* مخرج ايطالي يعيد للاسلام الصورة التي دنسها الاعلام الامريكي *
بعد فيلم المقدس والمدنس Sacro e Profanoالذي تدور رحاله حول عودة المسيح وليست اي عودة لكنها عودة بعينها عودة يعطي فيها الله الاختيار لام المسيح الجديد في قناعتها في اختيارالامومة وانجاب المسيح الجديد، وهي نظرة جديدة للدين المسيحي، نظرة تشرذم التوقعات القديمة والميكانيزمات التي كانت تقوم عليها الكنيسة لتبني كيانا جديدا للدين
المسيحي، كيان يحتاج انسان هذا العصر الذي ضاق ذرعا من المادية ان يحتمي قليلا بمسوغات الدين، لكن ليس اي دين ولا دين المسيحية القديمة التي جوعت وارهبت الجميع بل دين يحمل بذور التسامح والاختيار والحريةو......والاله في فيلم المقدس والمدنس ليس ذاك الاله النور الذي يتنقل باضواء الجنة والشمس مرسومة على وجهه، بل هو عجوز يحمل الحسن في الأعماق وهذا أيضا طرح جديد لصورة الاله التي تزعزع الموروث الديني القديم المترسب في الأذهان لتبني يوطوبيا جديدة أساسها الأخلاق ونقاء العمق، بعد هذا الفيلم يدخل المخرج الايطالي روكو كوزينتينو تجربة فيلم جديد هذه المرة اختار موضوعه الإسلام يقول المخرج Rocco Cosentino"ذو الاصل الصقلي:
بعد أحداث 11 شتنبر ذهبت وسائل الإعلام الأمريكية على تشويش ورهبنة صورة الاسلام الشيء الذي أدى إلى إثارة الخوف الذريغ بين كل الغربيين واعتبارهم أن الإرهاب مصدره الاسلام وبما أن المثقف المسلم غائب للدفاع عن جوهر دينه فقد ازدادت الهوة وانتشر الخوف وأصبح الإسلام شيئا مكروها وخطيرا، وتغيرت عندي هذه النظرة بعد قراءة كتابات الدكتور صلاح محاميد المواطن الايطالي ذو الأصل الفلسطيني الذي عاش تناقضات هذا البلد واستحمل شططه وفي دهاليزه بنى موقعا حساسا له، حيث أنه استطاع تغيير وجهة المواطن الايطالي عن الإسلام في روايته الإسلام والغرب، منشورات سباتسو كولتورا, 2002 , كورتينا دي امبيتسو إيطاليا, قدمه رينزو ارتورو بيانكوني وحررته الشاعرة الإيطالية المخضرمة ميلينا ميلاني ) وهي يوميات شاعر فلسطيني يعيش في الغرب يبين فيها صاحبه كنه وفوائد الإسلام وأركانه وصميم قواعده المبنية علىالتسامح والرضى والعفو والمغفرة والتصالح مع الآخر والتعايش معه، كما أنها تدور أحداثها في فلسطين التي تشهد صراعا مريرا، وهذه الرواية تكشف وجها آخر للاسلام لا نعرفه، ويشرح لنا توجهاته الصحيحة، وهدفي من اختيار هذا الموضوع هو إعادة الاعتبار للدين الإسلامي وحث الناس على البحث والقراءة الجادة عن المواضيع التي يريد الإعلام أن يخلق بها بلبلة ويشوش بها على بصيرة العامة، يجب العودة للثقافة والبحث لتبدو الأمور كما هي في مصافها، وما أردته بهذا هو الدعوة إلى التعايش الحضاري بين الديانات وإعادة الاعتبار للدين الاسلامي وعدم ادخاله في تصفية الحسابات السياسية والاستراتيجية ورواية الإسلام والغرب هي واحدة من بين الكتابات التي تبين المصافي الحقيقية للدين وتزرع الطمأنينة والأمان عند الإنسان الغربي وخاصة الايطالي لكونها مكتوبة بالايطالية في علاقته بالإسلام وتحويل الرواية فلما هي الخطوة الأولى لاعادة الاعتبار للدين الاسلامي هذا لأن العصر هو عصر الصورة وليس عصر القراءة والصورة أبلغ وأكثر تأثرا،
وتجدر الاشارة الى أن الرواية المعتمدة في الفلم تر جمها صاحبها إلى العربية بعنوان " الاسلام والغرب يوميات شاعر فلسطيني يعيش في ايطاليا وهي منشورة عن منشورات أجراس المغربية وبمشاركة الصالون الأدبي وجمعية الزيتونة الثقافية العربية الايطالية، ويباع حاليا في المكتبات المغربية وقد كتبت أحداثه خلال أحداث شتنبر والحملة العدوانية التي شنت على الاسلام وقد أثار ردوا واسعة بين الأوساط الثقافية الايطالية حيث كتب عنه البروفيسور لاينيو روسينيولى قائلا:
الإسلام فى نظر صلاح.. يوميات فلسطينى
صلاح محاميد شاعر فلسطينى يعيش فى ايطاليا، وإن السرد الهيكلى لزخم المحتويات المعقدة تشير الى شخصية الكاتب المركبة وثقافته المتشعبة، غير ان عروجه على ضفاف الشعر الهادئة والمنسجمة تكسب طروحاته قوة الاقناع وطاقة فى النسيج الكتابي. صلاح، قبل كل شيء شاعر، يملك الروح قبل إتقان الوسيلة. يستوعب تقلبات الاحداث وينجح فى بلورتها فى قالب عاطفي.
