخفي وجهه. ورفض الادعاء الكشف عن مزيد من التفاصيل خوفا على جهود اعتقال اثنين آخرين مطلوبين لارتكاب جرائم حرب من بينهما قائد جيش كراديتش الجنرال راتكو ملاديتش المتهم أيضا بالإبادة الجماعية في مذبحة قتل فيها آلاف من مواطني البوسنة في سربرنيتشا. وقال المدعي الصربي في جرائم الحرب فلاديمير فوكشيفيتش إن كراديتش سينقل إلى محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة في لاهاي بموجب الإجراءات التي ينص عليها القانون الصربي. وقد أشادت بهذا الاعتقال منظمة "أمهات سربرنيتشا"، التي تضم زوجات وأمهات ثمانية آلاف مسلم قتلوا على يد قوات كراديتش عام 1995. وبمجرد إعلان الخبر اكتظت سراييفو بالسيارات وبحشود احتفلت باعتقال الرجل الذي حاصرت قواته المدينة 44 شهرا أثناء الحرب، وتعززت في المقابل الإجراءات الأمنية في بلغراد حول المحكمة التي تنظر الآن في قضية كراديتش وحول السفارة الأميركية. وقال الرئيس البوسني حارث سيلاديتش إن الاعتقال يحمل بعض العزاء لعائلات الضحايا، لكن "رغم موت ميلوسوفيتش واعتقال كراديتش، ما زال مشروع التطهير العرقي لهذين الرجلين للأسف مستمرا في البوسنة والهرسك". وأمام مبنى محكمة جرائم الحرب في صربيا تجمع نحو خمسين من أعضاء حركة "أوبراز" القومية احتجاجا على اعتقال كراديتش وتدخلت شرطة مكافحة الشغب لتفريقهم. واعتبر زعيم الراديكاليين القوميين الصرب ألكسندر فوشيتش الاعتقال مكافأة للاتحاد الأوروبي الذي أتى- حسب قوله- بالحكومة الجديدة إلى السلطة. وفي ردود الفعل الأوروبية بدا مسؤولو الاتحاد الأوروبي حذرين بشأن انعكاسات اعتقال كراديتش على صعيد تسهيل التوصل إلى اتفاق حاسم من أجل التقارب بين الاتحاد وصربيا. وقال الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل "علينا التحدث إلى المدعي العام في محكمة الجزاء الدولية لكنني شبه واثق من أنه سيقول إن ثمة تعاونا كليا" من جانب صربيا. ووقعت صربيا في نهاية نيسان الماضي اتفاق استقرار وشراكة مع الاتحاد الأوروبي، هو الخطوة الأولى نحو انضمامها إلى الكتلة الأوروبية. لكن هذا الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ إلا اذا "تعاونت بلغراد في شكل كامل" مع محكمة الجزاء الدولية. ورأى المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع أولي رين أن "ذلك سيكون له بالتأكيد تاثير على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وصربيا" بدون أن يوضح طبيعة هذا التأثير. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر- الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد- معلقا صباح الثلاثاء على اعتقال كراديتش "أخيرا، كنا ننتظر ذلك منذ 13 عاما. لقد طويت صفحة". الأربعاء 23/7/2008 |