جنّدت الخرطوم مساعيها غرباً وشرقاً، أمس، لمواجهة طلب تدرسه المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب »إبادة« في دارفور، فطلبت من روسيا إعلان المساندة، وأعلنت إنهاء الخصام مع جارتها تشاد، عشية اجتماع وزاري عربي مزمع في القاهرة اليوم. ونقلت وكالة »نوفوستي« الروسية عن السفير السوداني في موسكو شول دينق ألاك، قوله في مؤتمر عقده أمس: »طلبنا من روسيا عرض موقفها من هذه القضية، كما طلبنا من روسيا بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي وقوة ذات نفوذ على الساحة الدولية، استخدام كل نفوذها وكل علاقاتها من أجل إزالة الشبح الذي ظهر وألقى بظله على السودان«. واعتبر ألاك أن مطلب مدعي عام المحكمة الدولية لويس مورينو ـ أكامبو توقيف البشير »يقوّض الثقة في العدالة الدولية ويشكل تفاوتاً في تطبيق القانون الدولي«، حيث أن السودان ليس عضواً في هذه المحكمة، وليس من شأن المحكمة الدولية التدخل إلا إذا عجزت السلطات الوطنية عن محاكمة المسؤولين. في هذه الاثناء، أعلنت الرئاسة السنغالية في بيان أن »البشير وافق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين تشاد والسودان، ردا على النداء الرسمي الذي وجهه إليه أخوه الرئيس (السنغالي) عبدالله واد« أمس الاول. وصدر البيان بعد اجتماع لوزراء خارجية السنغال والسودان وتشاد، بمشاركة وزيري خارجية إريتريا والغابون ومندوبين عن ليبيا والاتحاد الافريقي والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي. ويسبق هذا الاجتماع الافريقي اجتماع لوزراء الخارجية العرب، من المزمع عقده في القاهرة اليوم لبحث مسألة حملة محكمة لاهاي على البشير. وكان السودان قطع العلاقات مع تشاد بعد اتهامها بالوقوف وراء هجوم شنه متمردون من دارفور قرب الخرطوم، في أيار الماضي. وذلك بعد أشهر من اتفاق سلام وقعه البلدان في دكار في آذار الماضي. من جهة أخرى، جدد المبعوث الصيني للشؤون الأفريقية السفير ليو كويجين، أمس، »القلق العميق« لبكين بشأن طلب توقيف البشير، الذي »من شأنه تقويض« عملية السلام و»إشاعة حالة من الفوضى«. ودعا إلى انتظار »ما سيقرره الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية من خطط أولاً. (رويترز، أ ف ب، يو بي أي، أ ش أ)