يومياته تذكرنا بشظايا الروح، البوئيما التى نشرها حديثا، تلك الشظايا المتسلسلة فى ترابط عضوى وتصمد فى وجه الاحداث اليومية لابداع الحياة. لكن صلاح ايضا فلسطينى ينحدر من عائلة عريقة ونبيلة. ينتمى لشعب يجابه منذ قرن مأساة وحاليا يهوى الى القاع، مثيرا قلق العالم الذى ينظر من بعيد، كثيرا بعيد. مع هذا فإن صلاح لا يفقد الاتزان،لا يلجأ الى التطرف. وفى زمجرية هذه الاحداث يصحبنا الى عمق الكلمة وارشادات القرآن التى تنبذ العنف.
وهذا ما أشار اليه الرسول" صلعم" حينما سأله احد عن ماهية المسلم فأجاب رسول الله "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده". تبدأ اليوميات وتنتهى خلال شهر وفيها يحدثنا عن أشياء مهمة حول طفولته وسن يفاعه، يشرح فيها حول التربية، روابط العائلة، التقاليد والعادات الأصيلة، المعتقدات الروحية، حول تعامل ثقافته مع قضايا الحياة والموت، حول السياسة وتاريخ وطنه، وفى هذا يسجل تاريخ شعب يأبى أن يزول. يتخلل تلك الذكريات الذاتية ملاحظاته حول الشرق والغرب، ردوده على ما ورد من كتابات لمفكرين غربيين فى صحافتنا خلال الحرب والتى تخص الاسلام.
يستخلص القارئ بأن الديمقراطية، احترام الغير، العمل الجماعي، تحمل الاختلاف فى المفاهيم والاستعداد للفهم هى من المكونات الأساسيه لثقافة وشخصية الكاتب.
"إقرأ" إنها أول الآيات وتمثل حقيقة أسس الرسالة الاسلامية- مع انها ليست دوما وبتكامل مطبقة- تعلّم وتفهّم وعى الاخرين. هذه الأصالة تناقض تماما فهمنا ووعينا المزيف لارشادات الاسلام.
فى ايطاليا، عوضا عن بعض الندوات المتخصصة فإن الاسلام يناقش فقط من وجهة نظر التعايش، لكن هذا يحتاج الى فهم عميق وحساسية عالية لاستيعاب ماهيه الاسلام وكل اسهام ذكى يكون ثمينا. وهذا ما تحويه يوميات صلاح، كما نعرفه فى كتبه الاخرى وفى مداخلاته الاعلامية ومقالاته الصحفية.
إن رسالته واضحة، اسلامه متسامح، ليس ذلك المتقوقع متباهيا بانجازات اسلافه ومتسلحا بجدار يحميه من عالم مبهم، بل ذلك المتفتح الباحث حتى الرمق الاخير لاحتواء ثقافة ومعرفة الاخرين، وبصبر وثقة يستقبل اختلاف الاخر عنه ويستعد لتقديم المساعدة والمساهمة فى بناء الحضارة مع غيره. كتب صلاح" ليس الاسلام ان تربى ذقنا او ان تلبس حجابا أو دشداشة.
على الاقل ذلك الاسلام الذى يظهرونه على شاشه التلفزيون ليس اسلامي". هكذا كتب وسيستمر بتوضيح حقيقه الاسلام حتى يصبح ايضا ملكنا".
هذا ويروم المخرج إلى ايجاد ممول لفلمه الذي سيرى النور لاحقا
زينب سعيد
الثلاثاء 22/7/2008